وزاد أبو شامة أن قصر لفظ (ها) في الموضعين (وها هو بعد الواو والفا ولامها ... وها هي أسكن) ضرورة (من أجل ألايختل الوزن).
وبين أبو شامة أن الضمير في قوله: (لامها) للحروف أو للفظ (هو) لكثرة دخولها عليها.
ثم ذكر أبو شامة إعراب البيت.
اطراد الحكم
زاد أبو شامة كلاما قيما فقال:
(وهذا الحكم المذكور في هذا البيت أيضا مطرد حيث جاءت هذه الألفاظ لا يختص بهذه السورة ولم يصرح بذلك (يعني الناظم ـ رحمه الله ـ لم يبين بأن حكم هاء هو وهاء هي بعد الثلاثة أحرف في كل القرآن) وكأنه (الناظم) اكتفى بضابط قوله: (بعد الواو والفا ولامها) لأن المجموع ليس في سورة البقرة والله أعلم. أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
وأما الفاسي فقد ذكر الرموز (ر) الكسائي , و (ب) قالون و (ح) أبو عمرو. أ. هـ شرح الفاسي.
وزاد الضباع فقال: (أسكن الهاء من هو وهي الضميرين المنفصلين المرفوعين بعد الواو والفاء واللام .... )
وأقول: وقد خرج الضباع بقوله السابق من مشكلة تقييد اللام بكونها زائدة كما فعل أبو شامة.
ثم أكد فقال: (ولا خلاف بين الجميع في إسكان (لهو الحديث) إذ ليس بضمير. أ. هـ إرشاد المريد
فائدة
اختلفت عبارات الشراح في التعرض لهذه المسألة فقد قال ابن الجزري عن هذه المسألة ــ حكم هو وهي بعد هذه الأحرف ـ: (واختلفوا في هاء (هو ـ هي) إذا توسطت بما قبلها. أ. هـ النشر
وقال البناء الدمياطي: (واختلفوا في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع بعد ... ). أ. هـ إتحاف فضلاء البشر
وأقول: هذه العبارات بها فوائد لا شك ولكنها في النهاية تشير لشيئ واحد. وهذا مثل قول الشاعر:
عباراتنا شتى وحسنك واحد ... وكل إلى ذاك الجمال يشير.
ولكن أردت أن أعرض لك أقوال العلماء في معالجة الباب لتنظر إلى اختلاف الرؤى ــ رحمهم الله ــ ثم لتختر لنفسك أدق العبارات وأوضحها والله الموفق.
وقبل أن أنهي هذا البيت أقول: سيظهر في البيت التالي أن قراءة الباقين الضم في هاء هو والكسر في هاء هي.
ثم قال الناظم ـ رحمه الله ـ
(450) وثم هو (ر) فقا (ب) ـان والضم غيرهم ... وكسر وعن كل يمل هو انجلا
قال السخاوي: قوله: (رفقا بان) أشار به إلى من رد الإسكان فيه فقال: أسكنه رافقا غير مسارع إلى رده.
وأقول: وهذا معنى جميل ـ كما ترى ـ فرحمه الله إمامنا الشاطبي ولله درابن الجزري القائل: (ومن وقف على قصيدتيه علم مقدار ما آتاه الله في ذلك خصوصاً اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها) أ. هـ غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري. .
وأضاف السخاوي أن الناظم قال: (والضم غيرهم وكسر) لأن الضم هو الأصل وكذلك الكسر في (هي).
وبررالسخاوي قول الناظم: (وعن كل يمل هو) فقال: (إنما ذكر هذا لأنه قال: بعد الواو والفا ولامها فيدخل هذا فيه فذكر أنه محرك لا غير).
تنبيه
لم يصب السخاوي ـ رحمه الله ـ حينما قال: (ونبه ـ أيضا ـ على أن الرواية التي جاءت عن قالون من طريق الحلواني في إسكانه لا معول عليها فإنها مخالفة لما رواه جميع أصحاب قالون). أ. هـ فتح الوصيد.
قلت: طريق قالون من الشاطبية لأبي نشيط فهو إذن ينفي هذا الوجه عن قالون من طريق أبي نشيط وهذا صحيح وفي هذا يقول ابن الجزري: (الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط).انظر: النشر، لابن الجزري
وأما عن صحة وجه الإسكان في: (يمل هو) فمن طرق النشر لا الشاطبية يقول ابن الجزري ـ رحمه الله ـ:
: (واختلف أيضاً عن قالون فروى الفرضي عن ابن بويان من طريق أبي نشيط عنه إسكان (يمل هو) وكذلك روى الأستاذ أبو اسحاق الطبري عن ابن مهران من طريق الحلواني ونص عليه الحافظ أبو عمرو الداني في جامعه عن ابن مروان عن قالون وعن أبي عون عن الحلواني عنه. وروى سائر الرواة عن قالون الضم كالجماعة وروى ابن شنبوذ عن أبي نشيط الضم في (ثم هو) وكذلك روى الحلواني من أكثر طرق العراقيين.
وروى الطبري عنه السكون والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وبهما قرأت له من الطرق المذكورة غير أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط. أ. هـ النشر في القراءات العشر لابن الجزري
¥