[معنى لفظة علقة]
ـ[قتادة السكندرى]ــــــــ[09 Mar 2006, 03:13 م]ـ
جاء فى حديث القرآن عن أطوار خلق الإنسان لفظة (علقة) و قد فسرها كل من قرأت له من المفسرين المتقدمين و المتأخرين بأنها دم أو دم جامد و نحو ذلك ...
إلا أننى كنت قد قرأت لموريس بوكاى و هو طبيب فرنسى دخل فى الإسلام أنه لا يوجد فى أطوار الجنين طور الدم الجامد و لكنه فسرها بتعلق النطفة (على ما أذكر) فى جدار الرحم
فأى التفسيرين هو الصحيح؟
و هذا يقود إلى سؤال آخر و هو هل إذا اتفقت أقوال السلف أو أكثرهم على تفسير معين فينبغى قبوله حتى و لو تعارض مع الحقائق المكتشفة؟
و من ذلك أيضا تفسير بعض السلف لقوله تعالى (فوجدها تغرب فى عين حمئة) بأن الشمس تغرب فى عين ذات حمأة وهي الطين الأسود و إن كان قد و قع خلاف بينهم فى ذلك و لكن هذا أيضاً يخالف الحقائق
فما هو الصواب أفادكم الله
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[10 Mar 2006, 11:31 ص]ـ
أرجو التحويل إلى ملتقى الانتصار
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[10 Mar 2006, 12:16 م]ـ
أولاً:
السادة المفسرون والحقائق العلمية:
السؤال: هل يخالف السلف بعض الحقائق العلمية؟
الجواب بسؤال: هل السلف بشر يخطئون؟
السؤال: هل يوجد في القرآن الكريم ما يخالف الحقائق العلمية؟
الجواب:
لا توجد حقيقة علمية قطعية خالفت نصاً صريحاً في القرآن الكريم، والتحدي قائم.
الثاني: لا ينبغي جعل (النظرية) العلمية (حقيقة) علمية.
وأضرب على هذا مثلاً ..
كانت أقوى النظريات العلمية (بدرجة ما يسميه بعضهم: حقيقة علمية) حول نشوء الجنين هي نظرية الجنين القزم، كما تنبت الشجرة الصغيرة إلى أن تكبر. وتنازَعَ في شأنها العلماء: هل الإنسان يوجد كاملاً في الحيوان المنوي للرجل، أم كاملاً في دم حيض المرأة بعدَ أن ينعقد بسبب ماء الرجل؟
فبحسب الأولى: الجنين يكون جاهزاً في الحيوان المنوي، ولكنه صغير الحجم، لا ينمو إلا في تربة خصبة (الرحم).
أما الثانية: الجنين يتخلق من دم الحيض، ثم يقوم المني بعقده. كما تفعل الأنفحة بالحليب (اللبن)، فتعقده وتحوله إلى جبن .. فليس للمني دور، سوى أنه ساعد كمساعدة الأنفحة للحليب في صنع الجبن (التخثير كالجبن).
ولم يقل أحد من علماء الغرب الموثوق بعلمهم، إن الجنين ناتج عن التقاء الحيوان المنوي للرجل مع بويضة المرأة قبل سنة 1775م. وتم تأكيد هذه النظرية في بداية القرن العشرين عند اكتشاف الكروموسومات.
بينما القرآن الكريم سبق إلى تقرير ذلك، بأن أكد أن الجنين يتكون بسبب النطفة الأمشاج (المختلطة) بين نطفة الرجل، وبويضة المرأة. قال تعالى: " إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " [الإنسان: 2]. وبيَّن أنه ينتقل من طَور إلى طَور: " مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا " [نوح: 13، 14]. ولم يكن جنيناً قزماً كما اشتهر في الزمن الماضي، خاصة وقت نزول القرآن الكريم وبعده بمئات السنين.
لقد كانت نظرية (الجنين القزم) راسخة كأنها حقيقة ثابتة لا جدال فيها. وهذا لم يمنع العلماء الأكارم من تقديم النص القرآني عليها. قال ابن حجر في مقدمة شرحه لكتاب القدر في صحيح البخاري: " وزعم كثير من أهل التشريح: أن مني الرجل لا أثر له في الولد، إلا في عقده. وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تُبطِلُ ذلك ". انظر: فتح الباري11/ 480.
وقال ابن القيم: " الجنين يُخلق من ماء الرجل وماء المرأة، خلافاً لمن يزعم من الطبائعيين، أنه إنما يخلق من ماء الرجل وحده ". انظر: تحفة المودود، ص 272.
وقال القرطبي: " بَيَّنَ الله تعالى في هذه الآية [يقصد قوله تعالى في سور الحجرات: " إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ (13) "] أنه خلق الخلق من الذكر والأنثى .. وقد ذهب قوم من الأوائل، إلى أن الجنين إنما يكون من ماء الرجل وحده، ويتربى في رحم الأم ويستمد من الدم الذي يكون فيه .. والصحيح: أن الخلق إنما يكون من ماء الرجل والمرأة؛ لهذه الآية، فإنها نصٌّ لا يحتمل التأويل ". انظر: الجامع لأحكام القرآن 16/ 342.
¥