ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:28 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أستاذنا الدكتور
واسمح لنا فما زال بعض من الإشكال، من قصور فهمنا في المسألتين معاً:
- سؤالي الأول هو في صميم الاختيار، أي هل قصد القارئُ قصداً أن يختار ستة وثلاثين اختياراً - مثلاً -؟ ألا يتنافى ذلك مع مبدأ الاختيار نفسه، الذي يقصد به حصر نطاق الأوجه والاختلافات؟
وكما قلتم فقد أحجم الأئمة عن المزيد من الاختيار مع إمكان ذلك، أفليس تشعب الطرق كلما ابتعدنا عن الرواة يعيد مشكلة التشعب التي كانت سابقة على عصر الاختيارات؟
- في مسألة القرآن والقراءات؛ ألا ترى أن الأولى أن نقول:
إن بينهما عموماً وخصوصاً مطلقاً؛ فكل قراءة قرآن من غير عكس، فـ "ملك يوم الدين" نقول فيها إن "ملك" قراءة، لأنها شطر خلاف، وهي قرآن مع ذلك لأنها صحيحة متواترة مثل "مالك"، وأن "يوم" قرآن فقط، لأن فيها وجها واحدا
وأما الاستدلال بالإنكار فقد ورد أيضا عن بعض الصحابة في ما هو من قبيل المتواتر مما لا خلاف فيه، فما ذا يقال فيه؟
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[31 Jul 2010, 03:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
فضيلة الشيخ د. محمد الأمين، جزاكم الله خيرا على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
هذه الأسئلة التي طرحتموها مثيرة للبحث والتأمل، وأنا أطرحها معكم على علمائنا ومقرئينا الأجلاء.
وأقول على سبيل المذاكرة لفضيلتكم:
تعدد اختيار القارئ الواحد:
قد تنسب القراءة إلى الإمام لأنها رويت عنه دون أن يختارها، وقد تنسب إليه لأنها رويت عنه وقد اختارها أيضا؛ ومن ثم فلا غرابة في تعدد الوجوه التي تروى عن الإمام الواحد، ولاسيما من كان واسع الرواية كنافع، فقد روى الداني في ترجمة نافع من جامع البيان: "أنه كان يجيز كل ما قرئ عليه، إلا أن يسأله إنسان أن يَقِفَه على قراءته فيَقِفَه عليها". وقال المنتوري في شرح الدرر اللوامع 1/ 50: "وكان نافع لا يرد كل من قرأ عليه عن شيء قرأه؛ لاتساع روايته وكثرتها، حتى يقول له القارئ: "أريد قراءتك التي تقرأ بها لنفسك" فيرده إليها، ومن أجل ذلك كثر الاختلاف عنه في القراءة". وقال مكي في الإبانة معللا كثرة اختلاف الرواة عن نافع وغيره من القراء: "فهذا قالون ربيبه وأخص الناس به، وورش أشهر الناس في المتحملين عنه، اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف من قطع وهمز وتخفيف وإدغام وشبهه، ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه، ولا نقلها أحد عن نافع غير ورش؛ وإنما ذلك لأن ورشا قرأ عليه بما تعلم في بلده، فوافق ذلك رواية قرأها نافع على بعض أئمته فتركه على ذلك، وكذلك ما قرأ عليه قالون وغيره، وكذا الجواب عن اختلاف الرواة عن جميع القراء". وقال ابن الجزري في غاية النهاية في ترجمة معلى بن دحية: "وروى الداني عنه قال: "سافرت بكتاب الليث بن سعد إلى نافع لأقرأ عليه، فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات، فقلت له: "يا أبا رويم ما هذا؟! " فقال لي: "سبحان الله! أحرم ثواب القرآن! أنا أقرئ الناس بجميع القراءات حتى إذا كان من يطلب حرفي أقرأته به".
وليس من اللازم للقارئ أن لا يختار إلا وجها واحدا؛ فقد يختار أكثر من وجه، ويخص بعض الرواة عنه باختيار ويخص راويا آخر باختيار آخر من اختياراته، كما اختار عاصم الوجوه الموجودة في رواية حفص، واختار أيضا الوجوه الموجودة في رواية شعبة، وهما مختلفتان كثيرا. وكذلك نافع كان يخص بعض أصحابه ببعض اختياراته؛ فقد روى عنه الهذلي في الكامل أنه قال لورش: "خصصتك بنقل الحركات وهو اختياري، لجودة قراءتك وتعهدك لكتاب الله".
تشعب الطرق:
¥