تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحقوقها وقطعها ووصلها ومدّها وحدرها وتحقيقها وترسيلها وترتيلها ومذاهب القراء فيها وهو حلية التلاوة وزينة القراءة"43 وفي كشف الظنون "وهو علم باحث عن تحسين تلاوة القرآن العظيم من جهة مخارج الحروف وصفاتها وترتيل النظم المبين بإعطاء حقها من الوصل والقف والمد والقصر والادغام والاظهار والاخفاء والامالة والتحقيق والنفخيم والترقيق والتشديد والتخفيف والقلب والتسهيل الى غير ذلك"44

فقد جمعت هذه التعريفات بين عيوب عدّة وسلبيات شتّى أهمّها:

? ليست التعريفات ـ في عرف المصنفين ـ محلاًّ لذكر أحكامِ ومسائل العلوم فقد جعلوا لها بابا خاصا بها هو أهم الأبواب وأعظمها من حيث الأهمية والاهتمام الحجم ...

? كان يمكن الاستغناء عن هذا التوسع والاسترسال في ذكر أحكام ومسائل التجويد بالإشارة إلى أصولها فقط ولنمثِّلْ لكيفية اجتنابه بما يلي:

• أحكام مثل: تبيين الحروف , المثلين , المتقاربين , المتجانسين ... يمكن الاستغناء عنها بذكر اصطلاح (مخرج الحرف)

• أحكام مثل: الرخاوة , الهمس , الشدّة , الاستفال , الاستعلاء , الغنّات ... يمكن الاستغناء عنها بذكر اصطلاح (حقّ الحرف) وهو ما يلزمه من الصفات

• أحكام مثل: القصر والمدّ , الفتح والإمالة , التخفيف والتشديد , الترقيق والتفخيم , الإطهار والإدغام , أحكام النون الساكنة , أحكام الميم الساكنة , التحقيق والتسهيل ... يمكن الاستغناء عنها بذكر اصطلاح (مستحقّ الحرف) وهو ما يعرض له من الصفات

? ومن أوجه إنكار المناطقة ذكر الأحكام في التعريفات أنّه يوقِعُ صاحبه في الدور وهو باطل لأنّه تعليل الشيء بما هو علة له أصلا بمعنى أنّ هذا ينبني على هذا وهذا ينبني على هذا ... ووجهه ها هنا أنّ ذكر الأحكام في التعريف يترتب عليه أن لا تُعرف هذه الأحكام إلاّ بمعرفة المعرَّف أي التجويد لأنّ حكم الشيء فرع عن تصوره كما يترتب عليه أن لا يُعرف التجويد (المعرَّف) إلاّ بمعرفة أحكامه (المعرِّف) لأنّها جزء من تعريفه ...

4. التطويل والاسترسال: إذا كانت السلبية المتقدمة التوسع في ذكر أوصاف التجويد وأحكامه ومباحثه للفائدة أو للتمثيل فإنّ العيب ها هنا أنّ هذا التوسع لا فائدة فيه بل هو تكرارُ مفردات مملٌ وسردٌ لمرادفات مخلٌ أو ذكرٌ لمباحث بعدية ومسائلة غريبة عن المقام فمن ذلك:

? ذكر الأصل والمخرج والحيّز في ذات التعريف: يقصد بهذه الألفاظ موضع خروج الحرف فهي بمعنىً واحدٍ يُستغنى بذكر لفظٍ منها عن ذكر غيره في نفس التعريف45 بل وصل الأمر في بعض التعريفات أن يتكرر المصطلح الواحد مرتين كما فعل عبد الدائم الأزهري حين كرّر لفظة مخرج46

? ردّ الحرف إلى نظيره وشكله ومثيله: المقصود توحيد التلفظ بالحرف الواحد فلا يتغير من موضع لآخر لأنّ اللفظ هو هو ... فيقال يردّ إلى نظيره أو شكله أو مثله ولا يجمع بين هذه الألفظ في التعريف الواحد لأنّها بمعنى واحد47 والعيب كلّ العيب أن تجد في كتاب متخصص في القراءة والتجويد أوّلا وفي التعريفات ثانيا مثل هذه العيوب كمثل قوله: ( ... وردّ الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله وإلحاقه بنظيره وشكله ... ) 48 فإنّ قوله (من حروف المعجم) و (أصله) و (شكله) كلّ ذلك ألفاظ زائدة لا فائدة فيها إذ يمكن الاستغناء عنها بقوله (ردّ الحرف إلى مخرجه وإلحاقه بنظيره) وتتخلّص العبارة من نصف ألفاظها الزائدة والله أعلم

? الغاية والنهاية والإتقان والإحسان؛ حتى وإن كانت هذه الألفاظ من جهة دلالتها اللغوية مختلفة فإنّ دلالة الغاية والانتهاء في الاصطلاح واحد وكذلك الإتقان والإحسان فلا ينبغي تكرارها تكرارا لا فائدة فيه سوى سجعها وجرسها ... فانظر إلى قولهم:"انتهاء الغاية في إتقانه وبلوغ النهاية في تحسينه"49 ألم يكن يكفي قوله "بلوغ النهاية في تحسينه" فيتخلص من تكرار مادة (النهاية) مرتين ومن لفظة (إتقانه) المرادفة لـ (تحسينه) ويتقلّص التعريف إلى أقلّ من النصف

? قولهم بعد شطر من تعريفه: على كمال هيئته50 أو على حال صفتها وهيئتها ... 51 ونحوها من العبارات والأوصاف التي هي بمثابة مؤكدات لما قبلها فإعطاء الحرف حقّه ومستحقّه هو كمال هيئته وحقّ الحرف وترتيبه ومخرجه وإلحاقه بنظيره وإشباعه والتلطّف به كلّ ذلك من صفتها وهيئتها فلم الإعادة والتكرار والتأكيد حيث لا مقام للتأكيد ولا مناسبة له ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير