10) محمد بن أحمد بن بضحان بن عين الدولة بدر الدين أبو عبد الله الدمشقي الإمام الأستاذ المجود البارع شيخ مشايخ الإقراء بالشام: ولد سنة ثمان وستين وستمائة، وسمع الحديث وعني بالقراآت سنة تسعين وستمائة وبعدها فقرأ لنافع وابن كثير وأبي عمرو على الرضي بن دبوقا ولابن عامر على الفاضلي ثم جمع عليه للسبعة فمات الفاضلي قبل تمام الختمة فتلا بالسبع على محمد ابن عبد العزيز الدمياطي وإبراهيم بن فلاح الإسكندري ولعاصم على أحمد بن سباع الفزاري وقرأ عليه شرحي السخاوي وأبي شامة ولازمه وأخذ عنه العربية ثم تردد إلى المجد التونسي يبحث عليه في الشاطبية ثم توجه إلى مصر مع من انجفل بعد قازان سنة سبعمائة فأقام بها ست سنين، ثم رجع فتصدر بالجامع الأموي لإقراء العربية فقصده القراء وبعد صيته واشتهر فضله، واتفق أنه أقرأ والحمير لتركبوها بالأدغام لأبي عمرو التزم إخراجه من القصيد فلو عزاه إلى كتاب غير الشاطبية ورأى روايته منه لكان قريباً فقام عليه الشيخ مجد الدين التونسي وهو إذ ذاك شيخ الإقراء بدمشق والشيخ كمال الدين بن الزملكاني وغيرهما واجتمعوا بالقاضي فأخبرني شيخنا شرف الدين أحمد بن الكفري قال أنا كنت مع الشيخ التونسي حين دخل إلى قاضي القضاة ابن صصرى قال فطلب ابن بضحان بحضوري وتكلم معه في ذلك فلم يرجع فمنعه من الإقراء حتى يوافق الجمهور فتألم لذلك وامتنع من الإقراء مطلقاً ولبث مدة ثم أنه أم بمسجد أبي الدرداء بقلعة دمشق فكان الناس يقصدونه لسماع تلاوته وحسن أدائه وتجويده ثم أنه تصدر للإقراء بالجامع عند رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام ورجع عما أخذ عليه فازدحم الخلق عليه وقصده القراء من الآفاق وتنافسوا في الأخذ عنه ولما خلت المشيخة الكبرى بتربة أم الصالح عن الشيخ التونسي وليها من غير طلب منه بل لكونه أعلم أهل البلد بالقراآت عملاً بشرط الواقف، فكان يسكن بقاعته بدرب العجم قريب الحمام ويصلي بالجامع ثم يحضر المشيخة من الظهر إلى العصر في أيام الأشغال ويجلس للإقراء ..... إلخ (غاية النهاية 2/ 57).
11) محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز أبو عبد الله الذهبي الحافظ أستاذ ثقة كبير، ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وعني بالقراآت من صغره فقرأ على الفاضلي فمات قبل أن يكمل الجمع عليه فقرأ ختمة بالجمع على العلم طلحة الدمياطي ورحل إلى بعلبك فقرأ جمعاً على الموفق النصيبي ورحل إلى الإسكندرية فقرأ على سنحون وعلى يحيى بن الصواف بعض القراآت وهما آخر من بقي من أصحاب الصفراوي وقرأ كثيراً من كتب القراآت في السبع والعشر، ولم أعلم أحداً قرأ عليه القراآت كاملاً بل شيخنا الشهاب أحمد بن إبراهيم المنبجي الطحان قرأ عليه القرآن جميعه بقراءة أبي عمرو والبقرة جمعاً وروى عنه الحروف إبراهيم بن أحمد الشامي ومحمد بن أحمد بن اللبان وجماعة وسمع منه الشاطبية يحيى بن أبي بكر البوني وحدث بها عنه في اليمن، وكتب كثيراً وألف وجمع وأحسن في تأليف طبقات القراء، وأضر بأخرة وكان قد ترك القراآت واشتغل بالحديث وأسماء رجاله فبلغت شيوخه في الحديث وغيره ألفاً، توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق. (غاية النهاية 2/ 71).
12) محمد بن إسماعيل أبو بكر المالكي النصيبي إمام مسجد نصيبين يعرف بالغريني، أخذ القراءة عرضاً عن أحمد بن نصر الشذائي، روى القراءة عنه عرضاً علي بن الحسن القرشي، قال الداني: امتنع عن التصدر وأخذ القراءة وكان وافر المعرفة ذا ضبط وفهم ثقة ثبتاً ذكر لي ذلك وكناه وسماه علي بن الحسن القرشي وكان قد قرأ عليه، وقال توفي بعد سنة عشرين وأربعمائة. (غاية النهاية 2/ 102).
يتبع - إن شاء الله تعالى -
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:06 م]ـ
ماذا أردت بهذا يا شيخ ضيف الله؟
يرجى تنزيل هذا الكلام العام على ما نحن فيه.
أعني أن كلامه لا يعترض عليه بكلام الصفدي، فبينهما بون شاسع.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:32 م]ـ
وماذا عن أبي حيان؟؟؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:35 م]ـ
وأين رأى الإمام الذهبيُّ المليجيَّ أو تلاميذه حتى يكون قد استقرأ استقراءً تامًّا؟
لكنَّ أبا حيان قد فعل، والصفدي تلميذ له.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:58 م]ـ
عمومًا فإن ترجمة المليجي في "معرفة القراء الكبار" بتحقيق د. طيار آلتي قولاج تجدها رقم (1051) الجزء الثالث ص 1321.
وليس فيها ما يغض من قدره إلا قول الذهبي عن شيخه التونسي: [أظنه أعرض عنه على قاعدة المغاربة في تركهم الأخذ عمن لا يحكم الفن].
ولا أدري ما هذا الظن، وقد كان أبو حيان أندلسيًّا وتلا على علماء الأندلس قبل مجيئه إلى مصر!
ثم وجدَ الذهبيُّ بخط ابن رافع: ...... .. وأنه كان من أعيان العدول ...
ووردت عبارة تركه الفن في سياق عجيب غير مستقيم، لعلَّ عدم استقامته من التعديلات التي تلاحقت على الكتاب، قال:
[وكان تاركا للفن، ولصحة أخذه حملوا عنه]
أين الاستقراء التام في هذه الترجمة؟
وسبحانَ مَن أحاط بحال الخلق، وهو بهم عليم.
¥