3) الصفات: هي كيفيات تعرض للحرف عند حصوله في المخرج84 أو هي "عوارض تعرض للأصوات الواقعة في الحرف من الجهر والرخاوة والهمس والشدّة وأمثال ذلك85 بعض هده الصفات لازمة في الحرف لا يصحّ التلفظ به إلاّ متحلٍّ بها وبعضها الآخر يتصف بها في أحوالٍ دون أخرى بحسب موقعه وتركيبه وشكله ...
4) الحقّ: حقّ الحرف هو ما يلزمه في كلّ أحواله ولا يُتلفظ به صحيحا مجودا إلاّ به , جمهور علماء التجويد قصروا الحقّ على صفات الحرف اللازمة وأدرج بعضهم86 مخرجه فيه لأنّه من حقوق الحرف التي لا تبرحه ولا تقوم ذاته إلاّ به
فذكر الحقّ في التعريف يغنينا عن ذكر المخرج وجزءا من الصفات ...
5) المستحق: هي الصفات العارضة المترتبة عن الصفات اللازمة كالترقيق المترتب عن الاستفال والتفخيم والتغليظ المترتبين عن الاستعلاء أو المترتبة عن التركيب كالمدّ والقصر والهمز والتسهيل أو أحوال تعرض للحرف بسبب شكله كالإمالة والفتح أو موقعه كالوقف والابتداء ونحو ذلك ... وذكر المستحقّ في التعريف يغنينا عن ذكر باقي الصفات التي لم يشملها ذكر الحقّ كما تغنينا عن التوسع في التمثيل بأحكام التجويد ومسائله كالمدّ والقصر والتحقيق والتسهيل والوقف والابتداء وغيرها ممّا ورد في كثيرٍ من تعريفاتهم والتي سبق التمثيل ببعضها ... 87
6) الأصل: أصل الشيء ما ينبني عليه أو مبدأه ومنطلقه والمقصود به ها هنا مخرج الحرف ذكره ابن الجزري عليه رحمة الله في مقدمته بابِ التجويد: (وردّ كلّ واحدٍ لأصله) وأجمع الشراح على أنّ المقصود بالأصل ها هنا هو المخرج88
وذكر الحقّ في التعريف يشمله ويغنينا عن ذكره كما أغنانا عن ذكر المخرج
7) الحيّز: المقصود به المخرج كذلك وهو الحيّز الذي يتولّد فيه الحرف كما تقدّم ... واصطلاح الحقّ يشمله فلا داعي لذكره
8) ما تستحقه الصفات: المقصود به ما يترتب عليها من الصفات العارضة كالتفخيم والترقيق والمدّ والقصر ونحو ذلك ممّا يصطلح عليه أهل الاختصاص بمستحقّ الحرف وقد تقدم
9) التمهّل: استوحاه من ذكره في تعريفه من الترتيل الذي ورد الأمر به في القرآن الكريم والمقصود به التتابع والتمهلّ وتصحيح الحروف والتدبّر والعمل ... إلى غير ذلك من المعاني التي سيأتي بيانها في بابها ومقامها ...
والتمهّل والتجويد أمران منفصلان غير متلازمان حتى نعرّف أحدهما بالآخر فالتجويد هيئة تشترط في القراءة كلّها سواء كانت بالتّمهل (التحقيق) أو بالتّرسل (الحدر) وقد يوجد التمهلّ بلا تجويد كما لا يخفى على ذي لبّ وكما هو شائع في قراءة عموم النّاس
10) عدم التكلّف: هي صفة سلبية لا يلجأ إليها في التعريفات إلاّ إذا تعذر تعريف التجويد بما فيه , وبما أنّ ذلك متأتٍ فلا موجب لاستعماله , هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنّ تصحيح الحرف وتجويده لا يكون في ابتداء الطلب إلاّ بشيء من التكلّف سرعان ما يزول بالرياضة والدربة فذكره في التعريف منافٍ للواقع ولما هو حاصل عند المبتدئين والمتوسطين ...
11) اللفظ في نظيره كمثله: أي أنّ الحرف هو هو لا يتغير لفظه من موضع لآخر إلاّ إذا تغيّرت مستحقاته فهو كنظيره في صفة نطقه وتجويده ...
والحقّ أنّ تغيّر التلفظ بالحرف لا يخرج عن حالتين اثنتين لا ثالثة لهما الأولى: أن يعود سبب ذلك لتغير مستحقّ الحرف بين موضع وآخر كالراء ترقق ها هنا لموجب وتفخم هناك لفقد ذلك الموجب وكحروف المدّ يزاد في مدّها ها هنا لسبب وتقصر هناك لعدم السبب ... الثانية: أن لا يتغير مستحقّه ورغم ذلك يتغيّر النطق بالحرف من موضع لآخر فهذا خطأ ولحن ينبغي تجنبه والحذر منه ...
وفي ذكر حقّ الحرف ومستحقّه ما يغنينا عن ذكر هذا العنصر لأنّ العدول عن لفظ الحرف من صفةٍ لأخرى لا يكون إلاّ بالعدول عن حقّ الحرف ومستحقّه
12) تلطيف النطق بالحرف: وقد تابع من ذكره الإمامَ ابنَ الجزري في مقدمته حيث يقول: (باللّطف في النطق بلا تعسّفِ) وهو وصف زائد لا ينبغي ذكره في تعريف التجويد لأمور أهمها:
¥