الأول: قلب النون الساكنة أو التنوين أو نون التوكيد الخفيفة ميماً خالصة لفظاً لا خطًّا تعويضاً صحيحاً بحيث لا يبقى أثر بعد ذلك للنون الساكنة والمؤكدة والتنوين.
الثاني: إخفاء هذه الميم عند الباء.
الثالث: إظهار الغنة مع الأخفاء: والغنة هنا صفة الميم المقلوبة لا صفة النون والتنوين." ا. هـ
والسلام عليكم
ـ[نور مشرق]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:31 ص]ـ
كما عهدناها أبحاثك أطال الله في عمرك
بحث مميز وشامل بوركت
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:35 ص]ـ
اختلفوا هل تقلب النون ميما أم تخفي دون قلب؟
قال ابن مجاهد: والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفى لأن لها صوتا من الخياشم تؤاخي به النون الخفية ... [1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1)
قال د/ غانم قدوري في كتابه " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ":
ذكر ابن الباذش في الإقناع:" قال لي أبي ـ رضي الله عنه ـ زعم الفراء أن النون عند الباء مخفاة كما تخفي عند غيرها من حروف الفم وتأويل قوله أنه سمي البدل إخفاء وقد أخذ بظاهر عبارته قوم من القراء المنتحلين في الإعراب مذهب الكوفيين وتبعهم قوم من المتأخرين خلطوا بين مذهب سيبويه وعبارة الفراء من القلب والإخفاء فغلطوا "1/ 258
وذكر السيرافي أن الفراء قال:" العنبر وكل نون ساكنة قبل الباء مخفية، أخفيت النون قبل الباء"
ثم قال د/ غانم قدوري::" ويفهم من قول السعيدي الآتي أنه يأخذ بمذهب الفراء قال:" فلما لقيت النون باء أمنوا الإدغام أو التشديد فأخفوها كإخفائها عند سائر الحروف وبقيت الباء مخففة علي جهتها " وقال في مكان آخر:" هي مثل إخفاء الميم عند الباء في قراءة أبي عمرو "
وكان السيرافي قد اعترض علي مذهب الفراء السابق حيث قال:" والذي قاله سيبويه والبصريون: إنها ميم وهو الصحيح ... فإن ادعي مدع أنها نون مخفاة غير بينة وهي ساكنة بعدها باء قيل له: اجعلها ميما، فإذا جعلها ميما فانظر هل بينها وبين النون المخفاة فرق؟ لا يوجد فرق بينهما إذا تأملته. وإذا كانت مخفاة مع الباء فهي بمنزلتها مع القاف والكاف ونحوهما والذي يسمع غير ذلك " صـ376
قلت: وكون اعتراض السيرافي علي قول الفراء فيه دلالة علي أن هناك من أخذ بظاهر قول الفراء وجعلوها إخفاء لا قلبا، وهذا يفهم أيضا من قول والد ابن الباذش حين قال:" وقد أخذ بظاهر عبارته قوم من القراء المنتحلين في الإعراب مذهب الكوفيين وتبعهم قوم من المتأخرين خلطوا بين مذهب سيبويه وعبارة الفراء من القلب والإخفاء فغلطوا" وكونه ينسب فعلهم للخطأ ـ من وجهة نظره ـ دلالة واضحة علي أنهم كانوا ينطقونها بخلاف غنة النون بعد القلب ميما ـ أي كغنة النون الساكنة مع الحروف الخمسة عشر المعروفة بحروف الإخفاء ـ فإن قالوا: إن والد ابن الباذش خطأهم؟ قلنا إن والد ابن الباذش نفسه فرق بين غنة النون الساكنة في حالة القلب، وبين الميم التي بعدها باء، انظر إلي ما ذكره ابن الباذش في الإقناع:" قال لي أبي ـ رضي الله عنه ـ:" ... وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون دون الميم ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون في هذا .. " إذن المقصود أن هناك من ينطقونها إخفاء مثل الأحرف الخمسة عشر، وهناك من يفرق بين حكم القلب والميم الساكنة بعدها باء، وهناك من يجعلهما شيئا واحدا.
إذن هناك خلاف قديم في طريقة أداء حكم القلب، ولا يمكن أن نقول: إن الخلاف لفظي لقول ابن الباذش نقلا عن والده:" وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون دون الميم ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون في هذا .. " فإذا كنتم تقولون بأن غنة الميم مع الباء بغير كز، فكيف تكون غنة القلب؟؟ مع العلم بأن والد ابن الباذش غاير بينهما.
وهذا ما قاله أ. د/ جبل في كتابه " تحقيات في التلقي والأداء " حيث قال:" والذي أراه أن المجافاة بين الشفتين تصلح في الميم المنقلبة عن نون، لأنها محافظة علي أصل الحرف ونحمل عليه تخصيصا ما كان يتمسك به الشيخ عامر عثمان من ضرورة المجافاة بين الشفتين عند نطق الميم الساكنة قبل الباء وذلك في حين أن المجافاة بين الشفتين في نطق الميم الأصيلة تفقد شطر ميميّتها وتجعلها نونا مخفاة ولم يقل أحد بذلك فلنوجه إله قول ابن الباذش " ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون " صـ76
وقال ا. د عبد الصبور شاهين في كتابه "علم الأصوات " عند حديثة عن القلب:" الرابع: الإقلاب وهو مع حرف واحد الباء، وحينئذ تخفي مع النطق بما يقرب الميم، أو مع النطق بها ميما ومع غنة مصاحبة " صـ124
وقوله: "تخفي مع النطق بما يقرب الميم " فيه دلالة علي الفرجة ومع إقراره أيضا للوجه الآخر ـ قلبها ميما ـ كما ذكر في النص" أو مع النطق بها ميما ومع غنة مصاحبة " وفيها أيضا الرد علي قول د/ جبل: في حين أن المجافاة بين الشفتين في نطق الميم الأصيلة تفقد شطر ميميّتها وتجعلها نونا مخفاة .. " بل هي قريبة من الميم ولم تفقد الميم نطقها، ولا هي كالنون المخفاة.
فيدل ذلك أن المجافاة بين الشفتين قول قديم في الإقلاب كما سبق في قول ابن الباذش تبعا لوالده وكذا الفراء والسعيدي كما يفهم من قولهم، ولتعقيب والد ابن الباذش عليهما، ووافقهم في القلب دون الإخفاء الشفوي أي أنها تقلب ميما ولكن غنتها لا تكون مثل غنة الميم عند الباء وهو ظاهر جلي، وهذه نصوص قديمة لا يمكن ردها إلا بكلفة وتعسف وقد نهينا عنهما في شرعنا.
وذهب آخرون إلي حمل الميم علي النون وقالوا بعدم الفرق بينهما في الغنة وهي تؤدي بانطباق الشفتين ... وعند الحديث عن إخفاء الميم عند الباء سنتحدث عن أدلة الفريقين في إخفاء الميم.
¥