تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فورد أن العرضات كانت لنزول الأوجه والقراءات المختلفة ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn14)). وجاء أن العرضتين الأخيرتين كانتا تأكيدا وتثبيتا ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn15))، وقال القسطلاني: "والمعتمد أن جبريل كان يعارض النبي e في رمضان بما ينزل به عليه في طول السنة، كذا جزم به الشعبي فيما أخرجه عنه أبو عبيد وابن أبي شيبة بإسناد صحيح" ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn16)). وورد في شرح صحيح مسلم للنووي أنه لا يُدرى أيّ القراءات كان آخر العرض على النبي e([17] (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn17))، وجاء عن عبيدة السلماني قوله: "القراءة التي عرضت على رسول الله e في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم" ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn18)). وعن محمد بن سيرين قال: "إن قراءتنا أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة" ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn19)). ولا ندري ما هي القراءة التي جاء وصفها بما سبق، وهل هي قراءات أم واحدة؟ ولا توحي العبارة بأن ما عدا تلك القراءة منسوخ.

وقال أبو شامة: "ورد أن جبريل كان يعارض محمدا e بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان. زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء, وزاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين فاستقر ما نسخ منه وبدل" ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn20)).

وابن الجزري –الذي اعتمد على قوله كثيرون- قال: "ولا شك أن القرآن نسخ منه وغيّر فيه في العرضة الأخيرة فقد صح النص بذلك عن غير واحد من الصحابة" ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn21)) ، ساق بعد ذلك نصا واحداً وفيه: "فشهد عبد الله بن مسعود ما نسخ وما بدل، فقراءة عبد الله الأخيرة" وخلاصة توجيه ابن الجزري للرواية –حيث ثبتت عنده كما يقول- أن بعض ما ليس في العرضة الأخيرة نسخ وبعضه لم ينسخ ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn22)). وقد صحح ابن الجزري قراءات مخالفة للرسم العثماني وقراءات لأئمة غير العشرة.

وقال ابن حجر: "واختلف في العرضة الأخيرة، هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرف واحد منها؟ وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان الناس أو غيره؟ " ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn23)).

وقال الدكتور محمد المجالي عن العرضة الأخيرة إنها لو كانت وجها واحدا لما أدى هذا إلى اختلاف الرسم في بعض الكلمات ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn24)).

يتضح مما سبق من أقوال العلماء أن بينها تضاربا في شأن العرضة الأخيرة، مما يظهر أنها اجتهادات، أو احتمالات لتوجيه أمور في علم القراءات، ويُستبعد أن تكون حدا فاصلا في ثبوت قراءات ونسخ أخرى، وحولها هذه الآراء المتباينة. ولا أعتقد أن الصحابة سيتأخرون عن جمع القرآن على العرضة الأخيرة أول وقوعها ونشر ذلك بين المسلمين، لو كانت بالأهمية التي يصوِّرها البعض.

وخلاصة القول فيها ما أوضحه الداني بقوله: "وإنّا لا ندري حقيقة أي هذه السبعة أحرف كان آخر العرض, أو آخر العرض كان ببعضها دون جميعها" ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn25)).

وأنه -والله أعلم- لم يحصل فيها نسخ لشيء من الأحرف السبعة، ولو كان الأمر غير ذلك لاشتهر وظهر. وأشار صراحة ابن جرير الطبري إلى عدم نسخ شيء من الأحرف ([26] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn26))، كما أشار هو وغيره إلى أن الأمة ليست مأمورة بحفظ القراءات جميعها ([27] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn27)).

وقال إسماعيل الطحان: "أما ادعاء أن أحد النصين قد نسخ في العرضة الأخيرة فهو عندنا ادعاء لا دليل عليه من نص قطعي, وإنما سيقت دعوى النسخ في كتب المؤلفين على أنها احتمال لتفسير ورود أحد النصين دون الآخر" ([28] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn28)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير