تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[10 Aug 2010, 01:11 م]ـ

جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور أحمد كوري على هذه الإثارة العلمية.

ألا يمكن أن يقال إن ابن الجزري ـ رحمه الله ـ جعل الطيبة معتمدة على النشر، وذلك لكثرة الطرق والأوجه، فلا يستطيع أن يبين كل ذلك في النظم.

وثمت إشكال هنا يعرضه بعض الفضلاء، ومفاده أن المدة التي قرئ فيها بمضمن الطيبة بين ابن الجزري والإزميري بماذا كان يُقرأ؟

الجواب: أحد أمرين:

الأول: أن يقال: إنهم كانوا يأخذون التحريرات مشافهة، وهذا بعيد؛ لكثرتها وصعوبتها ودقتها، ولو كانوا يقرؤون بها لدونوها قطعا، على عادة العلماء في تدوين العلم؛ للحفاظ عليه من الضياع.

الثاني: أنهم كانوا يأخذون بظاهر النظم، مع الاستناد إلى ما نبه عليه في النشر.

وفي الحقيقة أقول بعد طول تأمل ونظر خال من التقليد والتعصب: ثمت أمور كثيرة مشكلة في هذا العلم، لابد أن يسارع المتخصصون لحلها بطريقة علمية، وهذا ظاهر لكل منصف متجرد.

أسأل الله أن يفتح على قلوبنا، وأن يبصرنا بعيوبنا.

والله ولي التوفيق.

وثمت إشكال هنا يعرضه بعض الفضلاء، ومفاده أن المدة التي قرئ فيها بمضمنالطيبة بين ابن الجزري والإزميري بماذا كان يُقرأ؟

أقول: ليس الإمام الإزميري رحمه الله هو أول من ألف في تحريرات الطيبة, بل قد سبقه عدد من المحررين, منهم: محمد العوفي, وعلي المنصوري, وغيرهما.

ولو فرضنا أنه من عهد ابن الجزري إلى زمن الإزميري رحمة الله على الجميع كانوا يخلطون بين الطرق, فهل هذا العمل صحيحًا؟ لا سيما وفيه نسبة أوجهٍ إلى غير أصحابها ـ أعني على سبيل الرواية ـ, وهل ما قام به الإزميري ـ باعتباره أول من قال بالتحريرات على ما فهمته من قول أخينا الشيخ ضيف الله الشمراني ـ من تخليص الأوجه من التلفيق والتركيب والخلط, هل ما قام به من عمل يُعدُّ عملاً صحيحًا أو خطأً؟

الأول: أن يقال: إنهم كانوا يأخذون التحريرات مشافهة، وهذا بعيد؛ لكثرتها وصعوبتها ودقتها، ولو كانوا يقرؤون بها لدونوها قطعا، على عادة العلماء في تدوين العلم؛ للحفاظ عليهمن الضياع.

الثاني: أنهم كانوا يأخذون بظاهر النظم، مع الاستناد إلى ما نبه عليهفي النشر.

الظن بعلماء القراءات أنهم يحرصون على عدم الخلط والتركيب بين الطرق, وإن كانت هذه التحريرات كثيرة وصعبة بالنسبة لنا فلا يلزم صعوبتها عليهم, ولا يلزم من إقرائهم بها تدوينها, فكم من العلوم تُلُقيت تلقيًا فترةً من الزمن ولم تدون إلا في فترة متأخرة, فليس عدم تدوينهم لها في فترة من الزمن دليلاً قطعيًا على عدم أخذهم بها, وعلى قولكم ـ بارك الله فيكم ـ بأنهم كانوا يأخذون بظاهر النظم, مع الاستناد إلى ما نبه عليه ـ ابن الجزري ـ في النشر, فهلا دونوا ذلك؟ مع العلم أنه يصعب ويشق على القارئ الآن أن يستخرج هذه التنبيهات من النشر, فلماذا لم يدونوها على عادتهم في تدوين العلم؟

وفي الحقيقة أقول بعد طول تأمل ونظر خال من التقليد والتعصب: ثمت أموركثيرة مشكلة في هذا العلم، لابد أن يسارع المتخصصون لحلها بطريقة علمية، وهذا ظاهرلكل منصف متجرد.

أقترح عليكم ـ فضلاً لا أمرًا ـ أن تتكرموا بذكر ما يحضركم على الأقل من الأمور المشكلة في هذا العلم ليسهل على المتخصصين الرجوع إليها ودراستها دراسة شاملة, والله يوفقنا إلى الحق في الأقوال والأفعال.

ـ[أحمد كوري]ــــــــ[13 Aug 2010, 03:58 ص]ـ

جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم على هذه المشاركات العلمية المفيدة.

الهدف الصحيح للتحريرات – في رأيي المتواضع – هو إفراد كل طريق على حدة، حتى يستطيع القارئ أن يقرأ كل طريق على حدة بدون خلط طريق بطريق، أما مجرد الربط بين الوجوه – أي: معرفة ما يجوز اجتماعه من الوجوه وما لا يجوز – فهو أمر مهم؛ لأنه يمكن العارف به من تحاشي الخروج عن القراءات المتواترة أو عن قراءة بعينها كقراءة أبي عمرو، ولكنه لا يجعل من العارف به محررا؛ ومن أمثلة ذلك تحرير اجتماع المد المنفصل وتحقيق أو إبدال الهمز الساكن والإدغام الكبير، التي يقول فيها ابن الجزري في الطيبة خلافا لعادته في إهمال التحريرات:

إذا التقى خطا محركان=مثلان جنسان مقاربان

أدغم بخلف الدور والسوسي معا=لكن بوجه الهمز والمد امنعا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير