وأضاف الفاسي: (فالدوري له وجهان الإسكان والاختلاس، و السوسي له الإسكان لا غير، وتعين للباقين إتمام الحركة).أ. هـ اللآلئ الفريدة
الفاسي وضبط النظم
قال الفاسي: (الرواية الصحيحة في هذين البيتين الإسكان في: (بارئكم) والإعراب في باقي الكلم) , وكان بعض أصحاب الشيخ ـ رحمه الله ـ يسكن الجميع ـ يعني همزة (بارئكم) وراء (يأمركم ـ يأمرهم ـ تأمرهم ـ ينصركم ـ يشعركم) ـ مع تسكين ميم (بارئكم) وضم باقي الميمات، ويلزم من ذلك أن تكون قراءة الباقين بالفتح في الجميع ولا يلزم ذلك على الرواية الأولى فيما عدا (بارئكم) لتلفظه بقراءة الباقين , ويلزم ذلك (بارئكم) غير أنه يتعذر عن الناظم بدعوى الضرورة إلى التلفظ بـ (بارئكم) ساكنا إذ لا يتأتى تحريكه في الوزن، لأن مفاعيلن لا ينقل إلى مفاعلتن مع الاعتماد على العلم بأن (إلى , وعند) يخفضان ما بعدهما , ولم يكتف بالعلم بحال باقي الكلم لتأتي اللفظ بقراءة الباقين. أ. هـ اللآلئ الفريدة
تعليق الفاسي على بعض الكلمات
أضاف الفاسي أن قول الناظم ـ رحمه الله ـ: (ويأمرهم) فيه حذف والتقدير: وإسكان يأمرهم له. وقوله: (وتأمرهم تلا) فيه حذف ـ أيضا ـ والتقدير: وإسكان تأمرهم تلا ما قبله من الإسكان أى تبعه.
وينصركم أيضا فيه ما قدر في (وينصركم) ـ كذا في طبعة دار الصحابة ويبدو أنها تأمرهم ـ خاليا عن أيضا.
والرواية الجيدة في هذا البيت تقديم (وينصركم) على (يشعركم) لأنهما في ترتيب القرآن كذلك وبعضهم يعكس وهو جائز في الجملة. وقد جاء في قوله: (وبيتي وعهدي) آخر السورة غير أن الأول أسد لمكان الترتيب.
وكم: خبرية وقوله: (جلا): كشف أى كشف الاختلاس بروايته في حال كونه مختلسا تلاوته والله أعلم. أ. هـ اللآلئ الفريدة
إضافات أبي شامة
تعريف الاختلاس
ذكر أبو شامة تعريف الاختلاس عند أبي علي الفارسي فقال: (وهذا الاختلاس وإن كان الصوت فيه أضعف من التمطيط وأخفى فإن الحرف المختلس حركته بزنة المتحرك). أ.هـ إبراز المعاني
وأضاف أبو شامة قول أبي علي الأهوازي فقال: (ومعنى الاختلاس أن تأتي بالهمز وبثلثي حركتها فيكون الذي تحذفه من الحركة أقل مما تأتي به قال ولا يؤخذ ذلك إلا من أفواه الرجال) أ. هـ إبراز المعاني
وزاد عليه شعلة: الاختلاس بمعنى السلب. أ. هـ كنز المعاني
نظرة الداني وتصرف الشاطبي ودقة فهم أبي شامة
تميز أبو شامة تميزا عظيما ــ حينما كان يقارن بين عبارة الشاطبي ونظرة الداني ـــ
فمن تأمل كلام الداني في التيسيرفي هذه المسألة التي نحن بصددها يجده يقول: (أبو عمرو (بارئكم) (في الحرفين) و يأمركم (و (يأمرهم) و (ينصركم) و) يشعركم) باختلاس الحركة في ذلك كله من طريق البغداديين وهو اختيار سيبويه، ومن طريق الرقيين (نسبة إلى بلدة تسمى الرقة) وغيرهم بالاسكان وهو المروى عن أبي عمرو دون غيره والباقون يشبعون الحركة. ا. هـ التيسير بتصرف
وأقول: من ينظر للكلام يظن ــ للوهلة الأولى ــ أن الداني يقول بأن السوسي ـ أيضا ـ له الاختلاس لأنه افتتح الكلام بقوله: (أبوعمرو) وهذا الفهم ليس صحيحا.
وقد التفت أبو شامة ــ دون غيره ـــ فقال: (نسب الناظم ذلك (الاختلاس) إلى الدوري وهو محكي عن أبي عمرو نفسه (يعني في كتاب التيسير) كما نسب (الشاطبي) إبدال الهمز الساكن إلى السوسي وهو محكي عن أبي عمرو (في التيسير) كما سبق وسبب ذلك أن رواية الرقيين (نسبة إلى بلدة تسمى الرقة) هي رواية السوسي ومن وافقه ورواية العراقيين هي رواية الدوري وأضرابه. أ. هـ إبراز المعاني
وأقول: الذي يريد أن يوضحه أبوشامة أن قراءة السوسي من طريق الرقيين فلا يكون له إلا الإسكان فقط فتنبه.
فائدة
وجه الاختلاس للسوسي ثابت لكنه ليس من طريق النظم ولا أصله بل من طريق النشر.
من أين تؤخذ قراءة الضد
قال أبو شامة: (وقراءة الباقين بإشباع الكسر في (بارئكم)، وإشباع الضم في البواقي) أ.هـ إبراز المعاني
ثم أضاف أبو شامة قائلا: فإن قلت من أين يؤخذ ذلك، قلت ما بعد (بارئكم)، قد لفظ به مضموما فهو داخل في قوله: (وباللفظ أستغنى عن القيد إن جلا) وقد سبق في شرح الخطبة أن قوله:
¥