تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإفراداً؛ لكل راو ختمة، في مدة ستة أشهر، وأجازه الشيخ المذكور بالقراءة والإقراء، وشهد له بالأهلية، ثم في سنة ثمان وأربعين وجهت له وظيفة إمامة الصلوات الجهرية بجامع الوزير عثمان الكائن بحلب المشهور بالرضائية، فباشرها مع بعد داره عن الجامع المذكور وطلب منه محمود الأنطاكي المدرس المذكور أن يقرأ القرآن العظيم في صلوات الصبح على التأليف الشريف، ليسمع العوام الذين لا يقرأون القرآن، جميع القرآن العظيم، وأن يكون كل ختم لراو من رواة الأئمة السبعة، وقال كذا سمعت الأئمة في الحرمين الشريفين يقرأون في الصلوات، وفيه نفع وفائدة فشرع صاحب الترجمة يقرأ في صلاة الصبح كما طلب المدرس المذكور فكان يقرأ في كل سنة ختمتين ونصف ختمة، أو أقل من ذلك، ويُهرَع إليه الناس في صلاة الصبح من محلات بعيدة من الجامع، لحسن صوته وقراءته وطيب ألحانه، مع مراعاة الأحكام، وأتقن كثير من المصلين قراءتهم من السماع، وصار لذلك نفع عظيم، واقتدي بذلك جماعة من أئمة الجوامع، فصاروا يقرؤون القرآن العظيم في صلاة الصبح على التأليف الشريف، ثم إنه بعد صلاة الصبح يجلس في حجرته يقرئ القرآن العظيم لمن يريد القراءة، ولا يرد أحداً سواء كان من أهل البلدة أو من الغرباء، ويحصل له المشقة العظيمة في تعليمه الأتراك وتعديل ألسنتهم في مخارج الحروف والنطق بها، ويزدحمون على الأخذ عنه لأنه يقرر لهم باللغة التركية ما يفهمونه، فلذلك كثر الآخذون عنه من الأتراك، وغيرهم، فلا تخلو بلدة من بلاد الروم من تلميذ له أو تلميذين أو ثلاثة. وفي سنة احدى وستين وجه له الوزير إسمعيل كافل حلب خطابة جامعه الذي أنشأه بمحلة ساحة بزه، واستمر صاحب الترجمة يباشر إمامة جامع الرضائية على الوجه المشروح إلى سنة خمس وسبعين، فاعتراه الضعف الطبيعي والعجز عن المجيء إلى الجامع، فوكل وكيلاً وانقطع في بيته يتلو كتاب الله تعالى ويقرئ من شاء أن يقرأ، لا يغلق دون مستفيد باباً، ولا يخرج إلا إلى الصلاة في المسجد المجاور لبيته بمحلة قسطل الأكراد. وكانت وفاة المترجم بحلب سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف.

29 - [1186] (1/ 12): (إبراهيم الحافظ): إبراهيم بن عباس بن علي الشافعي الدمشقي، شيخ القراء والمجودين بدمشق، الفاضل المقرئ الحافظ الخلوتي الكامل الفرضي الفلكي الصالح التقي، كان له محبة لمن يقرأ عليه، مع رقة الطبع، ودماثة الأخلاق، ولذيذ العشرة. وأما القراءات فإنه كان بها إماماً لم يوجد له نظير في الأقطار الشامية، ولد في سنة عشر ومائة وألف، والله أعلم. ووالده من ملطية. واشتغل بقراءة القرآن، ورباه السيد ذيب الحافظ، وأقرأه واعتنى به كمال الاعتناء، وهو أجلُّ أشياخه، وأخذ القراءات عن الشيخ مصطفى المعروف بالعم المصري نزيل دمشق، وهو عن الشيخ المقري المصري، وهو عن اليمني ... إلى آخر السند، وأخذ القراءات أيضاً عن المنير الدمشقي. وقرأ في بعض العلوم على محمد بن محمود الحبال ومهر وألان الله له مخارج الحروف كما ألان الحديد لداود عليه السلام. وأَمَّ في صلاة اليمانية بالجامع الأموي بعد السيد ذيب الحافظ وكان قبل السيد ذيب في حال شبابه يؤم الناس في اليمانية، ثم اعتراه وسواس في النية فترك الإمامة، ولازمها السيد ذيب، فبعد وفاته عاد لما كان عليه في الأصل، ولازمها إلى أن مات. واستقام على إفادة الطالبين للقراءات، وانتفع به خلق كثير لا يُحصون عدداً من الشام وغيرها. والفقير -ولله الحمد- ختمت عليه مجوداً في حال الصغر، وعمتني دعواته المباركة. وكان له نظم قليل. وكانت وفاته ليلة الثلاثاء رابع محرم سنة ست وثمانين ومائة بعد الألف ودفن بتربة مرج الدحداح بالذهبية رحمه الله تعالى.

30 - [1188] (4/ 275): (يوسف الغزي الشهير بالمقرئ): يوسف بن أحمد بن عثمان الغزي، الشهير بالمقرئ، الشافعي، الشيخ الفاضل الأوحد البارع المفنن، ولد بغزة هاشم في سنة تسع عشرة ومائة وألف، ونشأ بها، وقرأ القرآن العظيم، وبعض المقدمات في النحو والفقه على الشيخ محمد العامري، وفي سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف، رحل إلى بغداد، وقصد الحج فدخل المدينة المنورة وأقام بها ثلاث سنين، وحفظ القرآن وجوده في تسعة وعشرين يوماً، ثم رحل إلى مكة سنة سبع وأربعين ومائة وألف وحج، ثم رجع إلى بلده غزة في سنة تسع وأربعين ولم يمكث بها إلا برهة، وذلك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير