ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:23 ص]ـ
القلب:
تعريفه:
لغة: التحويل
واصطلاحا: جعل أو تحويل النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة بغنة.
اتفقوا في حرفه وهو الباء فقط.
اختلفو هل نطلق علي الحكم " الإقلاب " أم القلب؟؟
قال صاحب النجوم والطوالع:" [1]- يذكره بعض القراء كابن الجزري في التمهيد 157 يلفظ الإقلاب، وانتقد ابن المجراد ذلك وصحح ابن القاضي في الفجر اللغتين قال ابن المجراد: " والقلب مصدر قلب يقلب ولا يقال الإقلاب كما يقوله بعض عوام الطلبة، لأن الإقلاب وزنه إفعال بكسر الهمزة، وإفعال لا يكون مصدرا إلا لأفعل رباعيا مثل أظهر وأنذر ولم يسمع عن العرب "أقلب" رباعيا، وإنما سمع ثلاثيا" إيضاح الأسرار والبدائع لوحة 93).
قال في الفجر الساطع: "وهذا مخالف لما يأتي إن شاء الله أنه يقال رباعيا نقله في "فتح الباري". ا. هـ
أقول: قال الحافظ في الفتح:" قَوْله (عَنْ الْإِقْرَان)
كَذَا لِأَكْثَر الرُّوَاة وَقَدْ أَوْضَحْت فِي كِتَاب الْحَجّ أَنَّ اللُّغَة الْفُصْحَى بِغَيْرِ أَلِف، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ بِلَفْظِ " الْقُرْآن " وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد عَنْ حَجَّاج بْن مُحَمَّد عَنْ شُعْبَة، وَقَالَ عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَنْ شُعْبَة " الْإِقْرَان " قَالَ الْقُرْطُبِيّ: وَوَقَعَ عِنْد جَمِيع رُوَاة مُسْلِم " الْإِقْرَان " وَفِي تَرْجَمَة أَبِي دَاوُدَ " بَاب الْإِقْرَان فِي التَّمْر وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة مَعْرُوفَة، وَأَقْرَن مِنْ الرُّبَاعِيّ وَقَرَنَ مِنْ الثُّلَاثِيّ وَهُوَ الصَّوَاب، قَالَ الْفَرَّاء: قَرَنَ بَيْن الْحَجّ وَالْعُمْرَة وَلَا يُقَال أَقْرَنَ، وَإِنَّمَا يُقَال أَقْرَنَ لِمَا قُوِيَ عَلَيْهِ وَأَطَاقَهُ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى (وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) قَالَ: لَكِنْ جَاءَ فِي اللُّغَة أَقْرَنَ الدَّم فِي الْعِرْق أَيْ كَثُرَ فَيُحْمَل حَمْل الْإِقْرَان فِي الْخَبَر عَلَى ذَلِكَ، فَيَكُون مَعْنَاهُ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْإِكْثَار مِنْ أَكْل التَّمْر إِذَا كَانَ مَعَ غَيْره، وَيَرْجِع مَعْنَاهُ إِلَى الْقِرَان الْمَذْكُور. قُلْت: لَكِنْ يَصِير أَعَمّ مِنْهُ. وَالْحَقّ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَة مِنْ اِخْتِلَاف الرُّوَاة، وَقَدْ مَيَّزَ أَحْمَد بَيْن مَنْ رَوَاهُ بِلَفْظِ أَقْرَنَ وَبِلَفْظِ قَرَنَ مِنْ أَصْحَاب شُعْبَة، وَكَذَا قَالَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَة الْقِرَان، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الشَّيْبَانِيِّ الْإِقْرَان، وَفِي رِوَايَة مِسْعَر الْقِرَان.)) 15/ 355
وعلي ذلك جواز إطلاق قول الإقلاب عند ملاقاة النون الساكنة والتنوين للباء
اختلفوا: هل مع القلب غنة؟ أم لا؟؟
ذهب جمهور العلماء، بل كل من يعتد بقوله إلي أن النون الساكنة والتنوين في حالة القلب تجب فيه الغنة، وهذا ما عليه جمهور القراء.
وخالف قوم فقالوا بالإظهار ـ أي بغير غنة ـ قال في النشر:" قلت: وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي وما له وجه ضعيف على الوجه القوي كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين .. " 1/ 18
وهذا قول لا يعتد به وهو باطل لا محالة. لأنه قياس ما لا يروى على ما روي.
وهناك فرق بين قضية قلب النون وبين إخفائها، فإذا التقت نون ساكنة أو تنوين مع باء نقلب النون باء ثم نخفي الميم المقلوبة وهذا محل النزاع ـ أي إخفاء النون بعد القلب لأن بعض القائلين بالإطباق ـ من غير فرجة ـ يستدلون بأقوال القراء بقلب النون الساكنة والتنوين ميما عند ملاقاتها للباء، وتركوا قضية الإخفاء الذي بعد القلب ـ كما سنري بإذن الله ـ
قال في "الفجر الساطع" عند ذكر القلب: " تنبيه: قد بان من هذه النصوص أنه لا بد من القلب والإخفاء مع الغنة، فمن لم يأت بهما فقد أخل بالتلاوة وهو آثم فلا تجوز روايته، فقل من يتفطن لهذا فلا حول ولا قوة إلا بالله فقد عم الجهل وانتشر، وصار الحق منكرا" (180
قال المرصفي:" هذا: ولا يتحقق القلب إلا بثلاثة أعمال مأخوذة من التعريف ومن الدليل الآتي بعد وهي كالآتي:
¥