وبرر الفاسي ذكر الشاطبي: (وضم لباقيهم) فقال: (أمر بالضم فيهما لمن بقي؛ لما يلزم عند عدم ذكره من الفتح فيهما على ما قرره. أ. هـ اللآلئ الفريدة
وذكر الفاسي أن حكم (هزؤا، كفؤا) حيث وقعا. أ. هـ اللآلئ الفريدة
وأقول: لم تقع كفؤا إلا في سورة الإخلاص فقط.
الخلاصة
قال الفاسي: (حصل مما ذكر أن حمزة يسكن مع الهمز في الوصل، ومع الواو في الوقف (وأقول: لاحظ أنه لم يذكر النقل)، وأن حفصا يضم مع الواوفيهما، وأن الباقين يضمون مع الهمز فيهما). أ. هـ اللآلئ الفريدة
وقوله: (وحفص واقفا) قال الفاسي: (والتقدير: وقرأ حفص بواو وقوله: (واقفا ثم موصلا) حالان. أ. هـ اللآلئ الفريدة
وقال ابن القاصح: (قرأ (هزوا) كيف حصل بأسكان الزاي، و (كفوا أحد) بسكون الفاء. . أ. هـ شرح ابن القاصح
وأقول: هذا ذكاء منه ـ رحمه الله ـ لأن كفوا لم ترد إلا مرة واحدة.
وقال ابن القاصح: (ومعنى قوله: (في السواكن فصلا) أي انتقلا في قراءته من نوع الهمزة المتحركة المتحرك ما قبلها إلى المتحركة الساكن قبلها. أ. هـ شرح ابن القاصح
وزاد القاضي: (فإذا وقف حمزة أبدل الهمزة واوا وله نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها) أ. هـ الوافي في شرح الشاطبية
وقال أبو شامة: (ثم ذكر قراءة الجماعة فقال:
(461) وضم لباقيهم وحمزة وقفه بواو وحفص واقفا ثم موصلا
قال السخاوي: (ومن ضم؛ فلأنه الأصل، أو إحدى اللغتين). أ. هـ فتح الوصيد
وأضاف أبو شامة: (يجوز في: (ضم) هنا أن يكون أمرا وأن يكون ماضيا لم يسم فاعله). أ. هـ إبراز المعاني
وبرر السخاوي وقوف حمزة بالواو فقال: (ووقف حمزة بواو اتباعا للرسم وقد اجتمع في قراءته اللغتان). أ. هـ فتح الوصيد
الفرق بين هزؤا وجزءا
زاد أبوشامة ـ متعرضا لكلمة جزءا ومبينا الفرق بينها وبين (هزؤا، وكفؤا) فقال: (ورسمت الهمزة في هاتين الكلمتين (هزؤا، وكفؤا) بواو فوقف حمزة عليهما بالواو إتباعا للرسم مع كونه يسكن الوسط فهو يقول (هزوا، كفوا)، على وزن (جزءا) ولم يفعل مثل ذلك في (جزءا) وإن كان يسكن زايه أيضا لأن الهمزة في (جزءا) لم ترسم واوا فيقف على ما تمهد في باب وقفه على الهمز بنقل حركة الهمزة إلى الزاي الساكنة فيقول (جزَا)، على وزن (هدى) ومثل ذلك جارٍ في (هزؤا، كفؤا) قياسا وقل من ذكره هنا). أ. هـ إبراز المعاني
وقال شعلة: (ولم يلق حركة الهمزة على الساكن قبلها كما في جزءا لئلا يخالف الخط) أ. هـ كنز المعاني
وقفة
من تأمل كلام أبي شامة يلحظ أنه يؤكد أن كلا من (هزؤا، كفؤا) لها عند حمزة وجهان حالة الوقف:
1 ـ الوقف بالواو (هزْوَا)، (كفْوَا) وهذا جاء من دليلين قوله هنا: (وحمزة وقفه بواو) ويجوز أن يأتي ـ أيضا ـ من باب وقف حمزة على الهمز من قوله: (244)
............. وَقَدْ رَوَوْا أَنَّهُ بِالخَطِّ كانَ مُسَهَّلاَ
2 ـ الوقف بالنقل (هزَا)، (كفَا) وجاء هذا الحكم من باب وقف حمزة على الهمز من قوله: (237)
وحرك به ما قبله متسكنا ... وأسقطه حتى يرجع اللفظ أسهلا)
والذي أراد أنه يشير إليه أبو شامة بقوله: (وقل من ذكره هنا) أن أغلب من سبق لم ينبهوا على الوجه الثاني لحمزة في هاتين الكلمتين. ولذا أراد أن يؤكد كلامه فذكر قولين:
1 ـ ما قاله أصل الشاطبية ـ كتاب التيسير ـ: (قال صاحب التيسير عن قراءة حمزة: إذا وقف أبدل الهمز واوا إتباعا للخط وتقديرا لضمة الحرف المسكن قبلها يعني فلهذا لم ينقل حركة الهمز إلى الساكن) انظر: التيسير
وأقول: لعل الشاطبي لم يذكر الوجه الثاني ـ مرة أخرى (لأنه أخذ من باب الوقف أولا) ـ اتباعا لأصله كما ترى ولأن الداني رجح الوقف بالواو كما واضح من قوله السابق (فلهذا لم ينقل حركة الهمز إلى الساكن (وقد ذكر الداني في كتابه جامع البيان الوجهين فتنبه.
2ـ ما ذكره مكي: (وقف حمزة ببدل واو من الهمزة على غير قياس تباعا لخط المصحف). أ. هـ إبراز المعاني
¥