تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? قد ينقل الكاتب التعريف ثمّ ينقل في مواطن أخرى أوصافا للتجويد قريبة من التعريف فلا يتميّز التعريف من التوصيف خاصة إذا كان في تعريفه شيء من التوسّع

2) العديد من الكتاب لم يلزموا أنفسهم بحدود وضوابط المناطقة لذا تجدهم يتوسعون في تعريفاتهم ويطنبون في عباراتهم فتراهم مثلا يعددون أوصاف التجويد وأحكامه في تعريفاتهم حتى يلتبس الأمر بين التعريفات والأوصاف

3) ولهذه الأسباب كلّها سننقل كلّ ما يظهر للوهلة الأولى أنّه تعريف للتجويد كأن يقول المؤلف: (التجويد هو كذا وكذا .. ) أو (تعريف التجويد ... ) أو (التجويد عند العلماء ... ) أو (وحقيقة التجويد ... ) وغيرها من الألفاظ المشابهة , سننقلها جميعا حتّى وإن كثرت وتعددت ...

أوّلا: نقد التعريفات وبيان السلبيات التي يجب تجنبها

1. نقل المعنى اللغوي إلى التعريف الاصطلاحي: بعض الكُتّاب يكتفون بنقل التعريف اللغوي ولا يضيفون له شيئا كما فعل القسطلاني في اللآلئ السنية22:"انتهاء الغاية في التصحيح وبلوغ الغاية في التحسين" وفي شرح ابن الناظم23 التجويد هو "انتهاء الغاية في إتقانه وبلوغ النهاية في تحسينه" وبنفس الألفاظ عرّفه عبد الدايم الأزهري24 في الطرازات وتلميذه زين الدين خالد الأزهري25 في الحواشي من شروح الجزرية ويبدو أنّهم أخذوه عن شيخهم الأوّل المحقّق ابن الجزري فقد ذكره في التمهيد26 وفي النشر27 ومن المعاصرين الذين ذكروا هذا التعريف أحمد بن محمد الطويل في تيسير علم التجويد28

ولعل من أبرز المؤاخذات على مثل هذه التعريفات أنّها غير قاصرة على التجويد المعروف والمخصوص بل تعمّ كلّ شيء بُلِغ في تصحيحه النهاية وفي تحسينه الغاية سواء أكان قراءة أو كتابة أو خطابة أو قرضا للشعر أو سياقة أو رياضة ... إلخ ...

ثمّ إنّ العرف في المناهج العلمية أن لا ينطبق التعريف اللغوي بالتعريف الاصطلاحي كلّ الانطباق بل يتباينان كلّيا أو جزئيا , ولعل أبرز وأكثر وأشهر ما يجمع بينهما في حالة التطابق الجزئي أن يكون التعريف الاصطلاحي أخصّ من اللغوي بأن يمثل أحد أفراده أو بعض جوانبه وأجزائه ...

2. تداخل التجويد مع غيره من العلوم؛ وبخاصة علم القراءات و فنّ التغني: سواء كان ذلك بسبب ألفاظ عامة تجمع بين علمي القراءة والتجويد كقولهم "علم يُعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية"29 فالنطق بالكلمات القرآنية لفظ عام يشمل نقل كلّ ما ورد فيها من الخلاف في كيفية النطق ونسبته إلى أصحابه وهذا من علم القراءة كقولك قرأ عاصم بالفتح ونافع بالضمّ أو قرأ ابن كثير بالخطاب والكسائي بالغيب وهكذا ... كما يشمل الكيفية باعتبار صفات الحروف اللازمة والعارضة وهذا من علم التجويد وقد يكون سبب اللبس في تصريح بعضهم في تعريف التجويد بقراءة الأئمة أو ببعض المسائل المشتركة بين العلمين أو الخاصة بالقراءة دون التجويد ومن أبرز الأمثلة على ذلك تعريف الهذلي عليه رحمة الله حيث يقول: "فأما تجويد الحروف فمعرفة ألفاظها وقراءتها وأصولها وفروعها وحدودها وحقوقها وقطعها ووصلها ومدّها وحدرها وتحقيقها وترسّلها وترتيلها ومذاهب القراء فيها وهو حلية التلاوة وزينة القراءة"30 ومثله تعريف الأستاذ فرغلي من المعاصرين "التجويد إنّما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم ... "31 وكثيرا ما تجد في عناوين الكتب الحديثة قولهم (أحكام التجويد على رواية حفص أو على رواية ورش ... ) 32 وبعضهم يجمع في الكتاب الواحد بين التجويد والقراءة لا يفرّق بينهما33 كلّ ذلك سهّل وساعد على وقوع اللبس بين العلمين وانتشاره بين خاصة طلبة العلم فضلا عن عامة الناس ...

? ولعل عذر هؤلاء الأئمة أنّ علم التجويد كان في أوّل عهده جزءا وفرعا من علم القراءة كما نصّ على ذلك في أبجد العلوم حيث ذكر علم القراءة أوّل العلوم الشرعية ثم قال:"ومن فروعه علم مخارج الحروف"34 وفي معجم علوم القرآن "والتجويد فرع من فروع القراءات القرآنية , ولذا لم يخل مصنف من مصنفات القراءات من ذكر بعض متعلقات التجويد وبيان أحكامه ... "35

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير