3. تساهم النتائج في إثبات القاعدة، لأن القضية استقرائية، والنتائج التي تحصلت لدينا، وفق قواعدنا المثبتة بالاستقراء، تعزّ على الحصر، مما يجعلها دليلاً لا يسهل نقضه. وفي الوقت الذي يأتي فيه غيرنا بنتائج مماثلة، وفق قواعد أخرى، يكون ذلك أشدّ إعجازاً.
4. يشترط عند اعتماد القاعدة، وعند التدليل عليها، أن يكون الدليل مقنعاً، يقبله العقل ويرضى به. وإليك هذا المثال التوضيحي:
عندما تكون (ما) نافية تحصى كلمة ويحصى ما بعدها كلمة أخرى مثل: (ما لم، ما ليس، ما لكم، وما تدري ... ) ففي هذه الأمثلة تكون (ما) كلمة، وما بعدها كلمة أخرى. وهذا واضح وغير ملتبس. أمّا عندما تكون (ما) استفهامية، فإن الأمر عندها قد يلتبس. والأصل أنْ تحسب (ما) كلمة، وما بعدها كلمة أخرى، ولكن استقراء اللفظة القرآنية يحملنا على اعتبار (ما) الاستفهامية وما بعدها كلمة واحدة، مثل: (مالك؟، مالكم؟، مالي؟ ... ) والذي يدفعنا إلى القول بهذا ما ورد في القرآن الكريم، حيث تكتب عبارة مثل: (ما لهذا الرسول؟) تُكتب في المصحف هكذا: (مال هذا الرسول؟) وتكررَ ذلك في رسم المصحف. وعليه تكون (مال) كلمة، أي (ما) الاستفهامية وما بعدها. وتأتي النتائج العدديّة فتدلل على ذلك. ومن هنا لا مانع من اختلاف الضوابط، لأنّ النتائج كفيلة بحسم الخلاف.
الخاتمة
ستكون هناك محاولات كثيرة غير جادّة وغير مقنعة. وسيكون هناك تكلّف وتمحُّل. وسيبقى هناك إشكالات. وسيبقى هناك معارضون. كل ذلك لا يصرفنا عن الاستمرار في هذا الطريق المبارك، والمقدّمات تبشر بحصاد وفير.
إنّ ضعف وركاكة أدلة المعترضين تزيدنا قناعة بسلامة وصحة المسلك. وكم نتمنى أن يحظى الإعجاز العددي بتقييم العلماء الجادّين، الذين يمتلكون الفهم والمنهجية السّوية، والرغبة في الوصول إلى الحقيقة، والصدق في النصيحة. ونحن في مركز نون على استعداد لمحاورة كل المخلصين، من أجل الوصول إلى الحقيقة، ومن أجل إيمان يستند إلى الحقيقة.
عنواننا هو: [email protected]
www.noon-cqs.org
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[13 Jun 2003, 03:44 ص]ـ
وهذه مقالة أخرى في هذه القضية للدكتور خالد السبت
بسم الله الرحمن الرحيم
المُعْجِزَةُ المَزْعُومَةُ فِي أَحْدَاثِ بُرْجَيِّ التِّجَارَةِ العَالَمِي فِي إمريكا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فقد كثُر السؤال عن ورقة تداولها الناس، كما نُشر مضمونها في " الشبكة العنكبوتية "، وحاصلها الربط بين آية من سورة براءة وبين ما حدث لبرجي التجارة في إمريكا.
ومع تهافت محتوى تلك الورقة في ميزان العلم الصحيح إلا أن كثيرا من الناس اغتروا بها، واعتبروا ذلك من أدلة إعجاز القرآن حيث أخبر عن هذا الأمر قبل وقوعه بما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمان!! وفي آخر الورقة حثٌ على تصويرها ونشرها!
وقد عجبت من جُرأة كاتبها على الله وعلى كتابه، والله يقول: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ". [الأعراف: 33]، وقال: " وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". [يونس: 60]، وقال: " قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ". [يونس: 69]، وقال: " إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ". [النحل: 105].
ولما كان إيمان السلف رضي الله عنهم وافراً، وعلومهم راسخة اشتد تحرجهم من القول على الله بلا علم، وكانوا أبعد الناس عن التكلف، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ على المنبر: " وَفَاكِهَةً وَأَبًّا " [عبس: 31] فقال: هذه الفاكهة عرفناها فما الأبُّ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر! (1).
¥