تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

? كلّ ما له علاقة بالقراءات وقد تقدّم الحديث عن بعض التعريفات التي فيها شيء من الخلط بين القراءة والتجويد ونظيف ها هنا تعريف أحمد الطويل حيث يقول: "التجويد أحكام عامة وقواعد كلّية وأصول مطردة وقدر مشترك متّفق عليه بين القراء"65 ما يهمّنا ها هنا هو قوله: "قدر مشترك متفق عليه بين القراء" فنقول: نعم إنّ التجويد قدرٌ مشترك بين القراء وهذا هو سبب إنكارنا ـ المتقدم ـ لمن زعم ألّف في التجويد على رواية من الروايات أو قراءة من القراءات ولكن هذا التعريف أو هذه العبارة لا تحدّ التجويد لا من حيث الجمع (الطرد) ولا من حيث المنع (العكس) فهي تُشركه مع غيره وتدخل فيه ما ليس منه فيشترك معه غيره وذلك لأمور

• الأوّل: لأنّ التجويد ليس هو القدر الوحيد المشترك بين القراء فإنّ ما يشترك فيه القراء ويتفقوا عليه أكبر بكثير من مجرد التجويد وعلى رأس ما يشتركون فيه نقل أحرف القرآن؛ فالخلاف فيه بالنسبة إلى المتفق عليه بينهم قليل جدّاً ...

• الثاني: ليس التجويد هو القدر المشترك بين القراء فقط بل العرب كلّها مجتمعة عليه فهو طبيعة لغاتهم وسجية أصواتهم ...

• الثالث: قولنا أنّ التجويد هو قدر مشترك بين القراء خاصة وبين العرب عامة من جهة مراعاته في جميع قراءتهم وكلامهم وإلاّ فإنّ الخلاف بينهم في مباحثه ومسائله واقع وذلك بسبب تعدد أحرف القرآن وتنوع لهجات العرب ...

? ذكرهم لطريقة تعلّمه وأخذه؛ فمن ذلك قول عبد الدائم الأزهري: " ... بأخذ ذلك عن مشايخ الفنّ المعتبرين ... "66 وليس التعريف بالمكان اللائق لذكر مثل هذه المسائل والله أعلم

? ذكر أساليب التجويد كالحدر والتحقيق والترسل والترتيل والتدوير ونحو ذلك ممّا سيأتي بيانه إن شاء الله ... انظر فيه على سبيل المثال تعريف الهذلي67 رحمه الله

? ذكر أوصافه وفضائله كما فعل الهذلي نفسه حين ختم تعريفه بقوله:"وهو حلية التلاوة وزينة القراءة"68 وتبعه على ابن الجزري في النشر وفي الجزرية

? ذكر محظوراته وما ينبغي تجنبه كالرداءة والتفاوت والتعسّف والتكلّف والإفراط والإسراف ... وغيرها ممّا سبق بيانه في محلّه

? اشتراط التواتر في نقله كما صنع أحمد الطويل في تيسير علم التجويد69 حيث قال: "علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وفق ما نقل إلينا بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... "

? ذكر أقسامه وأنواعه منن تجويد علمي وعملي إذ المقصود ها هنا هو الأوّل لأنّ الثاني ملكة وسجية يتوصل إليها القارئ من خلال الوقوف على هذا العلم أوّلا والتلقي عن شيوخه ثانيا , وانظر مثالا لذلك تعريف محمد مصطفى بلال70

? ذكر بعضهم أن يصير التجويد سجيّة كما فعل عبد الدائم الأزهري71

? اشتراطهم النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , انظر تعريف أحمد الطويل72 والأستاذ فرغلي73

وكما هو ظاهر من خلال هذه النماذج التي ذكرناها وقصدنا بها تعداد بعض ما لا ينبغي ذكره في تعريف التجويد فإن جزءا منها ليس من التجويد أصلاً كالقراءات والتغني والجزء الآخر من مباحثه مسائله لكنّه ممّا لا ينبغي ذكره في التعريف لأنّ له بابه وموضعه الخاص به والله أعلم بالحقّ والصواب ...

10. وقد تحتوي بعض التعريفات على معلومات خاطئة ـ والله أعلم ـ فمن ذلك

? إطلاق اصطلاح الحقّ على صفة الحرف وما يترتّب عليها74 والصواب أنّ الحقّ ما يلزم الحرف من الصفات وما يعرض له أو يترتب عن الصفات اللازمة مستحق كما سيأتي بيانه في محلّه إن شاء الله ...

? نسبة التجويد إلى قارئ أو راوٍ معيّنٍ75 وقد تقدّم الحديث عن هذه المسألة

? ما ذكره بعضهم من أنّ التجويد أحكام عامة وقواعد مطردة76 والمتتبع لمسائل التجويد ليست دائما أحكاما عامة بل بعضها مفردة كثل {تامننا} في سورة يوسف وليست كلّها مطردة بل الاستثناء فيه كثير ...

... وغير ذلك ممّا لا يسلم منه أحد إلاّ المعصوم صلى الله عليه وسلّم ...

ثانيا: بيان الأوصاف التي ينبغي ذكرها في التعريف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير