تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما تعليق المتخصصين الفضلاء على هذا المقال بعنوان (العَجَزَة) للدكتور حمزة المزيني؟

ـ[فهد الناصر]ــــــــ[10 Aug 2005, 02:52 م]ـ

منذ مدة اطلعت على هذا المقال في جريدة الوطن السعودية بعنوان (العجزة) - ج عاجز - للدكتور حمزة بن قبلان المزيني حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية. وفي ذهني منذ قرأته أن أسأل المتخصصين الفضلاء في هذا الملتقى العلمي الرائع عن ما اشتمل عليه هذا المقال من رأي قد يوافق الكاتب عليه وقد يختلف معه، لكن المقصود في النهاية هو الفائدة العلمية المرجوة من ذلك. وأرجو أن أقرأ رأي الدكتور مساعد الطيار والدكتور عبدالرحمن الشهري وفقهما الله في هذا المقال إن اتسع وقتهما لذلك. ودونكم المقال مع مصدره.

العَجَزَة

الكاتب: أ. د.حمزة بن قبلان المزيني

من الظواهر البارزة التي صاحبت ما يسمى بـ"الصحوة" في الثلاثين سنة الماضية ظاهرة الاهتمام بما يسمى بـ"الإعجاز العلمي في القرآن"، و"الإعجاز العلمي في السنة النبوية"، بعد ذلك. وهي التي يزعم المهتمون بها أن القرآن الكريم يتضمن هو والسنة النبوية المطهرة إشارات واضحة إلى الاكتشافات العلمية التي أنجزت في إطار الجهود العلمية المعاصرة.

ولا أريد هنا تكرار ما سبقني إليه كثيرون من الإشارة إلى خطر القول بالتوافق بين بعض الإِشارات في القرآن الكريم والسنة النبوية للظواهر الكونية وبين النظريات العلمية المعاصرة. ذلك أن العلم بطبيعته متغير دائما وهو ما يمكن أن يجعل النصين الكريمين عرضة للتلعب بسبب هذا التغير الحتمي.

أما ما أريد الإشارة إليه فهو أن المهتمين بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لا يَذكرون لقرائهم وسامعيهم أن لزعم التوافق بين الاكتشافات والنظريات العلمية المعاصرة والقرآن الكريم والسنة النبوية ما يماثله في الديانات الأخرى.

وربما كان الجهل بهذه الحقيقة هو السبب الذي يجعل هؤلاء يُغفلون الإشارة إليها، وهذا احتمال بعيد؛ ذلك أن كثيرا من هؤلاء يقرأون باللغة الإنجليزية، في الأقل، وهي التي كُتب بها كثير من الكتب والمقالات عن هذه الظاهرة في مختلف الأديان. أما السبب الأكثر احتمالا فهو شعورهم بأن هذه الإشارة تضعف، بل تقضي، على هذا الزعم. ذلك أن ما كُتب عن هذه الظاهرة في الأديان الأخرى يبيِّن أنها زعم باطل.

وأود هنا أن أورد بعض ما كُتب عن هذه الظاهرة في الأديان الأخرى لكي نتبين أن هذا الزعم لا يعدو أن يكون نتيجة للتنافس العظيم بين هذه الأديان في العصر الحاضر على المكانة وعلى استقطاب المؤمنين بها حتى لا يخرجوا عنها. وربما يكون كذلك نتيجة لتهديد العلم المعاصر لبعض التفسيرات التقليدية القديمة لبعض الظواهر الكونية التي لُبِّست لبوسا دينيا. لهذا يأتي هذا الزعم بقصد الحفاظ على النظرة القديمة التي تقول بأنه يمكن تفسير هذه الظواهر من خلال النصوص الدينية.

وليس هذا الزعم مقصورا على الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام؛ فهو موجود في الديانات غير السماوية كذلك، ومنها، مثلا، البوذية التي ذكر أحد علماء الفيزياء المشهورين، في مقال نشره في سنة 1989 أن هناك أكثر من ستين كتابا تزعم كلها أنها اكتشفت توافقا واضحا بين النصوص البوذية المقدسة والاكتشافات والنظريات العلمية المعاصرة.

أما في المسيحية فيكفي أن تبحث في شبكة المعلومات لتجد مئات المواقع التي تهتم بتأكيد الزعم بالتوافق بين الكتاب المقدس والاكتشافات والنظريات العلمية المعاصرة. ومن أوضح الأمثلة على هذا المنحى تلك الجهود التي يقوم بها بعض الناشطين المسيحيين لتفسير نشأة الكون وأصل الإنسان وتطورهما انطلاقا من نصوص الكتاب المقدس في مقابل النظريات الفيزيائية والأحيائية التي تقول بنشأتهما وتطورهما بكيفيات لا تنطلق من المعتقدات الدينية في الكتاب المقدس. ويكفي أن تبحث عن "نظرية الخلق العلمية" Scientific Creationism و"التصميم الذكي" Intelligent design لكي تتبين مدى التلعب بالنظريات العلمية وتشويهها بحثا عن هذا التوافق.

وكذلك الأمر في اليهودية؛ فهناك عدد كبير من الناشطين الذين يزعمون أن التوراة تتضمن إشارات واضحة إلى المنجزات العلمية المعاصرة، وهو ما يعني سبقها لها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير