تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[19 Jul 2010, 09:04 م]ـ

الوقفة الحادية عشرة

وأماقوله (( .. ومنه الوقف بالروم والإشمام بدل السكون)) هـ، ففيه نظر، لورود النص الأداء بالوقف بالروم والإشمام،فقد جاء النص بذلك عن أبي عمرو والكوفيين وقالون وهشام وعن بقية القراء، فقال الداني في جامع البيان [[ .. وقد جاءت الرواية بعد بالإشارة إلى حركات آخر الكلم عند الوقف عن أبي عمرو والكوفيين عاصم وحمزة والكسائي]] ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn1))، ثم ساق الرواية بذلك،وذكر أن النص ورد بترك ذلك عن نافع وابن كثير وابن عامر، وورد استعماله_يعني عنهم_، ثم ساق الرواية بذلك عن الحلواني عن هشام أنه كان يشم الإعراب في مثل (قال الله) وأن أبا نشيط روى عن قالون عن نافع أنه كان يقف على (شطره، حوله، عظامه)، وشبه ذلك بإشمام الضم ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn2))، وذكر في إيجاز البيان أن إسحاق المسيبي روي ذالك منصوصا عن نافع، فقال [[ ... واعلم أن الرواية عنه –يعني نافعا- معدومة من طريق ورش وغيره من الناقلين عنهم غير إسحاق ابن محمد المسيبي،فإنه روى ذلك عنه منصوصا،فوجب استعمال ما رواه إذ المصير إلى خلاف ذلك بغير دليل من رواية لا يسع أحدا ... ]] هـ ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn3))، ومع ذلك كله فإن الوقف بالروم والإشمام ليس شيئا لازما في القراءة،إذ الأصل في الوقف السكون، كما قال في الدرر اللوامع:

قف بالسكون فهو أصل الوقف=دون إشارة لشكل الحرف

وإن تشأ وقفت للإمام= مبينا بالروم والإشمام

وإنما أخذ أهل الأداء بالروم والإشمام صيانة لألفاظ الذكر الحكيم من التغير بسبب اختلاف حركات الإعراب، لأن الناظر يري في حالة الإشمام شكل الحركة التي تثبت للحرف في الوصل،والسامع يسمع في حالة الروم صوتها فيعرف شكلها في الوصل، وقد كان بعض مشايخنا ينبهوننا علي هذا المعني، ويأمروننا بالوقف بالروم والإشمام على بعض الألفاظ التي لايدرك لأول وهلة هل هي بالرفع، أم بالخفض، وكان بعضهم يؤكد علي ذالك في نحو قوله تعلى (في لوح محفوظ) ليتبين القارئ شكل حركته في الوصل، لاختلاف القراء فيه وصلا.

وأما قوله ((ومنه ترقيق الراء في وزر أخرى – وزرك – ذكرك –حذركم – الإشراق للأزرق)) هـ، فيجاب عنه بأنهجار على قاعدة القياس الجزئي الذي تقدم الكلام عليه.

وأما قوله ((ومنه أكثر ما جاء في هذا الباب كما قال مكي في التبصرة: أكثر هذا الباب إنما هو قياسا وبعضه أخذ سماعا)) هـ،فيجاب عنه بما تقدم من كلام الجعبري وغيره من أئمة القراءات، والتحقيق أن الرواية شاملة لذلك كله، لأن المتقدمين لم يعنوا بتفاصيل المسائل، فربما تركوا النص على بعض الجزئيات لكونها داخلة في الأصول المطردة، كما قال ابن سفيان في الهادي في باب الراءات [[ .. إن مصنفي الكتب إنما ذكروا من هذه الأبواب الحروف اليسيرة، ولم يتقصوا جميع أصولها، وما علمت أحدا سبقني لجمعها ..... ]] ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn4))، و السبب الذي جعل المصنفين يقتصرون على ذكر بعض جزئيات هذه الأبواب، هو أن علم القراءات علم نقلي أساسه الرواية، وقد ألح إلى هذا المعنى الخاقاني في رائيته فقال:

وقد بقيت أشياء بعد لطيفة = يلقنها باغي التلاوة بالأجر

ومما يشهد لهذا المعنى ما ذكره الداني في مفردة يعقوب حين قال [[ ... وروى لي فارس عن قراءته (إن يردن الرحمن) بالياء في الوقف، وهو قياس ما أصَّلَه لي أبو الحسن عن قراءته، غير أنه أغفل ذكر هذا الحرف في التمثيل في هذه السورة.]] ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn5))

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير