تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما بعد: فقد كان لي شرف المشاركة بمداخلة في برنامج مداد، بقناة دليل، ليلة الاثنين، الموافق 29/ 7/1431هـ، وكان ضيف الحلقة أستاذي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ورعاه ـ واشتملت مداخلتي القصيرة على بيان أهمية التلقي في علم التجويد، وعرجت فيها على بيان الشروط الواجبة والمكملة فيمن يقرئ القرآن الكريم، واستحسن بعض الفضلاء أن أفردها بموضوع مستقل بقصد مناقشتها، وبسط القول فيها.

وقد رأيت أن أوردها ابتداء كما هي مختصرة، ثم أعقب عليها شرحا وبيانا وإيضاحا.

وقد قسمت هذه الشروط إلى قسمين:

الأول: الشروط الواجبة، وهي كما يلي:

1. الديانة والورع ومخافة الله تعالى.

2. أن يكون ضابطا متقنا للرواية التي يقرئ بها.

3. أن يكون مجازا من شيخ متقن صحيح السند.

4. أن يكون متيقظا أثناء القراءة بحيث يرد على الطالب خطأه من غير تساهل أو تفريط.

5. أن يكون ذا حظ من الدراية بحيث يبين للطالب ما يشكل عليه من أحكام.

6. أن يكون عارفا بالوقف والابتداء.

7. أن يكون عارفا بعلم رسم المصحف.

8. أن يكون عارفا بعلم عد الآي.

9. أن يكون عنده أساسيات في عدد من العلوم كالاعتقاد كيف بمن كان أشعري العقيدة؟؟

والفقه والأصول والعربية.

قلت: كان عاصم ثبتا في القراءة، صدوقا في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: في حفظه شئ يعني: للحديث لا للحروف، وما زال في كل وقت يكون العالم إماما في فن مقصرا في فنون.

وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتا في القراءة، واهيا في الحديث، وكان الاعمش بخلافه كان ثبتا في الحديث، لينا في الحروف، فإن للاعمش قراءة منقولة في كتاب " المنهج " وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر. (السير للذهبي)

الثاني: الشروط المكملة:

1. علو السند.

2. أن يكون عالما بالقراءات.

3. الممارسة الطويلة للتعليم والإقراء.

إذا كان يقرئ بمضمن كتاب هل يجب عليه حفظه؟؟ كالشاطبية مثلاً

بارك الله فيك أخي ضيف الله طرح مفيد وموضوع قيم بُوركتم

ـ[أم جويرية]ــــــــ[01 Aug 2010, 01:02 ص]ـ

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ضيف الله الشمراني نسأل الله تعالى ان لا تحرمونا من علمكم

ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:00 ص]ـ

أشكر الجميع على متابعتهم وفوائدهم.

ثالثا: اشترطتُ وجوباً أن يكون ضابطاً متقناً للرواية التي يقرئ بها.

ويشمل ذلك حفظ القرآن في صدره حفظاً صحيحاً، مع الإلمام بعلم التجويد نظريا وعملياً.

وهذا الشرط احتراز ممن حفظ ثم نسي.

رابعا: اشترطتُ وجوباً أن يكون مجازاً من شيخ متقن صحيح السند.

فلا يجوز أن يقرئ ويجيز بشهادة معهد القراءات مثلاً، بل لابد من أخذه القراءة عن شيخ متقن، ويكون هذا الشيخ المتقن ذا سند صحيح سالم من الكذب والتدليس أو الشبهة المبنية على دليل واضح.

وقد قال بعض الفضلاء: ((ما كذب القراء إلا في الأسانيد)).

خامساً: اشترطتُ وجوباً أن يكون متيقظاً أثناء القراءة، بحيث يرد على الطالب خطأه من غير تساهل أو تفريط.

وهذا على الغالب كما تفضل الشيخ عبد الحكيم وفقه الله.

وهو احتراز من نوم الشيخ أثناء قراءة الطالب، أو انشغاله بأي أمر آخر والطالب يقرأ، لا سيما إذا كان ذلك في بعض الأحكام المهمة التي لا تتكرر مثل الروم والإشمام والتسهيل وإتمام الحركات في بعض الكلمات الصعبة مثل (أسلحتهم، أسلحتكم) في سورة النساء، ونحو ذلك.

وأرى بادي الأمر لطالب الإتقان أن يقرأ على شيخ في سن الشباب أو الكهولة، فإن الشيخ الهرم في الغالب لا يستطيع المتابعة التامة، وقد يضعف عن رد كثير من الملاحظات اكتفاء بالتنبيه أول مرة، وقد يضر ذلك بالطالب المبتدي.

سادساً: اشترطتُ وجوباً أن يكون ذا حظ من الدراية بحيث يبين للطالب ما يشكل عليه من أحكام.

والمقصود بذلك الإلمام بعلم التجويد النظري من خلال كتبه ومصادره، ولا يكفي الاطلاع على مختصر معاصر يختزل علم التجويد في قوالب جامدة.

سابعاً: اشترطتُ وجوباً أن يكون عارفا بعلم الوقف والابتداء.

وهذان علمان فالوقف علم، والابتداء علم، فيعرف كيف يقف، وكيف يبتدئ.

ويمكن الاستفادة من المصاحف المحكَّمة التي قامت على طبعها لجان متخصصة، كمصحف الملك فهد مثلاً.

ثامنا: اشترطتُ وجوباً أن يكون عارفا بعلم رسم المصحف.

ويكفي في ذلك أن يعرف رسم الكلمات من خلال النظر في المصحف، وهذا متيسر لحافظ القرآن غالباً، ولا أقصد حفظ متن ونحوه.

وهذا شرط مهم يا أبا إسحاق، ولذلك تجد في الجزرية باباً للمقطوع والموصول، وباباً للتاءات.

تاسعاً: اشترطتُ وجوباً أن يكون عارفا بعلم عد الآي.

ومعناه: أن يعرف رأس الآية من غيره؛ لأن الوقف عليها سنة على قول كثير من العلماء.

وهذا كذلك أمر متيسر لحافظ القرآن غالباً، فيعرف رأس الآية من خلال المصحف، ولا يشترط حفظ متن.

عاشراً: اشترطتُ وجوباً الإلمام بأساسيات العلوم الشرعية والعربية.

وهذا أمر متيسر، وتوجد عدد من الكتب المعاصرة السهلة التي تفيد في هذا الأمر، ويمكن للإنسان قراءتها بنفسه دون مشقة في ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير