تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف؟]

ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[04 Jul 2006, 01:43 ص]ـ

[هل الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف؟]

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن كتبت مقالا مختصرا حول مفهوم الصراط في القرآن الكريم رأيت بعض التعليقات المتصلة بمفهوم الصراط، ومن هذه التعليقات تحديد كيفية الصراط، فرأيت نظرا لطول المقال أن أفرد له عنوان مستقل، كما اني اطمع من وراء ذلك أن يمدني بالتصويب من يرى في كلامي مجانبة للصواب، فأقول مستعينا بالله تعالى:

أولا: علينا أن ننزل الناس منازلهم، ولا خير فينا إنْ لم نعرف مكانة أسلافنا، كما لاخير فينا أن غمطنا الناس حقهم، والعلماء منازلهم، ومن هنا لا أرى على صواب من ينقص من مكانة ابن الجوزي إلى حد انه أصبح الكتاب مشتملا على" التحريف، والتأويل، والتعطيل، والتفويض. والكتاب جملة: ظلمات بعضها " كما ينقل الأخ العبيدي عن المحدث سليمان العلوان ".

ولا ادري لماذا وصف الشيخ سلمان العلوان بالمحدث؟ وليس هذا تنقيصا معاذ الله، ولكن إن كان المقياس هو كونه محدثا، فابن الجوزي قولا واحدا ليس أقل مرتبة منه مع تجاوزنا لبعض التشدد الذي أبداه رحمه الله في بعض كتبه.

ثانيا:بالنسبة لكون الصراط أحد من السيف وأدق من الشعر لم يثبت هذا الوصف في حديث صحيح أو حسن حسب ما بان لي، ومن رأى غير ذلك فليبين لي مع شكري الجزيل له، وزيادة في تأكيد المسألة ها أنا أعرض خلاصة ما توصلت إليه في هذا الجانب.

ما ذكر من وصفٍ عن الصراط لا يتجاوز- من ناحية ثبوت الوصف- هذين الحديثين‹ 1›:

1 - قوله ? " فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنْ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ، مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ،هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُخْرِجُونَهُمْ .. " ‹ 2›

2 - قوله ? " وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ، قَالَ [حذيفة بن اليمان] قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ،ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ،وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ، يَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا قَالَ،وَفِي حَافَتَيْ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ،فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ،وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ «‹3 ›.

هذا هو الصراط، وهذه أوصافه حسب ما ذكر عنه في الروايات الصحيحة بميزان أهل السنة، أما ما زاد عن ذلك من كونه"أدق من الشعر وأحد من السيف"فلم يرد في حديث صحيح، وصحة الحديث شرط أساسي للإيمان بهذا الوصف، مادام لم يذكر في القرآن الكريم؛ إذ الأمور الغيبية متوقفة على الخبر، لأنه المسلك الوحيد للإيمان بها.

وعندما نرجع إلى هذا الوصف "أدق من الشعر وأحد من السيف"نجد أنه ذكر مرة موقوفا ومرات مرفوعا بأسانيد لم تخلو من وهن.

الرواية الموقوفة:

هذه الرواية وردت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ولم يرفعها إلى النبي ?،وفي هذا يقول أبو سعيد بعد أن ساق حديثا طويلا في الرؤية والصراط» بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ ?‹ ›4 ولم يذكر من أين بلغته هذه الزيادة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير