تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ورأى الفاسي أن في قوله: (وعدنا جميعا) إشكالا، لأن إطلاق ذلك يقتضي الخلاف في جميع ما جاء فيه ولم يرد الخلاف إلا في هذه السورة والأعراف وطه فأما قوله: (أفمن وعدناه وعدا حسنا) سورة القصص و (أو نرينك الذي وعدناهم) (الزخرف: 42) فلا خلاف فيه. أ. هـ شرح الفاسي

معالجة الإشكال

وحاول الفاسي أن يعالج ما وقع فيه الإمام ـ رحمه الله ـ فقال:

(ولو قال: وعدنا وعدناكم بقصر حلا) لانصرف (وعدنا) إلى الموضعين (ووعدناكم) إلى الثالث (طه). أ. هـ اللآلئ الفريدة

وأقول: يؤخذ على معالجة الفاسي أنها لم تنص على كلمة (جميعا) لأنه من الممكن أن ينصرف الذهن إلى (وعدنا) هنا فتخرج سورة الأعراف وقد قيد الداني نفسه فقال: (حيث وقع) لكى يتلاشى هذا.

ثم أضاف الفاسي معالجة أخرى فقال: (أو قال: (وعدنا مع الأعراف وطه حلا) على مرادة ومع الأعراف طه أو مع الأعراف وطه , لحصل البيان واندفع الإشكال. أ. هـ اللآلئ الفريدة للفاسي

أما عن تأثر الفاسي فقد تأثر بالسخاوي في التوجيه وفي تعليقه على (حلا).

لمحة في موافقة القراءة للرسم

يقول الفاسي: (والألف في قراءة من مد محذوفة من الرسم تخفيفا).

تعليق الفاسي على بعض الكلمات

وأضاف الفاسي تعليقات فرأى: أن قوله: (وعدنا: مفعول بفعل مضمر والتقدير: وقصروا واعدنا وقوله: (ما ألف) ما زائدة (وتبعه أبو شامة) وقوله: (حلا) فعل ماض، وفاعله مضمر يعود على وعدنا. أ.هـ اللآلئ الفريدة للفاسي

سؤال

وأما أبو شامة فقد افترض سؤالا وأجاب عليه:

يقول السؤال: فإن قلت من أين يعلم من النظم أن قراءة الباقين بألف بعد الواو دون أن يكون بألف قبلها فيكون أوعدنا لأنه قال دون ما ألف ولم ينطق بقراءة الجماعة ولو كان لفظ بها لسهل الأمر؟

وأجاب قائلا: يعلم ذلك من حيث أنه لو أراد (أوعدنا) للزمه أن يبين إسكان الواو وتحريكها فلما لم يتعرض لذلك علم أنه غير مراد، وأيضا فإن حقيقة الألف ثابتة في لفظ (واعدنا)، وأما أوعدنا فهي همزة قبل الواو فإطلاق الألف عليها مجاز والأصل الحمل على الحقيقة فيزول الإشكال على هذا مع ظهور القراءتين واشتهارهما وعدم صحة معنى الوعيد في هذه المواضع.

معالجة

وحاول أبو شامة معالجة هذا فقال: (ولو قال: (وفي الكل واعدنا أو وجملة واعدنا بلا ألف حلا) بطل هذا الإشكال.

وأخذ أبو شامة على الإمام فقال: (لكن في-وعدنا-و-واعدنا-ألف بعد النون كان ينبغي الاحتراز عنها أيضا.

ثم رد أبو شامة على من يحاول الدفاع بأن الألف لا تحذف بداهة فقال: (فإن قلت: تلك لا يمكن حذفها، قلت: وليس كل ما لا يمكن حذفه لا يحترز منه فإنه سيأتي في قوله وقالوا الواو الأولى سقوطها ولا يمكن إسقاط الثانية مع بقاء ضمة اللام ثم إنه أيضا يرد عليه ما في سورة القصص (أفمن وعدناه) وعدا حسنا، فهو بغير ألف بلا خلاف وكذا الذي في الزخرف (أو نرينك الذي وعدناهم).

فإن اعتذر له بأنه قال: وعدنا بغير هاء والذي في القصص بزيادة هاء والذي في الزخرف بزيادة هاء وميم فلا ينفع هذا الاعتذار فإن الذي في طه بزيادة كاف وميم وهو قوله تعالى (وواعدناكم جانب الطور الأيمن)، وصاحب التيسير نص على أن الخلاف في-وعدنا-و-وعدناكم-فخرج الذي في القصص فإنه لفظ ثالث والذي في الزخرف فإنه لفظ رابع فلو قال الناظم: (وعدنا وعدناكم بلا ألف حلا) لخلص من هذا الإشكال ولكن خلفه إشكال آخر وهو أنه لم يقل: جميعا ولكن يكون له أسوة بما ذكر في بيتي الإشمام ويبقى عليه الإشكالان المتقدمان في موضع الألف والله أعلم

أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة

وأقول: ظاهر كلام أبي شامة أن الشاطبي لا مخرج له وهذا ما سنجد خلافه عند ابن القاصح , وفي تعليقي في آخر الكلام.

لكن عجيب صنيع أبي شامة ـ رحمه الله ـ لم يستطع حل المشكلة للإمام عندما ذكر البيت إذ ليس في كلام أبي شامة حل لكلمة: (جميعا) ومع ذلك أخذ هذا على الإمام!!

وقد تميز ابن القاصح عند شرحه لكلمة: (جميعا) فقال: أي في جميع القرآن في قصة موسى فقط وهو ثلاثة مواضع.

وقد رد ابن القاصح الإشكال ودافع عن الإمام بقوله:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير