1) الإيجاز: وهذا هو المطلوب والمرغوب فيه في الكلام كلّه والمقصود به أن لا يوجد في التعريف ما يمكن الاستغناء عنه ولا يصرّح فيه بما يمكن إضماره , ولا مانع من الإطناب إذا دعت إليه الضرورة والإطناب هو الزيادة في اللفظ للفائدة لا مجرد الزيادة
2) أن يكون التعريف أوضح من المعرَّف وأظهر منه
3) أن لا يقع في الدور بأن يتوقف فهم التعريف على فهم المعرَّف كتعريف العقيدة بقولك هي أن تعتقد كذا وكذا ففهم العقيدة متوقف على فهم لفظ تعتقد وهذا الأخير متوقف على فهم العقيدة لأنّه من مادته وأصله ويحمل معناه الاصطلاحي المراد بحثه
4) أن لا يجمع بين النقيضين (وهو شرط للكلام كلّه لا للتعريفات فقط)
5) أن يكون جامعاً أي يجمع جميع أفراد المعرَّف وهو ما يسميه المناطقة بالطرد
6) أن يكون مانعا يمنع التباسه بأفراد غيره وهو الذي يسميه المناطقة بالمنعكس
7) أن يكون قابلاً للانعكاس بحيث تصلح المساواة بين المعرَّف والمعرِّف
8) أن يتناول الماهية لا الأعراض لأنّ الماهية ثابتة والأعراض متغيّرة عرضية زائلة
9) لا يكون سلبياً بأن يعرّف بما ليس هو إلاّ إذا كان الشيء لا يتصور إلاّ بصورة عدمية كتعريف الأعمى بأنّه الذي لا يبصر , ومثل ذلك صنيع السلف مع صفات الله تعالى
10) أن لا تذكر الأحكام في التعريف قالوا لأنك لو ذكرت الحكم في التعريف فيترتب على ذلك ألا يعرف الحكم إلا بمعرفة الشيء ولا يعرف الشيء إلا بمعرفة حكمه فحكم الشيء جزء من تعريفه فيقع فيما يسمى بـ"الدور"
11) الخلوّ من الأخطاء اللفظية
12) الخلوّ من مجاز دون قرينة تدل على مراده
13) الخلوّ من مشترك دون قرينة تدلّ على مراده
14) الخلوّ من الألفاظ الغريبة
هل نحن في حاجة فعلا إلى تعريف التجويد؟
تعريف التجويد ضرورة لا بدّ منها لأمرين اثنين على الأقلّ:
الأوّلّ: أنّ الدراسة العلمية المنهجية للتجويد كعلم مستقلّ قائم بذاته تقتضي تعريفه تعريفاً يضبطه ويحدّده في ذهن الدارس وفهمه
الثاني: تداخله مع غيره من العلوم يقتضي هذا التعريف وهذا الحدّ الحاجز والمانع من الالتباس والوهم ... فالعامة مثلا ينصرف فهمهم إذا أطلق لفظ التجويد إلى التغني وهو عند بعض الطلبة بمعنى التحقيق قسيم الحدر والتدوير ولا يفرّق أكثرهم بينه وبين القراءة ومثل ذلك يقال عن التلاوة والترتيل والأداء ...
لهذا كان لا بدّ من تعريفٍ لهذا العلم يميّزه عن غيره من العلوم ويكون بمثابة العنوان والمدخل لدارسه وطالبه يعرِّفُه بأهمّ مباحثه ومسائله بأدقّ عبارة ممكنة وأوجزها ...
التجويد في اللغة:8
من جاد يجود جُودا فهو جَوادٌ , وجَوَّد بقلب الألف واوا وتعديته بالتضعيف, يُجَوِّدُ تجْويداً فهو مُجَوِّدٌ. أصل الباب أنّه بمعنى إدراك النهاية في الحسن وبلوغ الغاية فيه تقول جاد في شعره إذا أحسن قرضه فهو مجوادٌ فيه وجوّد الخطّ إذا زيّنه وضبطه وهكذا في كلّ شيء بلغ من الحسن الغاية والنهاية ...
ثمّ استعمل في كلّ ما اتّصف بالشدّة والكثرة والمبالغة فيطلق على شدّة المشقّة والنعاس والجوع والعطش وعلى كثرة الدمع والمبالغة في الشوق والهوى والسيادة والسرعة والجمال وغيرها ...
ولأجل هذا المعنى أنكروا مقولة سيبويه (180هـ) " أخذتنا بالجود وفوقه" قالوا إنّما هي مبالغة وتشنيع و إلاّ فليس فوق الجود شيء ...
التجويد في القرآن الكريم 9:
لم يرد لفظ التجويد بهذه الصياغة في القرآن الكريم ولكن وردت مادة (ج و د) في موضعين اثنين أوّلهما قوله تعالى ?واستوت على الجوديّ? [هود 44] اختلفوا في تفسير لفظ الجودي وأشهر ما قيل فيه:
? هو علمٌ لجبل بالجزيرة أو بالموصل أو بينهما أو في غيرهما على أقوال عدّة ... وهو قول الجمهور وتفسير ابن عباس رضي الله عنه
? هو صفة للجبل الذي أرست عليه سفينة نوح وليس اسما له وهو ظاهر مذهب من قال أنّه جبل الطور
? هو اسم يطلق على كلّ جبلٍ ومنه وقول زيد بن عمرو بن نفيل:
سبحانه ثمّ سبحاناً يعود له وقبلنا سبّح الجوديّ والجَمدُ
وسواء أكان علما10 أو صفة فإنّ ذلك لا يمنع من أن يراد به شيئا من معنى مادته اللغوية (ج و د) القائمة على كمال الإحسان والمبالغة فيه فلا بدّ وأنّه تسمى بهذا الاسم أو وُصِفَ به لهذا المعنى أو لمعنىً قريباً منه أو منقولاً عنه وممّا ذكره المفسرون في هذا الشأن ما يلي:
¥