وقوله لكسر يوجد أي في القاف: "الوجهان صحيحان مقروء بهما" لكل القراء غير أن الترقيق هو المشهور والمقدم في الأداء وحكى غير واحد لإجماع عليه كما في النشر وغيث النفع وتنبيه الغافلين وغيرها. قال صاحب انشراح الصدور: قال الداني: والوجهان جيدان والمأخوذ به الترقيق نقله النويري في شرح الطيبة فهو أولى بالعمل إفراداً وبالتقديم جمعاً أهـ بحروفه قاله في هداية القاري.
ولعبد الدائم الأزهري توجيه أوضح حيث يقول: (وجه تفخيم (فرق) معارضة الكسرة المناسبة للترقيق بحرف الاستعلاء بعد الراء ووجه الترقيق إبطال عمل حرف الاستعلاء بالكسرة الواقعة فيه فكل من الكسرة وحرف الاستعلاء طالب عمله للراء الكسرة طالبة للترقيق وحرف الاستعلاء طالب للتفخيم. أ. هـ الطرازات المعلمة شرح المقدمة
ويقول الطيبي:
والخلف في فِرق لكسر القاف ***** وفِرْقَة تفخم بلا خلاف
وجه تفخيم (فرق) ضعف الكسرة لتقابل المانع القوي وهو حرف الاستعلاء
علل – رحمه الله – الخلاف الدائر في كلمة (فرق) بسورة الشعراء بأن حرف الاستعلاء وإن كان بعد الراء فكان ذلك يستوجب الترقيق لكنه لكونه مكسورا ففيه الترقيق والتفخيم ثم أوضح الناظم أن الكلمة (فِرْقَة) مفخمة بلا خلاف .. وسبب ذكره – رحمه الله – كلمة فرقة بعد كلمة فرق لئلا يتوهم القارئ أن هذه الكلمة مثل تلك فيعطى لها الوجهين. وهذا مخالف لجميع القراء إذ أن كلمة (فِرْقَة) بعدها حرف استعلاء مفتوح بخلاف (فرق) فبعدها حرف استعلاء مكسور والكسر يضعف الحرف ...
ولذلك قال صاحب السلسبيل الشافي:
وفرق الخلاف فيه مشتهر
لأن الاستعلاء بعدها انكسر
ووجه الترقيق ضعف الراء لوقوعها بين كسرتين وضعف منع حرف الاستعلاء بسبب كسره ..
ووجه التفخيم وقوع حرف الاستعلاء بعدها المانع من الترقيق والوجهان صحيحان مقروء بهما والترقيق مقدم أداءً.
فائدة:
اعلم أن كلمة (فرق) من طرق حفص ينبغي ألا تقرأ بالترقيق أو التفخيم مطلقاً هكذا بل ينبغي أن ترجع إلى الطريق الذي تقرأبه فمثلاً إن كنت تقرأ من طريق الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق الفيل وذرعان من روضة ابن المعدل-فلك التفخيم فقط.
ملحوظة
ذكر صاحب هداية القاري ــ رحمه الله ــ تحريرات في (فرق) حالة الوقف
حاصلها أن من فخمها في الوصل فخمها حالة الوقف سواء وقف بالسكون أم بالرَوم ومن يري الترقيق في حالة الوصل يقول بالوجهين في حالة الوقف بالسكون أما إذا وقف بالرَوم فالترقيق لا غير. أ. هـ هداية القاري
أقول ــ سامح ــ: هذا الكلام غير معمول به فتنبه.
(ص) الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها فتح أو ضم أو ساكن مسبوق بفتح أو ضم وهى في الوصل مكسورة نحو: البشر والنذر والعصر. التفخيم أولى وذهب البعض إلى أن الترقيق خطأ.
(ش) الراء المكسورة المتطرفة الموقوف عليها إن ضم ما قبلها نحو {بِالنُّذُرِ} {وَدُسُرٍ} أو فتح نحو {الْبَشَرِ} أو سكن نحو {الْفَجْرِ} {الْقَدْرِ} حكمها التفخيم.
وهذا ما ذهب إليه الجمهور وهو الصحيح كما في إتحاف البشر وغيره.
وقيل: بترقيقها لعروض الوقف وذهب إليه جماعة.
والمعول عليه والمقروء به هو ما ذهب إليه الجمهور.
تنبيه
هذا إذا كان الوقف بالسكون المجرد. أما إذا كان الوقف بالرَوم فلا خلاف في ترقيق هذه الراء لجميع القراء.
وفيما يلي ضابط نفيس للعلامة المتولي بين فيه هذا التنبيه مع ذكر اختيار الحافظ ابن الجزري فيما تقدم في الراءات ذوات الوجهين وفقاً قال عليه رحمة الله:
*والراجحُ التفخيم في للبَشَر * والفجْر أيضاً وكذا بالنُّذُر*
*وفي إذا يَسر اختيار الجزري * ترقيقهُ وهكذا ونُذر*
*ومِصر فيه اخْتار أن يفخِّمَا * وعكسه في القِطْر عنه فاعلما*
*وذلك كلُّه بحالِ وقْفِنا * والروم كالوصل على ما بُيِّنَا. أهـ هداية القاري
(ص) يجب أن ينتبه القارئ الكريم إلى أن بعض الأحكام سوف تتغير إذا قرأ بالرَوم
.
(ش) قال ابن الجزري: فصل في الوقف على الراء
فاعلم أنك متى وقفت على الراء بالسكون أو بالإشمام نظرت إلى ما قبلها.
وذهب بعضهم إلى الوقف عليها بالترقيق إن كانت مكسورة لعروض الوقف
ومتى وقفت عليها بالروم اعتبرت حركتها فإن كانت كسرة رققتها
¥