ثم نقول له: كيف تقف على كلمة (الرحمن) أول سورة الرحمن فهي رأس آية؟ يقول: أقف بالثلاثة أوجه العارض للسكون نقول له: ولم؟ يقول: الألف هناك مرسومة نقول له: الألف هناك ليست مرسومة في المصحف العثماني بل هي من تحسينات الرسم فهي إجماعا لم تكن مرسومة قديما فما المانع أن تقرأ لفظ (الله) مثلها؟ فإن قال:حجتي في المنع قول الزجاج. نقول له: قال أكثر أهل العلم: من أن هذا يجوز فقط ضرورة الشعر.
فإن قال: حجتي بأن علماء التجويد لم ينصوا في كتبهم بأن لفظ الله يكون فيه الثلاثة أوجه.
نقول له: وهل كل لفظة بها الأوجه الثلاثة مذكورة في كتبهم أم أنهم ذكروا القاعدة العامة؟
ثم نقول: إذا أردت أن تستثنى لفظ (الله) من العارض للسكون فأنت تخصص العام والتخصيص يحتاج إلى دليل ولا دليل فيكون الحكم على أصل القاعدة.
ثم نقول له إن علماء التجويد ذكروا هذه اللفظة وإليك أقوالهم:
قال عبدالوهاب القرطبى ــ توفي 461 هـ ـــ صاحب كتاب (الموضح في التجويد):
(وقد تسمع الآن جماعة من القراء يحذفون الألف من اسم الله تعالى في الوقف يقولون (قال الله)
ثم قال و يحذفون الواو والياء مثل (يعلمون) و (الظالمين) وذلك على العكس مما ينبغي وكله مكروه) أ. هـ
فهو يحذر ـــ وهو من علماء التجويد وليس من المحدَثِين ليعترض معترض ــ من عدم الإتيان بالألف حالة الوقف.أليس هذا من علماء التجويد؟!!
وقد يقول قائل: أنت لاتفهم كلام عبد الوهاب لأنه يتكلم في من يحذف الألف لا في من يمدها فقط مدا طبيعيا.
والجواب: أنا أفهم جيدا أنه يتحدث عمن يحذفون الألف فى الوقف لكن ألا ترى معى أنه أثبت وجود الألف فى الوقف؟!!! وأقول: إذا أثبت الألف أليس هذا دليلا على وجود المد العارض للسكون وتحتاج يا أيها المعترض إلى دليل لمنع تطبيق حكم المد العارض للسكون هنا ولا دليل.
ثم نقول: انظر إلى كلام الصفاقسى (اسم الجلالة وسلطان الأسماء و هو الله وحذفها منه.
ـ الألف قبل الهاء ـ لحن تفسد به الصلاة)
ثم نقول انظر إلى كلام فخر الدين الرازى في تفسيره مد لام الجلالة:
المسألة السابعة: لا يجوز حذف الألف من قولنا: الله في اللفظ، وجاز ذلك في ضرورة الشعر عند الوقف عليه.
ونقول له ماذا تفعل بحديث البخارى سأل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
وماذا تفعل بقول الحافظ ابن حجر بمد اللام التي قبل الهاء من الجلالة (وأعلم جيدا أن الحافظ يقصد المد الطبيعي ولكن أليس حالة الوقف سيكون عارضا؟!!!)
ثم نقول له انظر إلى قول الألوسى: وحذف ألفه لغة حكاها ابن الصلاح، وفي «التيسير» إنها لغة ثابتة في الوقف دون الوصل والأفصح الإثبات حتى قال بعضهم: إن الحذف لحن تفسد به الصلاة ولا ينعقد به صريح اليمين ولا يرتكب إلا في الضرورة
ثم نقول لهؤلاء: إن اللغة تفصل بيننا
فأهل اللغة ذكروا وزن الكلمة يقول ابن عاشور في تفسيره:
وقد احتج صاحب «الكشاف» على كون أصله الإله ببيت البعيث المتقدم لما قال الشاعر معاذ الإله وهو من فصحاء اللسان علمنا أنهم يعتبرون الإله أصلاً للفظ الله، ولذلك لم يكن هذا التصرف تغييراً إلا أنه تصرف في حروف اللفظ الواحد كاختلاف وجوه الأداء مع كون اللفظ واحداً، ألا ترى أنهم احتجوا على أن لاَه مخفف الله بقول ذي الأَصبع العَدْواني:
لاَه ابنُ عمِّكَ لا أُفْضِلْتَ في حَسَبٍ ... عنّى ولا أنتَ ديَّانِي فتَخْزُوني
وبقولهم لاَه أبوكَ لأن هذا مما لزم حالة واحدة، إذ يقولون لله أبوك ولله ابن عمك ولله أنتَ أ.هـ بتصرف
ويقول أبوحيان:
وأل في الله إذا قلنا أصله الإلاه، قالوا للغلبة، إذ الإله ينطلق على المعبود بحق وباطل، والله لا ينطلق إلا على المعبود بالحق، فصار كالنجم للثريا. وأورد عليه بأنه ليس كالنجم، لأنه بعد الحذف والنقل أو الإدغام لم يطلق على كل إله، ثم غلب على المعبود بحق، ووزنه على أن أصله فعال، فحذفت همزته عال.
وإذا قلنا بالأقاويل السابقة، فأل فيه زائدة لازمة. أ هـ التحرير والتنوير
¥