[الموضوع الأول:مقدمة تأصيلية لعلم الانتصار للقرآن]
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Feb 2006, 04:37 م]ـ
أنزل الله كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم , وتكفل بحفظه بقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ". ومنذ نزوله لم يسلم من الطعن في مُبلِّغه , أوالتشكيك بمصدره , من اتهام بالسحر والكهانة والشعر ,تكفل القرآن بالرد عليها في حينه , ثم توارث الحاقدون راية الطعن من آبائهم الجاهليين , فزينوها وزخرفوها بلسان عصرهم , مستخدمين ما جدّ من معارف وعلوم , ومصداقاً للوعد الإلهي بحفظ كتابه هيئ الله علماء من أمة الإسلام , فبيّنوا عوارها وتهافتها , وردوها على أصحابها ,وظل هذا القرآن نقياً خالصاً بحمد الله يقرأه المسلمون كما أُنزل.
فهل توقف الحد عند هذا , كلا بل ما زال أحفاد الجاهليين الأوليين يتوارثون علوم آبائهم , يزخرفوها ويلبسوها أقنعة جديدة , تحقيقاً لسنة الله الباقية في المدافعة بين أهل الحق والباطل إلى قيام الساعة , لتنبري لهم طائفة من أمة الإسلام مدافعين عن كتاب ربهم في جهود تذكر فتشكر.
واستمراراً لهذه الجهود رأينا تخصيص هذه الزاوية , لكتابة الجانب التأصيلي لهذا الموضوع , مع التأكيد على أن تكون المشاركة متكاملة وموثقة شكر الله لكم جميعاً جهودكم.
ولنبدأ بمشاركة نافعة ماتعة للأخ الفاضل عبد الرحيم , وفقه الله.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[25 Feb 2006, 11:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نحو إنشاء علم جديد من علوم القرآن الكريم (علم الانتصار للقرآن الكريم)
مقدمة
يُعد القرآن الكريم ـ معجزةُ الله جل جلاله الخالدة ـ أساسَ عقيدة وشريعة المسلمين، ودستور نظام حياتهم. كما تميز بأنه الكتاب السماوي الوحيد الذي يحمل معه الدليل على إلهية مصدره، هذا الدليل المتمثل بالإعجاز القرآني بمختلف وجوهه.
ومن بديع إعجاز القرآن الكريم، أنه لا تنقضي عجائبه، ولا يخلَق من كثرة الترداد، ولا يمل منه القارئ والسامع والباحث .. فلا يزداد القارئ إلا حباً لمزيد القراءة، والسامع إلا طلباً لمزيد السمع، والباحث إلا شغفاً لتكرار البحث والدراسة.
ومن يريد إثبات خطأ عقيدة المسلمين وشريعتهم ونظام حياتهم، يُخضِع القرآن الكريم إلى النقد بهدف الطعن في قطعية ثبوت مصدره، وسلامة محتواه من الخطأ والتناقض، وأسلوبه من الخطأ والزلل. ببذل جهد جبار منظم مستعيناً بخبرات مختلف علماء التاريخ والآثار واللغات والعلوم الطبيعية .. لإثبات وجود مختلف الأخطاء التاريخية والعلمية واللغوية .. وغيرها؛ لهذا تم إنشاء عدد كبير من مراكز البحوث والدراسات التي تتكامل فيها جهود الناقدين للقرآن الكريم، بمختلف تخصصاتهم وأهدافهم وجنسياتهم.
ولما كانت جهود نقد القرآن الكريم ـ بهدف بيان أخطائه ـ منظمة لها مؤسسات تُعنى بها وتدعمها بكل ما تطلب من دعم مادي ومعنوي .. كان لزاماً وواجباً مطلوباً من الغيورين عليه، السير بمنهجية علمية منظمة لمواجهة ما يوجه إلى دستور حياتهم من طعون، كما هو حق للقرآن الكريم على كل مسلم يستنير بنوره.
من هنا تأتي هذه الدراسة لتبين الحاجة إلى تأسيس علم خاص بالانتصار للقرآن الكريم، لبيان الرد العلمي الصحيح للشبهات المثارة حوله من حيث تأكيد إلهية مصدره، وسلامته من التحريف والخطأ والتناقض.
وقبل الحديث عن تعريف هذا العلم، ومحددات موضوعاته، وبيان أهميته وشرفه، ينبغي عرض لمحة تاريخية عن تاريخ الطعون حول القرآن الكريم، وجهود علماء المسلمين في ردها.
إثارة الشبهات حول القرآن الكريم، والانتصاف منها / لمحة تاريخية
لما علِمَ المشركون ما للقرآن الكريم من إعجاز بياني تأثيري في كل من يستمع إليه ويتدبره، تنادوا فيما بينهم: " لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " [فصلت: 26].
¥