تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 Aug 2010, 04:49 م]ـ

الإخفاء

لغة: الستر

اصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة

حروفه مجموعة في أوائل هذه الكلمات:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما

دم طيبا زد في تقي ضع ظالما

اختلفوا في أحرف الإخفاء:

ذهب جمهور القراء إلي أنها خمسة عشر حرفا وذهب الإمام أبو جعفر إلي أنها سبعة عشر حرفا بإضافة الغين والخاء إلي أحرف الإخفاء ـ وقد سبق الكلام في حكم الإظهار ـ

اختلفوا في كيفية أداء غنة الإخفاء في النون الساكنة والتنوين مع حروف الإخفاء.

قال بعضهم: إنها تخرج من الأنف فقط ولا عمل للسان ـ أخذا بظاهر أقوال القدامي ـ ... وقال بعضهم: إن معتمد اللسان في الفم عند النطق بالنون المخفاة ينتقل إلي مخرج الحرف الذي بعده. ولننظر في أدلة الفريقين:

قال د/ غانم قدوري بعد أن ذكر أقوال القراء في الإخفاء: إنه لا عمل للسان .. قال:" وقول علماء التجويد: إن النون المخفاة لا عمل للسان فيها لا يوضح بدرجة كافية وضع اللسان أثناء النطق بها. إلا أن عبد الوهاب القرطبي أماط اللثام عن ذلك الجانب الخفي من كلام علماء التجويد ... ثم نقل قوله قائلا:" ... ومعني خفائها ما قدمنا من اتصال النون بمخارج هذه الحروف واستتارها بها وزوالها ةعن طرف اللسان وخروج الصوت من الأنف من غير معالجة بالفم، ولذلك إذا لفظ بها اللافظ وسد أنفه بان الاختلال فيها، ولو تكلف متكلف إظهارها وأخرجها من الفم لأمكن ولكن بعلاج وهذا يبين بالمحنة .....

وإنما أخفيت النون مع هذه الحروف لأنها حروف الفم، والنون أيضا لها مخرج من الفم.

واستدل ا. د/غانم أيضا قائلا: إن القول بأن (النون المخفاة تميل إلي مخرج الصوت الذي بعدها) لا يتضح منه المقصود بهذا الميل ولا مقداره. بينما يقرر علماء التجويد أن معتمد اللسان في الفم عند النطق بالنون المخفاة ينتقل إلي مخرج صوت الذي بعدها، فهو ليس مجرد ميل، إنما انتقال إلي مخرج الصوت التالي كما يحدث عند الإدغام، إلا ان الغنة باقية في الإخفاء بينما هي تزول في الإدغام. يؤكد ذلك ما نسمعه من نطق مجيدي قراءة القرآن الكريم اليوم.

وأقوال علماء التجويد التي نقلنا بعضها قبل قليل، ونضيف إلي ذلك قول مكي:" الغنة التي في الحرف المخفي هي النون الخفية، وذلك أن النون الساكنة مخرجها من طرف اللسان وأطراف الثنايا ومعها غنة تخرج من الخياشيم فإذا خفيت لأجل ما بعدها زال مع الخفاء ما كان يخرج من طرف اللسان منها وبقي ما كان يخرج من الخياشيم ظاهرا " الكشف 1/ 166

إن الدارس حين يتأمل نطق مثل " من قال " و"ومن كان " يجد معتمد النون قد انتقل من طرف اللسان إلي أقصاه حيث يعتمد للصوت التالي للنون. وكذلك الحال في مثل (إن جاء ـ وإن شاء) فإن معتمد اللسان لصوت النون ينتقل غلي مخرج الجيم والشين ومثل ذلك يحدث في مثل (من تاب ـ ومن سأل ـ ومن فعل) واللسان يعتمد للنون وللصوت الذي بعدها في كل ذلك اعتماده واحدة، إلا أن الجزء الأول منها مصحوب بغنة هي بقية النون بينما الجزء الأخير من الاعتماد هو للصوت الذي يلي النون خاليا من الغنة." ا. هـ بتصرف (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) صـ378:380

وتعقبه د/ محمد حسن جبل في كتابه (تحقيات في التلقي والأداء) قائلا:

" أولا: القول بأن النون المخفاة إنما تكون غنة في الخياشيم فحسب ـ ونقل قول اللغويين ـ (ثم ذكر د/ جبل أقوال سيبويه والمبرد وابن السراج وأبي حيان وغيرهم من اللغويين ـ والأقوال متشابهة وقريبة ونكتفي بقول سيبويه ـ:" وتكون النون مع سائر حروف الفم حرفا خفيا مخرجه من الخياشيم وذلك أنها من حروف الفم وأصل الإدغام لحروف الفم لأنها أكثر الحروف فلما وصلوا إلى أن يكون لها مخرج من غير الفم كان أخف عليهم ألا يستعملوا ألسنتهم إلا مرة واحدة وكان العلم بها أنها نون من ذلك الموضوع كالعلم بها وهى من الفم لأنه ليس حرف يخرج من ذلك الموضوع غيرها فاختاروا الخفة لذلك إذ لم يكن لبس وكان أصل الإدغام وكثرة الحروف للفم وذلك قولك: من كان .... ا. هـ 4/ 454

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير