[خطورة ما يسمى بالنص المفتوح وعلاقته بتفسير القرآن الكريم]
ـ[المستعين بالله]ــــــــ[15 Apr 2004, 05:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أود أن ألفت انتباه الاخوة المشاركين في ملتقى التفسير إلى أهمية الوقوف في وجه أدعياء التفسير الحديث المسمى بالنص المفتوح والاعتماد على زمان ومكان النص وكيف حاولوا بخبثهم ومكرهم تطبيق هذه النظرية الفاسدة على كتاب ربنا سبحانه وتعالى
فأرجوا من كل أخ عنده اطلاع على هذه النظرية أن يزودنا بمراجع تعين على فهم هذه النظرية ومراجع أخرى فندت هذه النظرية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2004, 06:32 م]ـ
النص المفتوح
هذا المصطلح من المصطلحات النقدية في الأدب الحديث، وقد تعرض لتعريفه مؤلفا كتاب (دليل الناقد الأدبي): وذكرا أنه من وضع امبيرتو إيكو، وأنه حاول أن يشيع مصطلح النص المغلق والنص المفتوح في الأدب، ولكنه لم ينجح في ذلك بشكل واضح.
وقد ذكرا أن النص المغلق عنده هو النص الذي ينفتح على كل احتمالات التفسير، أي يقبل كل تأويل محتمل.
بينما النص المفتوح هو النص الذي سعى مؤلفه إلى تمثل دور القارئ أثناء كتابته للنص، وبالتالي فهو نص يبيح التأويل والتفسير ضمن حدود نصية معينة ومفروضة، والتأويلات التي يتعرض لها هذا النص مجرد أصداء لبعضها البعض، على عكس الاستجابات التي يستثيرها النص المغلق.
يقول إيكو: (إنك لا تستطيع استخدام النص المفتوح كما تشاء، وإنما فقط كما يشاء النص لك أن تستخدمه، فالنص المفتوح مهما كان مفتوحاً لا يقبل أي تأويل).
وقد كثرت المصنفات النقدية التي تستوحي النظريات النقدية الغربية وتدعو لتطبيقها على التراث الإسلامي العربي بشكل ملفت للنظر، ولا تزال هذه الدعوات تلقى رواجاً كبيراً، ويتبناها عدد من الباحثين، وهي تأتي في ثياب النقد الأدبي، والآن النقد الثقافي، والحداثة الفكرية ونحو ذلك من الطروحات التي يجد الباحث في العلوم الشرعية صعوبة بالغةً - وأنا أتحدث عن نفسي – وهو يحاول فك رموز هذه النظريات النقدية، التي تنطلق من منطلقات عقدية تكون غالباً يهودية أو متأثرة باليهودية، بينما يصر المروجون لمثل هذه المصطلحات أنها ليست كذلك. وأنها من الحكمة التي هي ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها، بينما يرى من يرفض هذه النظريات أنها ليست من الحكمة في شيء، وأنها تمثل تبعية فكرية مقيتة للغرب النصراني والوثني واليهودي.
وقد كثرت المصطلحات التي تحمل مضامين غامضة يختلف حولها النقاد من مثل (النص المفتوح) وغيره، وفي رأيي أن الدراسات التي تشرح الموقف الصحيح من مثل هذه المصطلحات بطريقة سهلة ميسرة وعميقة لا تزال تشكو من العوز والقلة، ولا تزال الحاجة ماسة لمثل هذه المؤلفات، مع تقديرنا لكل الجهود المبذولة من المخلصين وفقهم الله وسددهم.
وأضيف أن دراستها بعمق أكثر يحتاج إلى عمق علمي وتخصص في اللغات الغربية التي كتبت بها أكثر الدراسات والنظريات كالانجليزية الأدبية والفرنسية والروسية والإيطالية وغيرها. وأن الباحثين الذين كتبوا الدراسات في نقد هذه المصطلحات في غالبهم قد اعتمدوا على الترجمات وهذا على أنه قد يؤدي الغرض لكن تبقى القراءة بالنصوص الأصلية أعمق، وتتيح للباحثين معرفة الحقيقة بشكل متكامل، علماً أن قراءة النظريات وما دار حولها بلغتها الأصلية هي فوق أنها قراءة للنظرية هي قراءة للفكر الذي كتبت به هذه النظرية، فإن اللغات أوعية للعقائد والثقافات كما هو معلوم. ولذلك نجح الدكتور عبدالوهاب المسيري وفقه الله في قراءة الثقافة الغربية واليهودية ودراستها دراسة متأنية واعية أثمرت عدداً من المصنفات التي تعد من أدق وأعمق المؤلفات في اليهود واليهودية، والثقافة الغربية بصفة عامة، وذلك لإجادته للغات التي كتبت بها هذه النظريات، وانطلاقه لقراءة هذه الثقافات بلغاتها الأصلية. ولذلك رأيت أحد الحداثيين يسخر من أحد طلاب العلم الباحثين الذين كتبوا في الرد على الحداثة بأنه تقليدي لم ير جامعات الغرب ولم يدرس لغة أجنبية قط! وعندما رفض أحد الباحثين الذين درسوا في الغرب مثله ما جاءوا به من النظريات الغربية باسم الحداثة سخر منه و قال إنه تقليدي لا يفهم!
¥