ـ[أبو هاني]ــــــــ[19 Aug 2010, 05:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلوم البشرية تبدأ بالجانب العملي حتى إذا تنبه المهتمون شرعوا في وضع ملاحظاتهم التي توصلوا إليها من تتبعهم لهذا الجانب العملي ووضع قواعد اللغة وتدوين الملاحظات الفلكية من الأمثلة الواضحة على ذلك. والتجويد ـ أعني الأداء الموافق لمعايير الصحة في نطق الأصوات العربية متمثلة في تلاوة القرآن ـ أمر سابق على تدوين المعلومات الصوتية؛ فهذه المعلومات مستقاة من تتبع الناطقين العرب الفصحاء ممن عاصرهم المهتمون بأمر التلاوة القرآنية، وأسبقهم فيما وصل إلينا من تاريخ نشأة العلوم اللغوية هو الخليل بن أحمد رحمه الله، وما نقله عنه تلميذه سيبويه رحمه الله هو المادة العلمية لعدد من علوم اللغة العربية: الأصوات، الصرف، النحو.
والوضع الصحيح لعلاقة الدرس النظري للعلم ممثلا في الأحكام والاستنتاجات بالأداء العملي لا بد من بقائها على هذه الصورة؛ فالأداء هو المصدر والتدوين هو نتيجة لما لاحظه المهتمون بالأمر، وليس من المتصوَّر أن تكون الملاحظات المدوَّنة حاكمة على الأداء بعامة بل يقتصر ذلك على تصويب الأخطاء؛ كالشأن في النحو والصرف، بل إذا نظرنا في الفلك وجدنا أن الملاحظات لا تتحكَّم فيما يجري في فضاء السموات، ومهما يبلغ الفلكيّ من المعرفة بما كتبه السابقون فليس في مقدرته تعديل مسار كوكب ولا نجم ولا التحكم في مواقيت شيء من ذلك ولا مساراته.
هكذا تكون العلاقة بين الأداء العملي والتدوين النظري، والأداء أوضح في نقل المعرفة؛ لأن الوصف اللفظي للظواهر قد يقصُر عن نقل الكيفية الصحيحة للأداء، وهذا من أسباب الخلاف اللفظي في تحديد مفهوم ظاهرتَي القلب والإخفاء، وقد كفتنا التسجيلات الصوتية لعدد من القراء الضابطين مشقة التمثيل اللفظي للظاهرتين: فالرجوع المدقّق لهذه التسجيلات يساعد في تجلية الأمر إذا غابت العصبية.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 Aug 2010, 08:21 م]ـ
هكذا تكون العلاقة بين الأداء العملي والتدوين النظري، والأداء أوضح في نقل المعرفة؛ لأن الوصف اللفظي للظواهر قد يقصُر عن نقل الكيفية الصحيحة للأداء، وهذا من أسباب الخلاف اللفظي في تحديد مفهوم ظاهرتَي القلب والإخفاء، وقد كفتنا التسجيلات الصوتية لعدد من القراء الضابطين مشقة التمثيل اللفظي للظاهرتين: فالرجوع المدقّق لهذه التسجيلات يساعد في تجلية الأمر إذا غابت العصبية.
السلام عليكم
شيخنا الكريم إذا كان هناك علاقة بين الأداء العملي والتدوين النظري في حيز معين، لا يلزم منه أن يكون التدوين النظري شاملا الأداء العملي بالدقة المطلوبة، فلا يخفي علي فضيلتكم أن الأصوات لا توصف بالضبط ولكن تقرّب.
أما قضية التسجيلات فهل تقصد المرتلة أم المجودة؟
فإن كانت الأولي ففيها الأداء الصحيح لطريقة الإخفاء.
وإن كانت الثانية ـ أي المصاحف المجودة للشيخ محمد رفعت والشعشاعي وشعيشع وغيرهم فقد بين الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ خطأ قراءتهم للقلب وإخفاء الميم وأن أداءهم مائل إلي أو قريب من الكز ولو كان مكان القراء قديما لقال عن الإخفاء ميم مظهرة مع الغنة ... ففي كلامه في هذا الموضع خاصة انصاف وإظهار للحقيقة.
ولكم أرق التحيات والأمنيات، وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:22 ص]ـ
شكرا للأساتذة الكرام ... شكرا لكم على هذه الفوائد القيّمة:
الأستاذ أبو هاني:
العلوم البشرية تبدأ بالجانب العملي حتى إذا تنبه المهتمون شرعوا في وضع ملاحظاتهم التي توصلوا إليها من تتبعهم لهذا الجانب العملي ووضع قواعد اللغة وتدوين الملاحظات الفلكية من الأمثلة الواضحة على ذلك. والتجويد ـ أعني الأداء الموافق لمعايير الصحة في نطق الأصوات العربية متمثلة في تلاوة القرآن ـ أمر سابق على تدوين المعلومات الصوتية؛ فهذه المعلومات مستقاة من تتبع الناطقين العرب الفصحاء ممن عاصرهم المهتمون بأمر التلاوة القرآنية، وأسبقهم فيما وصل إلينا من تاريخ نشأة العلوم اللغوية هو الخليل بن أحمد رحمه الله، وما نقله عنه تلميذه سيبويه رحمه الله هو المادة العلمية لعدد من علوم اللغة العربية: الأصوات، الصرف، النحو.
الأستاذ عبد الحكيم عبد الرزاق:
إذا كان هناك علاقة بين الأداء العملي والتدوين النظري في حيز معين، لا يلزم منه أن يكون التدوين النظري شاملا الأداء العملي بالدقة المطلوبة، فلا يخفي علي فضيلتكم أن الأصوات لا توصف بالضبط ولكن تقرّب.
لكن السؤال الذي أريد طرحه على الأساتذة الكرام ليفيدونا هو:
هل يمكن (اليوم) (واقعا وعمليا) تحصيل (علم) التجويد (كلّ علم التجويد) من خلال جانبه العملي الأدائي فقط؟ أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء ...
اليوم: حتى لا يندرج في السؤال العهد الذي سبق التدوين
واقعا وعمليا: حتى لا يندرج الجانب النظري التصوري فقط
علم , كلّ علم التجويد: المقصود ما تبرأ به ذمة الفرد المسلم في قراءة القرآن وذمة الأمة بنقل وحفظ علم من علومها الشرعية
¥