تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وصلي عليه بالجامع الأموي بعد جمعتها ودفن بتربة الغرباء بمرج الدحداح.

11 - [1137] (3/ 199 - 200): (عمر بن محمد البصير المصري): عمر بن محمد البصير الشافعي المصري، نزيل حلب، المقرئ المتقن العارف باختلاف القراءات ووجوهها، النحوي الكامل العالم العامل. قدم حلب في سنة خمسة عشر ومائة وألف، فاعتنى به الرجل الخير مصطفى الكردي العمادي، وأنزله في المسجد الذي تحت الساباط في أول زقاق بني الزهرا، ويعرف قديماً بدرب الديلم بالقرب من داره. فكان يقرئ القرآن العظيم في المسجد المذكور، وكان حديث السن، وقد جمع الله فيه المحاسن والكمالات انفرد بحسن الصوت والألحان الشائقة، والعلم التام بتحقيق التجويد ومخارج الحروف، والإتقان وسرعة استحضار عند جمع وجوه القراءات، وطول النفس، لكنه كان ضنيناً بتعليم القراءات السبع لم يقرئ أحداً بذلك وكل من طلب منه الإقراء بغير قراءة حفص يسوفه ويماطله ولا يقرئه. أخبر تلميذه المتقن عمر بن شاهين إمام الرضائية قال: حفظت عليه القرآن العظيم وسني اثنا عشر سنة، والتزمت خدمته، وكنت أقيم أكثر أوقاتي عنده، ويأخذني معه إلى القراءات، وكنت أقوده إلى مكان يريده، وكان يتفرس في النجابة، وبعد القراءة يعلمني الألحان من رسالة كانت عنده ويعلمني كيفية الانتقال من نغم إلى نغم، ويقول: إن ذلك يلزم من كان إماماً وأنت ربما تصير إماماً، وكان يعلمني كيفية قراءة التحقيق والترتيل والتدوير والحدر، والوقف والابتدا، ويباحثني في طول النفس، لأنه كان يدرج ثلاث آيات أو أربعاً من الآيات المتوسطات في نفس واحد، وكان يقرأ آية المداينة في ثلاثة أنفاس من غير إخلال في الحرف ولا في مده، وكان يصلي التراويح إماماً بالمولى الرئيس طه بن طه الحلبي في الرواق الفوقاني من جامع البهرامية، ويقرأ جزءاً من القرآن درجاً صحيحاً يقصر المد المنفصل، والإمام الراتب يصلي في القبلة الصلاة المتعارفة بين أئمة التراويح فكان يسبقه الإمام بالوتر فقط، وكان ذكياً متيقظاً، قال: وجرى لي معه مرة واقعة وذلك أني أتيت يوماً لأقرأ وكنت لم أحفظ ما تلقيته، وألزمني بالقراءة، ولم يكن ثم أحد غيري، فأخرجت مصحفاً صغير الحجم، فظهر له أني أقرأ عن ظهر قلبي فأصغى إليّ هنيهة ثم وثب علي ورمى بنفسه علي وقبض على المصحف من يدي فارتعت وشرع يضربني ويقول يا خبيث تدلس علي وتغش نفسك، فحلفت له أني لم أفعلها إلا هذه المرة فتركني حينئذ فلما سكن روعي قبلت يده وقلت له بحياتك من أين علمت أني أقرأ بالمصحف، فقال: سمعت صوتك يأتي من سقف المحل فعلمت أن في يدك شيئاً يمنع مجيء الصوت مواجهة. ومرة أخرى كنت أذهب معه إلى دور بعض أحبابه وكان في الطريق بالوعة إذا وصلنا إليها أخبره بها فيتخطاها فبعد مدة سترت تلك البالوعة بالطوابق فلما مررت به من ذلك الطريق بعد مدة وصل إلى موضعها وتوقف ثم تخطى قلت له لم تخطيت قال أليس هنا بالوعة قلت بلى كانت ولكنها من مدة زالت انتهى. ثم إنه في آخر عمره ترك الإقراء وخرج من ذلك المسجد واشترى له داراً بالقرب من المحلة الكبرى، وكانت وفاته بحلب في سنة سبع وثلاثين ومائة وألف ودفن بمقبرة العبارة خارج باب الفرج ولم يعقب غير بنت وخلف مالاً كثيراً رحمه الله تعالى.

ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:50 م]ـ

12 - [1148] (3/ 194): (عمر الأرمنازي): عمر بن عبد القادر الشافعي الأرمنازي الأصل الحلبي المولد، المقرئ الفرضي العالم العامل الفاضل الكامل. ولد بحلب في سنة خمس ومائة وألف، وكان والده ورعاً صالحاً وخطيباً وإماماً بجامع قسطل الحرامي بحلب، فنشأ ولده المترجَم وقرأ القرآن على والده، وقرأ الفقه والنحو وعلم الفرائض على جابر بن أحمد الحوراني وعبد اللطيف بن عبد القادر الزوائدي، وبرع في ذلك وقرأ علم الميقات على مصطفى بن منصور الطبيب، وأخذ الحديث عن محمد بن عقيلة المكي حين قدومه إلى حلب، وأخذ العربية والصرف والمعاني والبيان والأصول على عدة شيوخ، وكان رأساً في كتابة الوثائق الشرعية، ثم إن صاحب الترجمة حفظ القرآن العظيم قبل وفاته بعامين أو ثلاثة وحفظ الشاطبية على الأستاذ محمد بن مصطفى البصيري ثم شرح الشاطبية شرحاً مختصرا أسماه "الإشارات العمرية في حل رموز الشاطبية" لكن أعجلته المنية عن إتمامه وتبييضه، فبعد وفاته أتمه وبيضه المتقن عمر بن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير