تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإستشراق والإعجاز في القرآن الكريم للدكتور علي النملة]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 07:19 ص]ـ

الإستشراق والإعجاز في القرآن الكريم [1/ 2]

د. علي بن إبراهيم النملة (*) 26/ 3/1428

14/ 04/2007

- المدخل

- نقل المعلومة الشرعية

- العناية بكتاب الله تعالى

- الدافع لترجمة معاني القرآن

المدخل:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محَمَّد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه,

وبعد:

فهذه وقفات حول النقد الذاتي للاستشراق, تتمحور حول نظرات الأوائل من المستشرقين حول القرآن الكريم, من حيث كونُه كلامَ الله تعالى, منزَّلاً على رسوله محَمَّد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-, من خلال وسيلة هي جبريل –عليه السلام-, ومحاولات طلائع المستشرقين إنكار أنْ يكونَ القرآن الكريم كتابًا منزَّلاً من عند الله تعالى, ومن ثمَّ إنكار أنْ يشتمل على أيِّ نوع من أنواع الإعجاز, بالإضافة إلى الادِّعاء بأنَّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد استعان, في "تأليف" هذا الكتاب المجيد, ببعض معاصريه من أهل الكتاب. وسعى هذا البحثُ إلى التركيز على ردِّ المستشرقين على المستشرقين, فيما يمكن أنْ يدخُل في مفهوم النقد الذاتي للاستشراق.

تأتي هذه الوقفاتُ استجابةً لدعوةٍٍ كريمةٍ مشكورة من الأستاذ الدكتور محَمَّد عبدالرحيم محَمَّد عميد كلِّية دار العلوم بجامعة المنيا بجمهورية مصر العربية, رئيس المؤتمر الدولي الثالث عن العلوم الإسلامية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنَّة بين التراث والمعاصرة, الذي يُعقد في رحاب جامعة المنيا, كلِّية دار العلوم.

آمل أنْ أكون قد وفِّقت في إثارة هذا الموضوع, بما يفتح المجال إلى مزيد من التركيز, من قبَل الباحثين العرب والمسلمين, على نظرة المستشرقين المعاصرين لأسلافهم من طلائع المستشرقين, في مواقفهم من الإسلام والقرآن الكريم والسنَّة النبوية الشريفة, وما طرأ على هذه النظرة من تطوُّر أملته الحالة الثقافية المعولمة, التي برزت في الزمن المعاصر, دون اللجوء إلى التعميم في الأحكام, الإيجابية أو السلبية, على الاستشراق, وبما يكْفُل قدرًا من الإنصاف والاعتدال, في ضوء هذا التلاقُح الثقافي والحضاري بين الأمم, مما يستدعي قدرًا غيرَ مستهانٍ به من التسامُح والعدل في الأحكام العلمية وصنوف التعامُل الأخرى.

نقل المعلومة الشرعية

من وسائل نشر المعلومة الشرعية نقلُها لغويًا, من اللغة العربية إلى لغات أخرى, يتحدَّثها من لا يتحدَّثون العربية, من المنتمين للإسلام، ومن غير المنتمين إلى الإسلام. وتسمَّى هذه الوسيلة بالنقل والترجمة (1).

وأوَّل ما يتبادر إلى الذهن في مسألة ترجمة المعلومة الشرعية ترجمة معاني القرآن الكريم من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى (2).

القرآن الكريم كلامُ الله تعالى, المنزَّلُ من عنده, بواسطة جبريل –عليه السلام- إلى محَمَّد بن عبدالله-صلى الله عليه وسلم- النبيِّ الأمِّيِّ, لا يرقى إليه كلامُ المخلوقين, من حيث الصياغةُ والمعنى والمدلولُ والديمومةُ، وفيه ألفاظ ودلالات لا مقابلَ لها في اللغات الأخرى, ولا تتهيَّأ ترجمته إلى أيِّ لغة أخرى ترجمةً حرفية غير ميسورة, مهما قامت المحاولات, قديمًا وحديثًا, ولذا كانت هناك محاولات للتعامُل مع هذه الاستحالة بتفسير القرآن الكريم بلغات أخرى, كما اصطلح المسلمون على محاولات الترجمة, خروجًا من هذا الحرج, بأنَّها تعامُلٌ مع المعنى (3).

من سمات الإعجاز في القرآن الكريم إعجازه العلمي, بالمفهوم العلمي العام الذي لا يقتصر على العلوم التطبيقية والبحتة, إذ لا بُدَّ من التوكيد على توسيع رقعة المفهوم العلمي, من حيث كونُه إعجازًا قرآنيًا ليشمل السمات العلمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية والتربوية, التي جاءت إشارات لها في كتاب الله تعالى, دون الاقتصار فقط على العلوم التطبيقية (التجريبية) والبحتة.

يختلف التفسير العلمي للقرآن الكريم عن الإعجاز العلمي لكتاب الله, إذ إنَّ التفسير العلمي «هو الكشف عن معاني الآية في ضوء ما ترجَّحت صحَّته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي: فهو إخبار القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرًا, وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول –صلى الله عليه وسلم-» (4).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير