تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سُورة الحَفد وسُورة الخَلْع: هل هما فعلا قرآن؟

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[03 Apr 2007, 07:09 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فى أحد المواقع النصرانية البَلْهاء التى تظن أن بمستطاعها إحداث ضجة حول صحة الإسلام وفتنة المسلمين واجتيالهم عن دينهم إلى ما عندهم من تخلف عقلى، وما أكثر هذه المواقع كثرة الواغش فى الأجساد والأسمال القذرة التى لا تعرف النظافة ولا الطهارة، قرأت ما يلى عن السورتين المذكورتين فى عنوان هذه الدراسة: "هذه السورتان كانت في مصحف أبي بن كعب، ولكننا لا نجدهم في مصاحف أيامنا هذه: سورة "الحَفْد": "اللهم إياك نعيد* ولك نصلى ونسجد* وإليك نسعى ونَحْفِد* نرجو رحمتك ونخشى عذابك* إن عذابك بالكفار ملحق"- سورة "الخَلْع: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك* ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك* ونخلع ونترك من يَفْجُرك".نترك لك التقييم".

وبعد أن قرأت ما كتبوه كتبتُ ما تقرأون. ونبدأ بالصلاة على النبىّ المصطفى ثم نقول للقارئ الكريم: انظر إلى هؤلاء الحمقى وغبائهم وجهلهم باللغة العربية التى يتصدَّوْن للتشكيك فى كتابها الأول والأخير بجرأة منقطعة النظير لا يقدم عليها إلا الأوباش الأغبياء، وكيف يتبدى هذا الجهل والغباء فى السطرين السابقين اللذين ارتكبوا فيهما على قصرهما الشديد أخطاء مرعبة يمكن حتى القارئ العادى الذى لا يهتم بالنحو والصرف أن يعرفها إذا قارن بين ما كتبه الأوباش وما نكتبه نحن الآن: "هاتان السورتان كانتا فى مصحف أُبَىّ، ولكننا لا نجدهما فى مصاحف أيامنا هذه"، ودعنا من التشكيل الأعته لكلمات النصين، ودعنا قبل ذلك من ركاكة الكلام وفهاهته التى تدل على ركاكة العقل والخلق والذوق!

أما قولهم للقراء: "نترك لكم التقييم" فنرد عليه بقولنا: حسن أنكم يا أوباش قد تركتم لنا التقويم، فمثلكم فى جهلكم وغبائكم لتشبهون الثور الأحمق الذى لا يتعامل مع التحف الرقيقة إلا بقرونه وأظلافه، فأنتم فى الواقع قد حُرِمْتُم العقل، ووُهِبْتم مكانه قرونا وأظلافا وذيلا ومخا ثيرانيا غليظا. ومن أول نظرة نقول، ونحن موقنون بصحة ما نقول، إن هذه السطور لا تمتّ بأية وشيجة للقرآن الكريم إلا كما يمتّ الفُجْل للتفاح مثلا، فالمنطق العقلى والتاريخى والنفسى لا يقبلها بتاتا، كما أن الروايات التى يعتمد عليها أولئك الأغبياء الذين يطيرون فرحا بكل شىء دون عقل أو فهم ترفض هى نفسها مثل هذا الزعم حسبما سنبين بعد قليل. علاوة على أن الأسلوب فى هذين النصين ليس هو الأسلوب القرآنى، ولا اللفتات هى اللفتات، ولا الروح هى الروح. وإلى القارئ البيان:

ونبدأ بالروايات التى يعتمد عليها الحمقى الذين لا يفقهون، بل يرددون ما يقرأون دون فهم أو منطق، لأنهم فى الواقع والحقيقة لا يستطيعون إعمال عقولهم، إن كانت لهم مثل تلك العقول أصلا. ولقد فتشت عن تينك السورتين فى كتب الحديث التسعة الرئيسية: البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأبى داود وابن ماجة والدارمى ومسند أحمد وموطأ مالك، فلم أجدهما، مما يدل على أن أمرهما من ناحية الرواية لا قيمة له أيضا. وأذكر أننى وأنا صغير كنت أحفظهما على أنهما من القنوت ليس إلا. والحق أنهما لا يمكن أن يكونا شيئا آخر سوى هذا. ولا أظن أنهما كانا فى مصحف أُبَىّ بن كعب أو غيره، إذ لا يُعْقَل أن ينفرد أحد الصحابة دونهم جميعا بإثبات سورتين لا يعرفهما سائر المسلمين، وبخاصة إذا علمنا أن جمع القرآن كان يعتمد على أن يكون هناك شاهدان من الصحابة لكل نص، علاوة على مظاهرة الكتابة عندذاك للذاكرة. فهل يعقل أن يستمر أُبَىٌّ أو غير أُبَىٍّ رغم ذلك على التمسك بظنه هو وحده بكون هذين النصين سورتبن قرآنيتين ويهمل آراء سائر الصحابة؟ وهذا لو كان للرواية وجه، وهو ما لا أظنه أبدا! أما إيراد بعض علمائنا القدامى لمثل تلك الروايات فهو إن دل على شىء فإنما يدل على أنهم كانوا لا يتحرجون فى أمور العلم والبحث، بل كانوا يوردون كل شىء يصلهم، عارفين أن العقل الإسلامى قادر على تمحيصه وإنزاله منزله الصحيح. لقد كانوا فى الواقع أوفياء لمنهج الحياد فكانوا يثبتون كل ما يقع لهم دون خشية، وإن لم نشاطرهم موقفهم ذلك رغم كل شىء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير