(وإسكان بارئكم) لا يفهم منه القراءة الأخرى فإنه ليس ضد السكون الكسر ولو حصل التلفظ بالكسر لصار كالذي بعده ولو قال: وبارئكم سكن لاستقام.أ.هـ إبراز المعاني
وأقول: لابن القاصح رأي يخالف أبا شامة إذ يقول: (فإن قيل: يقتضي أن تكون قراءة الباقين بالفتح لأن ضد السكون إذا أطلق الحركة بالفتح؟ قيل: أما بارئكم فإنه في الآية في الموضعين مجرور ولا يتصور فيه الفتح وإذا كان كذلك لم يبق فيه إلا الإسكان أو الإشباع أو الاختلاس.
وأما الألفاظ الأخرى التي بعد بارئكم فرويت في النظم بالإسكان كلها مع صلة الميم ورويت برفعها مع عدم الصلة والوزن في الروايتين مستقيم لكن الأولى أن يقرأ بإشباع الحركة في الجميع ليكون قد نطق بقراءة غير أبي عمرو , وقيد قراءة أبي عمرو بالإسكان) أ. هـ سراج القارئ
وعلق أ. د / سامي هلال على كلام أبي شامة ـ ناقلا كلام الجعبري في شرحه ـ فقال: (ما أورده أبو شامة لا يرد إذ علم ضم المسكوت عنهم ـ وهم باقي القراء ـ في يأمركم وما بعده من اللفظ وعلم كسرهم في بارئكم من لفظه به في باب الإمالة:
...... ............... والبارئ وبارئكم تلا.
لأنه يقرأ بالإمالة ومن أسباب الإمالة الكسر.
أما أمر هذه في الأفعال فهو دائر بين الضم والفتح , ولا يجوز أن يكون فتحا (إذ الفتح أخف الحركات) وإلا لما خفف فتعين الضم،
وفي الاسم دائر بين الثلاث , سقطت الفتحة لذلك ولفظه بهما في البيت متغايرين بين سكون وضم مع إسكان الموافقة تنبيه على تغايرهما فتعينت الكسرة لا كما قيل اعتمد على العامل كما ذهب إلى ذلك أبو شامة، أو لم ينبه عليه.
ولذا قال الجعبري: (قوله: (وإسكان) أن الحكم المنوط بالمتحرك إذ هو الصالح للإسكان) نقلا عن شرح الجعبري , كنز المعاني. انظر: استدراكات أبي شامة د / سامي هلال
إزالة إشكال
وأزال أبو شامة اللبس الذي يحصل من قول الناظم ـ رحمه الله ـ: (له) فبين أن الضمير لأبي عمرو، ثم قال: (فإن قلت لم لم يكن رمزا لهشام كما قال في موضع آخر (بخلف له) وكقوله: (ولا يكون له ثوى)؟ فرد أبو شامة قائلا: (قوله: (له) لفظ صريح حيث يكون له ما يرجع إليه كهذا المكان وإن لم يكن له ما يرجع إليه فهو رمز وعلامة ذلك اقترانه في الغالب برمز آخر معه ومتى تجرد وكان له ما يرجع فحكمه حكم الصريح) أ. هـ إبراز المعاني
إستدراك
بين أبو شامة أن قول الناظم: (تلا) ليس برمز وهو مشكل إذ لا مانع من جعله رمزا ويكون إسكان يأمرهم وما بعده للدوري عن الكسائي.
واقترح لمعالجة هذا فقال: (كان ينبغي أن يحترز عنه بقوله: (وتأمرهم حلا) أو غير ذلك مما لم يوهم رمزا لغير أبي عمرو) أ. هـ إبراز المعاني
وخالفه ابن القاصح فقال: (وليست همزة قوله: (أيضا) برمز لأنها ترجمة
وكذا تاء (تلا). أ. هـ سراج القارئ
وقد علق أ. د / سامي هلال على أبي شامة قائلا: (بالنسبة للإيهام الوارد في قول الناظم: (له) , وتاء (تلا) الوهم مرفوع لأن الواو العاطفة أفادت عطف حكم هذه الألفاظ لأبي عمرو). أ. هـ استدراكات أبي شامة تعليق د / سامي هلال
وتأثر الملا على بأبي شامة فقال: فإنه يوهم كون التاء رمزا فقلت بدله: ولا , إشارة إلى أن الحكم منحصر فيما ذكر ولا يقاس عليه غيره من مضارع مرفوع , ولو كان آخره راء نحو: (يغفر لكم). أ. هـ الضابطية للشاطبية
قلت: قول الملا على: (ولا يقاس عليه) لأن البعض قاس على هذه الأفعال. انظر في النشر تفصيل ذلك
وقد علق محقق الكتاب الشيخ / بريك بن سعيد القرني قائلا: (لا يلزم من هذا إيهام كون التاء رمزا لأن الكلام كله معطوف بعضه على بعض وفي مقام تعداد الكلمات التي يقرأها أبو عمرو بالإسكان. وهي نفس الوجهة التي ذكرها د/ سامي، ولعلها وجهة الجعبري.
وأضاف أبو شامة أن قول الناظم: (جلا) ليس برمز لتصريحه بالدوري (إذ لا يجمع بين رمز واسم صريح كما سبق بيانه) أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
إضافات شعلة
زاد شعلة في إعراب البيتين ما لم أجده عند الفاسي وأبي شامة فارجع إليه إن شئت فليس التعرض للإعرابات من منهجنا في هذا البحث ــ إلا ما ندر ــ ولا تحوجني للتكرار نجاني الله وإياك من النار.
¥