تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وذكر الفاسي كيفية الإبدال فقال: (تبدل ما وقع منه بعد الياء الساكنة ياء وتدغم الياء الساكنة في الياء المبدلة فيصير اللفظ بياء مشددة وذلك في (النبي ّ، النبيّين، النبيّون)

وتبدل ما وقع بعد الواو الساكنة واوا وتدغم الواو الساكنة في الواو المبدلة فيصير اللفظ بواو مشددة وذلك في (النبوّة)

وتبدل ما وقع منه بعد الكسر ياء ولا يزاد على ذلك في: (الأنبياء، أنبياء)

. أ. هـ شرح الفاسي

وأضاف الفاسي: أن ترتيب البيت هو: (وقالون شدد الياء مبدلا في الأحزاب في للنبي مع بيوت النبي). أ. هـ شرح الفاسي

العلة في استثناء قالون لموضعي سورة الأحزاب

قال أبو شامة ـ رحمه الله ـ: (فقرأهما كالجماعة اعتبارا لأن له أصلا آخر وتقدم في باب الهمزتين من كلمتين لأجل أن كل واحد من هذين الموضعين بعده همزة مكسورة ومذهبه في اجتماع الهمزتين المكسورتين أن يسهل الأولى إلا أن يقع قبلها حرف مد فتبدل فيلزمه أن يفعل ههنا ما فعل في (بالسوء إلا)، أبدل ثم أدغم غير أن هذا الوجه متعين هنا لم يرو غيره) أ. هـ إبراز المعاني

وزاد ابن عادل البيان فقال: (كأنه التزم البدل لكثرة الاستعمال في هذه اللَّفظة وبابها، ففي التحقيق لم يترك همزة «النَّبيّ» بل همزه ولما همزه أدّاه قياس تخفيفه إلى ذلك، ويدلّ على هذا الاعتبار أنه إنما يَفْعَل ذلك حيث يَصِل،أمّا إذا وقف فإنه يهمزه في الموضعين، لزوال السَّبب المذكور، فهو تارك للهمز لفظا آتٍ به تقديرا أ. هـ اللباب في التفسير، لابن عادل

وتبع ابن القاصح أبا شامة لكن زاد عليه فقال: (فائدة قوله: (مبدلا) لينص على أن قالون فعل ذلك لما عرض من اجتماع الهمزتين. أ. هـ سراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي

التيسير ونظرة أبي شامة

تميز أبو شامة حين ذكر أن قالون يفعل هذا وصلا لا وقفا وبين أن الداني في التيسير ذكر ذلك فقال: (

وهذا يفعله قالون في الوصل دون الوقف لأن الوقف لا يجتمع فيه الهمزتان فإذا وقف وقف على همزة لا على ياء وقد أشار صاحب التيسير إلى ذلك حين قال وترك قالون الهمز في قوله في الأحزاب (للنبي إن أراد)، و- (بيوت النبي) إلا في الموضعين في الوصل خاصة على أصله في الهمزتين المكسورتين) أ. هـ إبراز المعاني

شرح البيتين باختصار

لخص ابن القاصح شرح البيتين فقال: (قرأ القراء كلهم إلا نافعا في النبي الواحد (النبي , نبي، نبيا) حيث وقع وكذا جمع السلامة (النبيون، النبيين) بياء مشددة تابعة وجمع التكسير (الأنبياء، أنبياء) بياء خفيفة بعد الباء والمصدر (النبوة) بواو مشددة مفتوحة وهمز نافع جميع ذلك فظهر المدغم إلا قالون فإنه قرأ (إن وهبت نفسها للنبي إن) , (لا تدخلوا بيوت النبي إلا) بياء مشددة في الوصل وبالهمز في الوقف. . أ. هـ سراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي

تنبيهات

1ـ نبه ابن القاصح على اتفاقهم: (في إثبات الهمزة المتطرفة التي بعد الألف من لفظ (أنبياء , الأنبياء) في الوصل والوقف إلا حمزة وهشاما فإنهما يقفان بتركها. أ. هـ سراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي

ولعل سائلا يسأل لم ذكر هذا وهو معلوم؟ فأقول: إنما ذكرها ليبين أن موضع الخلاف فيما قبل الألف لا التي بعده.

2 ـ قال عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ــ: جمع التكسير (الأنبياء والنبوة). أ. هـ الوافي شرح الشاطبية

وأقول: لعله سبق قلم أو خطأ مطبعي إذ كلمة (النبوة) مصدر وهى مفردة وجمعها نبوات.

3 ـ قال عبد الفتاح القاضي ـ أيضا: {النبوة في آل عمران (موضعان) والشريعة (أي سورة الجاثية) موضع}. انظر: الوافي

وأقول: بينت في كلام أبي شامة أنها خمسة مواضع في القرآن

ولعل ما يشفع للقاضي قوله بعد ذلك: (وبواو واحدة مشددة في لفظ النبوة حيث وقع) انظر: الوافي

4 ـ وأخذ عبد الفتاح القاضي على الشاطبي فقال: (وإطلاق كلام الناظم يفيد أن قالون يقرأ بترك الهمز في الحالين الوصل والوقف ولكن المحققين على أنه يقرأ بترك الهمز وبالياء المشددة وصلا فقط) أ. هـ الوافي شرح الشاطبية

وأقول: قوله ـ رحمه الله ـ: (المحققون يأخذون لقالون فقط في الوصل) يوهم أن الشاطبي مخالف لهم , وهذا ليس بصحيح.

وإنما تركها الشاطبي ـ والله أعلم ـ اعتمادا على شهرة ذلك لأن المشكلة في اجتماع الهمزتين وصلا وأما حالة الوقف فليس ثمة اجتماع لأن الوقف لا يجتمع فيه الهمزتان ومن ثم يعود كل شيئ لأصله هذا أولا.

ثانيا: لعل الشاطبي تركها اعتمادا على أصله (كتاب التيسير) إذ قيدها الداني فقال: (وترك قالون الهمز في قوله في الاحزاب (للنبي إن أراد) و (بيوت النبي إلا أن) في الموضعين في الوصل خاصة) أ. هـ التيسير

وقد قال الشاطبي: (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره)

فكأنه يقول: ما أبهم عليك فهمه فارجع لأصل هذا الكتاب.

سؤال

قد يقول قائل: إذا كان ذلك كذلك فلم ذكرها المحررون في كتبهم؟

والجواب: أنهم فعلوا هذا لإزالة اللبس والغموض ولكى لا يظن المبتدئ أن الحكم على إطلاقه لا أن الشاطبي أخطأ في عدم ذكره لهذا والله أعلم.

5ـ نظم الجمزوري هذا التقييد وذكر علته فقال:

وقالون في الأحزاب في للنبي مع ..... بيوت النبي الياء شدد مبدلا

لدى الوصل إذ تسهيل همز كيائه ...... به يلتقي المثلان لا الوقف فاعقلا

وقوله: (لا الوقف) يعنى أنه لا يشدد عند الوقف بل يقف بالهمز. انظر: كنز المعاني وشرحه للجمزوري بتحرير حرز الأماني

وذكرها صاحب إتحاف البرية في تحريرات الشاطبية مختصرة فقال:

وقالون حال الوصل في للنبي مع ... بيوت النبي الياء شدد مبدلا.

والله أعلم وصلى الله على محمد وسلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير