تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما ابن القاصح فتميز حيث قال: (ولم يقتصر الناظم على ذكر الإشمام بل قال: (يشمها لدى كسرها ضما) لأنه لو سكت على الإشمام لحمل على ضم الشفتين المذكور في باب الوقف. وهذا الإشمام يخالف الإشمام المذكور في باب الوقف لأنه في الأول ويعم الوصل والوقف ويسمع وحرفه متحرك وذاك في الأخير والوقف ولا يسمع وحرفه ساكن ويخالف المذكور في الصاد ـ نحو الصراط عند من أشم الصاد زايا. أ. هـ شرح ابن القاصح

قلت: لذا يفضل في نحو (قيل) أن يسمى روما لا إشماما.

وأضاف ابن القاصح أن الواو في قول الناظم: (وحيل) فاصلة فقط وبرر هذا بقوله: (لأنه استأنف الحكم فلو لم يستأنفه لجعلناها عاطفة فاصلة.

ومن ثم أخبر ابن القاصح أن الواو في قول الناظم: (وسيئ) عاطفة فاصلة. أ. هـ سراج القارئ شرح الشاطبية

فائدتان

1 ـ خالف الشاطبي ـ هنا ـ صنيع الداني حيث ذكر الداني في سورة البقرة حكم (قيل ـ غيض ـ جيء)

وفي سورة سبأ (حيل ـ سيق)

وفي سورة هود (سيئ ـ سيئت).

وقد جمع الشاطبي ـ هنا كما رأيت ـ الكلمات كلها.

والذي ظهر لي أن الداني ـ رحمه الله ـ راعى اتفاق الرواة في الكلمة المذكورة فألحق بها نظائرها بينما الشاطبي ـ رحمه الله ـ ركز على الكلمات فذكرها هنا ولكل وجهة والله أعلم.

وهل يؤخذ على الشاطبي هذا؟

الجواب: لا. فقد قال ـ رحمه الله ـ: (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره) فما ذكره الداني مفرقا يحق للشاطبي ذكره مجمعا متى اقتضى الموقف هذا.

2 ـ يستحسن عند شرح هذين البيتين أن نقول: (واختلف في الفعل الثلاثي الذي قلبت عينه ألفا في الماضي كقال إذا بني للمفعول وهذه الأفعال سبعة وهي (قيل) حيث جاء ـ غيض ـ (جيء) حيث جاء (وهما موضعان) ـ وحيل ـ (سيء) حيث جاء (وهما موضعان) ـ (وسيق) حيث جاء (وهما موضعان) ـ (سيئت) ثم نشرع في شرح البيتين.

تنبيهات

1 ـ نقل الشيخ الضباع كيفية الأشمام ـ ونسبه الضباع إلى الجعبري وغيره (قلت: ذكره البناء الدمياطي في إتحاف فضلاء البشر) ـ فقال: (وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا فجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر ولذا تمحضت الياء). أ هـ الإضاءة في أصول القراءة للضباع

قلت: سيظهر معنى الإفراز والشيوع في آخر تنبيه.

3 ـ نسب النويري التسميات للإشمام

فقال: (ابن الجزري والشاطبي والداني يسمونه إشماما إما مجازا أو على رأي الكوفيين (الكوفيون يسمون الروم إشماما والإشمام روما)

و قال أبو العز (روم) وأبو العلاء (ضم) وهو مجاز والأهوازي (رفع).

4 ـ ذكر ابن السداد (المالقي) ـ في شرح كتاب التيسير للداني ـ فوائد حيث قال: (اعلم أن حقيقة هذا الإشمام أن تضم شفتيك حال النطق بكسرة القاف .. بل لابد أن يكون الغالب في النطق لفظ الكسرة ولفظ الياء ..

وإذا تقرر هذا لزم أن هذا النوع من الإشمام يدرك بحاسة السمع، لأنك تفرق بسمعك بين الكسرة الخالصة في (قيل) والكسرة المشمة ...

ولو سمي هذا الإشمام في: (قيل) ونحوها (روما) لكان أنسب على رأي البصريين لأنه مسموع.وتسميته إشماما على رأي الكوفيين أنسب لكون هذا الإشمام مصاحبا للنطق. أ. هـ الدر النثير شرح التيسير

5 ـ قال الداني: (والعبارة عن الإشمام بالرفع والضم كالعبارة عن الإمالة بالكسرة والإمالة والإضجاع وهي مجاز واتساع) أ. هـ جامع البيان

6 ـ نظم الداني ـ رحمه الله ـ في الأرجوزة المنبهة ـ كلمات الإشمام والتوجيه و كيقيته فقال:

وقد يشم ضمها الكسائي **** وغيرُه من جلة القراء

في {قيل} ثم {حيل} ثم {سيء} ****و {سيق} ثم {غيض} ثم {جيء}

دلالة على بناء الفعل ****وكيف كانت فاؤه في الأصل

وحكم الاشمام لهذا القسم **** بأن يمال الكسر نحو الضم

كما يمال الفتح نحو الكسر **** في (النار) و (النهار) فاعلم وادري

7 ـ اختلفت عبارات القدامى ـ رحمهم الله ـ في كيفية أداء هذا النوع من الإشمام ــ فظهر في كلام البعض إفرازا لا شيوعا

وأقول: معنى الفرز لغة: فصل الشيئ وعزله

وفي هذا يقول ابن منظور: (وأُفْرِزَ له نَصِيبُهُ: عُزِلَ و فَرَزْتُ الشيء أَفْرِزُه إِذا عزلته عن غيره فَرَزْتُ الشيء من الشيء أَي فصلته.والشيوع في اللغة معناه: الانتشار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير