تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معيار لضعف الوعي عند القوم]

ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[14 Mar 2006, 03:24 م]ـ

[الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معيار لضعف الوعي عند القوم]

الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أثبتت ضعف الوعي عند القوم في أهم القضايا وعند شريحة يفترض فيها التحري لما ينشر على الأقل في القضايا المهمة.

معايير العلم والوعي؛ والتجرد للحق والأمانة عند البحث والتنقيب عنه، والصدق عند الأخذ والعطاء شروط مبادئ وأخلاق لأولى النهى والمرجعية والتوجيه،، وانتقاء مباني الألفاظ ومدلولاتها القريبة والبعيدة ومراعاة نفسية متلقي الخطاب عند توجيهه شروط صحة للأسلوب.

أسلوب الخطاب الفج مردوده معلوم، وكسب القلوب أهم من كسب المواقف؛ كسب القلوب ديدن العقلاء بنظرهم البعيد وتفكيرهم العميق؛ نتائجه – ولو على المدى البعيد – إيجابية؛ إنه يدع مساحة للمراجعات والعودة إلى صواب قد يكمن وراءَ وهجِ المحاورات وهوس الانتصارات الفارغة التي تصحب النفس في مثل هذه المواقف بدون تروٍ وحرص على الحقيقة؛ وطالما أثبت كسب القلوب أوبة نفوس كانت على النقيض؛ آبت إلى الرشد بعد مراجعات نفسية حادية من القلب المأسور لمن حاوره بإحسان، وترك له فرصة استعراض الصفحة التي تضمنت مفردات الحوار وحاكمها إلى حيثيات صحيحة أبانت وجه الحقيقة فأضحت كالشمس في رابعة النهار كان كسب المواقف سيخفيها إلى الأبد.

المعايير السليمة تقود إلى نتائج سليمة والعكس بالعكس، واتكاء الساسة أيا كانوا على معايير مجانبة للصواب خطأ فادح في حقهم وحق الأمم التي يقودونها يسوق إلى انتحار جماعي يبدأ من التفكير وينتهي بانتحار كلي تعاني الأمم الآن في ميدان الصراع المبني على معايير فاسدة تتركز في كسب أهداف غير مشروعة تلتهم الأخضر واليابس وتخفي وراءها محنا للأمم لا يعلم مداها إلى الله تعالى ومذكو فتيلها يحسبونها هينة وهي عند الله عظيمة بل قد يحسبون ما يصنعون حسنا؛

يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

وهم الأخسرون كما نبأنا الله بذلك في قوله تعالى {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)} [1]

فقد تضمنت الآيات الكريمة عددا من المعايير تخص الأهداف والوسائل والأساليب والرسالة والمرسلين والمستقبلين إيجابية وسلبية للاعتبار بها أخذا وتركا؛ وهذه المعايير وسواها مجملة ومفصلة في النصوص القرآنية والحديثة تدعو إلى إتقان الرسالة علما وإحاطة ورؤية متزنة لأبعادها قبل نشرها؛ ابتداء من القراءة المتأنية [2] والبحث العميق، [3] والإمساك عن نقل ما يسمع حتى يستبين ويتضح جدا [4] أو يضل طي الصمت والكتمان درءا للإشاعة المغرضة، والكلمة الكاذبة ... وحفظا للنفوس والأعراض والأموال وكل الحقوق التي تتعلق بها الرسالة المسيئة ... وحب الخير للغير أيا كان صمام أمان لحفظ حقوق الجميع ... [5]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير