تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المنصوص فلا يختلط هذا الأخير بلهجات وردت في أحرف يسيرة قاس عليها بعض المصنفين من طرق الرواة نظائرها لتأصيل كل رواية على حدة.

القسم الثالث: التحديث.

لقد تلقى الآخذون الأولون القرآن من شيوخهم في القرون الأولى عرضا وسماعا أما العرض فهو أن يقرأ الطالب على شيخه القرآن من أوله إلى آخره، وأما السماع فهو سماع الطالب قراءة الشيخ، ثم طرأ ـ بعد نشأة القراءات ـ التحديث بأحرف الخلاف لكل رواية على حدة وكان الشيخ يحدّث تلميذه بالكلمات التي وقع فيها اختلاف القراء والرواة أي بأحرف الخلاف دون المتفق على أدائه من القرآن.

إن العرض هو مثلا قراءة الداني القرآن كله برواية هشام من طريق التيسير على أبي الفتح على السامري على ابن عبدان على الحلواني على هشام، أما ما سوى هذا الأداء عن هشام فإذا تضمنه التيسير فإنما هو من التحديث الذي منه على سبيل المثال ما تلقاه الداني من أحرف الخلاف لهشام في التيسير عن شيخه محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن ابن أبي مهران الجمال عن الحلواني عن هشام.

وقد تبنى ابن الجزري منهج طرح قسم التحديث فوأد روايات وقراءات ثابتة وصحيحة بدرجة ما تضمنه التيسير وحرز الأماني أو أصح منهما وزعم ابن الجزري أن التحديث لا يفيد في القراءة شيئا أي لا تجوز قراءة القرآن به، وهو الذي بدأ اليوم يطغى من المعاصرين إذ أصبحوا يقرأون القرآن ـ إلا قليلا منهم ـ بأحرف الخلاف من طرق الحرز والدرة والطيبة.

ومما يدعو إلى العجب والحيرة أن المصنفين من طرق الرواة قد حذفوا كثيرا من صحيح ومتواتر القراءات ممن هم أجل وأعظم قدرا وعلما من القراء السبعة والعشرة ورواتهم، وأدرجوا في ما احتفظوا به من القراءات السبع والعشر كثيرا من لهجات العرب كالإدغام والإمالة وتسهيل الهمز والروم والإشمام في أداء القرآن، وتتبعوا كل قاعدة نحوية أو لهجة عربية وردت في بعض كلمات القرآن فقاسوا عليها نظائرها في سائر القرآن.

قال ابن الجزري في النشر (1/ 37) " وقال الإمام أبو محمد مكي: وقد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرا من هؤلاء السبعة: اهـ بلفظه

ولقد أورد ابن الجزري في نشره (1/ 41 - 43) نصا نفيسا عن ابن حيان الأندلسي هذا بعضه " " ... وهل هذه المختصرات التي بأيدي الناس اليوم كالتيسير والتبصرة والعنوان والشاطبية بالنسبة لما اشتهر من قراءات الأئمة السبعة إلا نزر من كثر وقطرة من قطر، وينشأ الفروعي فلا يرى إلا مثل الشاطبية والعنوان فيعتقد أن السبعة [يعني الأحرف السبعة] محصورة في هذا فقط، ومن كان له اطلاع على هذا الفن رأى أن هذين الكتابين ونحوهما من السبعة كثغبة من دأماء وتربة في بهماء، وهذا أبو عمرو ابن العلاء الإمام الذي يقرأ أهل الشام ومصر بقراءته اشتهر عنه في هذه الكتب المختصرة اليزيدي وعنه رجلان الدوري والسوسي، وعند أهل النقل اشتهر عنه سبعة عشر راويا: اليزيدي وشجاع وعبد الوارث والعباس بن الفضل وسعيد بن أوس وهارون الأعور والخفاف وعبيد بن عقيل وحسين الجعفي ويونس بن حبيب واللؤلؤي ومحبوب وخارجة والجهضمي وعصمة والأصمعي وأبو جعفر الرؤاسي فكيف تقصر قراءة أبي عمرو على اليزيدي ويلغى من سواه من الرواة على كثرتهم وضبطهم وثقتهم وربما يكون فيهم من هو أوثق وأعلم من اليزيدي؟

وننتقل إلى اليزيدي فنقول: اشتهر ممن روى عن اليزيدي الدوري والسوسي وأبو حمدان ومحمد بن أحمد بن جبير وأوقية أبو الفتح وأبو خلاد وجعفر بن حمدان سجادة وابن سعدان وأحمد بن محمد بن اليزيدي، وأبو الحارث الليث بن خالد، فهؤلاء عشرة فكيف يقتصر على أبي شعيب والدوري ويلغى بقية هؤلاء الرواة الذين شاركوهما في اليزيدي وربما فيهم من هو أضبط منهما وأوثق؟

وننتقل إلى الدوري فنقول: اشتهر ممن روى عنه ابن فرح وابن بشار وأبو الزعراء وابن مسعود السراج والكاغدي وابن برزة وأحمد بن حرب المعدل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير