وهذا كلّه في حقّ من له دراية ولو بسيطة بعلم التجويد ـ والله أعلم ـ أمّا من لا دراية ولا صلة له بعلم التجويد أصلاً لا من قريب ولا من بعيد فيستحيل التعريف في حقّه بمجر الأمثلة لأنّ جهله للكلّ يقتضي بالضرورة جهله بالبعض والجزء ...
18) بريء من الرداءة: وهو وصف سلبي تغني عنه الأوصاف الإيجابية
19) كمال هيئته: نعم هذا هو المطلوب تحصيله ... فلا يسمى التجويد تجويدا إلاّ إذا بلغ في إتقانه الغاية وفي تحسينه النهاية وسبيل ذلك هو تصحيح التلفظ بالحروف وفقط من حيث تحقيق مخارجها ومراعاة صفاتها ... فإن زيد على ذلك فهو لحن بسبب الإفراط فيه وإن انقص منه فهو لحن كذلك بسبب التفريط فيه.
والقصد أن تصحيح التلفظ بالحروف بإقامة حقّها ومستحقّها هو كمال هيئته وهو الإتقان والإحسان وهو التجويد من غير زيادة ولا نقصان ... فذكر مثل هذه الأوصاف في التعريف فيه كثير من الإعادة والتكرار وشيء من التطويل والاسترسال ...
20) الغاية في الإتقان والإحسان: ينطبق على هذا الوصف والذي بعده نفس الكلام المذكور في العنصر المتقدم
21) من غير زيادة ولا نقصان: تقدّم ......
22) ترتيب الحروف في مراتبها: المقصود بالمراتب ها هنا مخارج الحروف فقد رتّب أهل الاختصاص الحروف العربية باعتبار مخارجها ترتيبا معلوما معروفا لا يكادون يختلفون فيه إلاّ الشيء اليسير ... وقد يقصد بها مراتبها باعتبار ما تعتريها من الصفات اللازمة والعارضة فالحروف باعتبار الاستعلاء مثلاً ليست على مستوىً واحدٍ بل هي مراتب عدّة وكذلك القلقلة والغنّة وهكذا ... وفي تحقيق حقّ الحرف ومستحقّه ترتيب له بالضرورة في مرتبته التي تليق به فلا موجب لذكر مثل هذه الأوصاف ...
23) حدود اللفظ العربي: نعم لأنّ الحروف المقصودة بالتجويد عربية ويجزئ عن هذا الوصف الإشارة في التعريف لمادة علم التجويد وموضوعه وهو الألفاظ القرآنية , وهي أخصّ من الألفاظ العربية وأدقّ في التعريف لأنّ حدود تجويد اللفظ العربي أوسع من حدود تجويد اللفظ القرآني فليس كلّ ما صح من مباحث التجويد عند العرب يصحّ في القرآن كذلك , بل يقتصر في تجويد القرآن الكريم على ما نزل به دون سواه ...
24) المحفوظ من طريق الأئمة القراء: أمّا من الجهة النظرية التقعيدية فهو محفوظ في كتب النحو والقراءة والتجويد وأما من الجهة العملية فهو محفوظ عند علماء القراءة دون سواهم ... ولا أعتقد والله أعلم أنّ مسألة حفظ العلم والحديث عن مصادره ومظانّه ممّا يذكر في التعريف ...
25) يصير ذلك سجية وملكة: التجويد بخلاف كثير من العلوم لا يقتصر فيه على الجانب النظري بل يتعداه للتطبيق فلا يسمى الرجل مجوّداً إذا أحاط بقواعد هذا العلم دون أن يتمكن من تصحيح حروف القرآن الكريم وقراءته قراءة مجوّدة بريئة من اللحن خالية من الخطأ ... ولكي يندرج هذا الوصف المهمّ في التعريف ينبغي ذكر كلمات ومصطلحات متعلقة بالجانب العملي مثل (قراءة الحروف) (إعطاء الحروف) (تحقيق الحروف) بدل الكلمات التي لا تفيد إلاّ العلم النظري كقولنا (معرفة) ...
26) يؤخذ من مشايخ الصناعة والفنّ: هذا الوصف له متعلق بالذي قبله أي بالجانب العملي في فنّ التجويد ولكنه يتناول طريقة تلقيه وأسلوب أخذه وتعلمه ولا أحسب والله أعلم أنّ هذا الوصف ممّا ينبغي ذكره في التعريفات بل إنّ له بابه الخاص به ...
27) تحسين الألفاظ وتجويدها: في تجويد الحروف وتحسينها بتحقيق مخارجها ومراعاة صفاتها تجويد للألفاظ وتحسين لها ...
28) قواعد عامة مطردة: ليس التجويد بالضرورة قواعد عامة بل إنّ بعضها مفردة متعلقة بكلمة دون غيرها ? تامنا? بسورة يوسف على سبيل المثال , وليس التجويد بالضرورة قواعد مطردة بل أكثرها لها مستثنيات وأحرف خرجت عن الأصل ... هذا من جهة ومن جهة أخرى هذا وصف عام لا يتعلق بذات التجويد لا يتعلق بأركانه التي لا يتصور إلاّ بها والمفروض الاقتصار في التعريف على الأوصاف المتعلقة بذات التجويد ولو رُحْنا نتتبع جميع أوصاف العلوم لنضعها في التعريفات لما أمكننا ذلك لأنّ أوصاف الشيء مهما كان لا يمكن الإحاطة بها
¥