{إِذْ يَقُولُ لِصَحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، وهذا يبين جزءاً من الحكمة في كتابة الكلمة القرآنية باستخدام الألف الصريحة والمد بالألف المتروكة كما سبق أن أوضحنا ...
حذف حرف الواو
من بعض الأفعال
ورد في كتاب (مناهل العرفان) للزرقاني: أنه تم كتابة هذه الأفعال الأربعة بحذف الواو وهي:
(ويدعو الإنسان – ويمحو الله الباطل – يوم يدعو الداع – سندع الزبانية) ولكن من غير نقط ولا شكل في الجميع.
قالوا: والسر في حذفها من (ويدع الإنسان) هو الدلالة على أن هذا الدعاء سهل على الإنسان يسارع فيه كما يسارع إلى الخير ....
والسر في حذفها من (ويمح الله الباطل) الإشارة إلى سرعة ذهابه واضمحلاله ...
والسر في حذفها من (يوم يدع الإنسان) الإشارة إلى سرعة الدعاء وسرعة إجابة الداعين ...
والسر في حذفها من (سندع الزبانية) الإشارة إلى سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش .. ويجمع هذه الأسرار قول المراكشي: (والسر في حذفها سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود).
وسئل – فسئل
ورد في القرآن الكريم كله فعل الأمر من (سأل) ناقصاً حرف (ا) في البداية ... ونذكر فيما يلي نماذجاً من الآيات الكريمة التي ورد فيها هذا الفعل:
قال تعالى: وقال تعالى: وقال تعالى: وقال تعالى: ويدل حذف حرف (ا) من مبنى الكلمة الأصلية وهو (اسئل) أو (اسأل) على أن الكلمة القرآنية في رسمها تعبر عن المعنى أصدق تعبير إذ أن السؤال دائماً يأتي في عجلة وسرعة فقلما ينتظر الإنسان فهو دائماً يريد سرعة الإجابة .. لذلك جاءت كلمة (سئل) في فعل الأمر ناقصة حرفاً لتحض على سرعة السؤال انتظاراً لسرعة الإجابة.
وكما ذكرنا فإن نقص مبنى الكلمة يدل على العجلة والسرعة وعدم الصبر ....
أيد – أييد
وردت كلمة (أيد) وهي جمع (يد) مرتين في القرآن الكريم كله بهذا الرسم العادي وذلك في الآيتين التاليتين:
قال تعالى: وقال تعالى: غير أنها وردت مرة واحدة برسم مختلف يزيد حرف (ي) في منتصفها وذلك في الآية الكريمة الآتية:
قال تعالى: وكما سبق أن ذكرنا فإن زيادة المبنى يدل على زيادة المعنى فهل هناك أشد من خلق السماء ... ؟
{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} [النازعات: 27]، إن زيادة حرف (ي) في كلمة (أيد) يوضح قوة وشدة السماء ومتانة سمكها وبنائها ...
المراجع:
القرآن الكريم
1 - الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ج2 في تفسير الآية 185 من سورة البقرة.
2 - الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي في تفسير الآيات الثلاث الأولى من سورة الزخرف.
3 - كتاب مناهل العرفان للزرقاني.
4 - ((كتاب تأملات في إعجاز الرسم القرآني وإعجاز التلاوة والبيان)) للمهندس: محمد شملول.
المصدر
موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[03 Jul 2010, 09:30 م]ـ
الأستاذ الدكتور أحمد شكري
جزاكم الله خيرا على هذا الإيضاح الرائع
لكن الألف ـ والله أعلم ـ لا توضع في الفعل الذي واوه أصلية لتفصل الكلمة كما تفضلتم
فمثلا قوله ـ تعالى (إذا ما غضبوا هم) بخلاف (كالوهم أو وزنوهم)
هذه توضع للفصل في الأولى.لكن الواو هن للجماعة فقاعدة الفصل في الجماعة على الأصلية.
أما في نحو (يمحوا) فقد أخبر الداني ـ رحمه الله ـ أنها وضعت في مثل هذا لأن الواو لما تطرفت أشبهت واو الجماعة.
والله أعلم
ولي بحث على هذا الموقع المبارك ـ بارك الله في القائمين عليه ـ بعنوان
توجيه رسم المصحف
آمل النظر إليه
وجزاكم الله خيرا
وأما قولكم ـ حفظكم الله ـ: (واستثني من ذلك كلمات يسيرة منها (فاءو) و (جاءو) و (باءو) و (تبوءو) و (سعو) موضع سورة سبأ، وعُلل عدم إثبات الألف في هذه الكلمات بكثرة حروف العلة فيها)
فهذا كلام رائع بحثت عنه فلم أجده إلا الآن فجزاكم الله خيرا ودمتم أستاذنا بخير
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[05 Jul 2010, 01:01 م]ـ
الأخ الفاضل سامح بارك الله فيك على التعليق الطيب، وسأطلع على مقالكم أو بحثكم في توجيه الرسم
¥