ومما سبق يتبين أن وجهة السخاوي أولى بالقبول لأن لها شواهد والله أعلم
وقد أضاف الفاسي: (أخبر أن القراء أبدلوا الهمزة في (النبيء) المجموع جمع السلامة وجمع التكسير والمفرد نحو (النبيين , النبيون، الأنبياء،أنبياء، النبي، نبيا، نبي، النبوة) إلا نافعا فإنه قرأ بالهمز في جميع ذلك ولم يبدل
. أ. هـ شرح الفاسي
وأضاف الفاسي: أن ترتيب البيت هو (وكلهم أبدل الهمز في النبي جامعا ومفردا وفي النبوة غير نافع). أ. هـ شرح الفاسي
وصاغها أبو شامة ـ رحمه الله ـ أفضل فقال: (تقدير البيت: كل القراء غير نافع أبدل الهمزة في لفظ النبيء مجموعا ومفردا فالمجموع نحو (الأنبياء-والنبيين-و-النبيون)، والمفرد نحو النبىء-ونبيء-ونبيئا-وفي لفظ-النبوءة-أيضا يريد قوله تعالى (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة)، فلهذا كانت ـ يعني كلمة النبوة ـ في البيت منصوبة على الحكاية ـ أي نظرا لسياقها في القرآن بعيدا عن مكانها الإعرابي في البيت) أ. هـ إبراز المعاني
وأقول: لفظ النبوة ورد في خمسة مواضع في القرآن الكريم
1 ـ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ..... (آية: 27) سورة العنكبوت
2 ـــ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ..... (آية: 26) سورة الحديد
3 ــ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ ... (آية: 79) سورة آل عمران
4 ــ أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ... (آية: 89) سورة الأنعام
5 ـ وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ .... (آية: 16) سورة الجاثية
ومن ثم يتبين عدم دقة قول أبي شامة السابق: (يريد قوله تعالى: (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة) إذ كلام أبي شامة يوهم أنه موضع واحد لا خمسة وكان لزاما عليه أن يقول: حيث وقع.
كما فعل الداني وتبعه ابن الجزري حينما قال: (فأما (النبى) وما جاء منه (النبيون والنبيين والأنبياء والنبوة) حيث وقع). انظر: جامع البيان , والنشر
وذكر أبو شامة أن صنيع غيرنافع هنا يشبه صنيع حمزة في (خطيئة، و قروء، و لئلا)، أ. هـ إبراز المعاني
من أين تؤخذ قراءة الضد
تميز ابن القاصح ببيان من أين أخذت قراءة الضد وقد حاول القاضي ـ في كتابه الوافي شرح الشاطبية ـ متابعته واختصاركتابه لكنه لم يكن له نمط واحد يسيرعليه في بيان من أين أخذت القراءة فترك هنا بيان هذا وأما ابن القاصح
فرأى أن قراءة نافع أخذت من الأضداد فقال: (وعلمت قراءة نافع من الضد لأن ضد التخفيف التحقيق والإظهار ضد الإدغام). أ. هـ سراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي
كذا قال ـ رحمه الله ـ ولعله يقصد بقوله: (لأن ضد التخفيف التحقيق) التغيير فهنا تغييرالهمز بالإبدال وهو نوع من أنواع التغيير وغرضه التخفيف وضده تحقيق الهمز.
وأزيدك بيانا فأقول: أخذت قراءة نافع من قول الشاطبي ـ رحمه الله ـ: (وما كان ذا ضد فإني بضده غنى ..... وهمز) فضد الإتيان بالهمز تركه.
فقول الشاطبي: (أبدلا) أي أبدل الهمز أي خففه بإبداله حرف علة ومن ثم يستلزم الإدغام لاجتماع مثلين فتكون قراءة نافع بترك إبدال الهمزة والإظهار.
والدليل: (وما كان ذا ضد فإني بضده غنى ..... ومدغم) فضد الإدغام الإظهار والله أعلم.
ثم قال الناظم رحمه الله:
(459) وقالون في الأحزاب في للنبي مع ..... بيوت النبي الياء شدد مبدلا
برر السخاوي عدم إبدال قالون في سورة الأحزاب بأنه فر من اجتماع ما يشبه الساكنين حيث تسهل الهمزة الأولى في (النبيء إن) والمسهلة كالياء الساكنة فكأنه اجتمع ياءان ساكنان. أ. هـ فتح الوصيد
وأضاف الفاسي: (أخبر أن قالون خالف أصله في موضعين فأبدل فيهما ولم يهمزه وهما قوله ـ تعالى ـ: (إن وهبت نفسها للنبي) وقوله ـ تعالى ـ: (لا تدخلوا بيوت النبي) وبين كيفية إبداله فيهما ولم يتعرض لكيفية الإبدال في الباقي اعتمادا على معرفة ذلك من جهة العربية ولأن الإبدال في ذلك كثير في الاستعمال والقراءة). أ. هـ شرح الفاسي
بيان كيفية الإبدال
¥