[الاستشراق كما في الموسوعة العربية العالمية]
ـ[مرهف]ــــــــ[07 Nov 2005, 11:09 م]ـ
في الحقيقة كنت أجمع همتي للكتابة في هذا الملتقى المبارك لأكتب لمحة عن الاستشراق وتاريخه وأعماله وخطورته وغير ذلك ولكني أثناء بحثي وجدت هذا الببحث في الموسوعة العربية العالمية وفيها نبذة جيدة ومختصرة وإن كان لي تعليق سأذكره فيما بعد على فقرة منه وهذا هو البحث:
الاستشراق تاريخه وأعماله:
الاستشراق حقل معرفي وإبداعي ضخم نشأ في الغرب (أوروبا وأمريكا الشمالية) لدراسة الثقافات الشرقية (الآسيوية غالبًا) وتمثلها في الفنون المختلفة. وتعتبر الجوانب العلمية والسياسية والدينية للاستشراق هي الأبرز بين جوانبه المختلفة، فقد كانت الهاجس الرئيسي وراء نشوئه. غير أن الجوانب الأخرى، في الفنون والآداب الغربية، ذات أهمية لمن يريد التعرف على ذلك الحقل في مختلف جوانبه. وقد اتضحت ضخامة الاستشراق وتعدد نواحي النشاط فيه في دراسة للناقد والمفكر العربي الأمريكي إدوارد سعيد. بعنوان الاستشراق (1978م) صدرت باللغة الإنجليزية ثم ترجمت إلى العربية. انظر: سعيد، إدوارد.
تاريخ الاستشراق وتطوره
بدأ الاستشراق في الأندلس (أسبانيا) في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، حين اشتدت حملة الصليبيين الأسبان على المسلمين. فقد دعا ألفونس -ملك قشتالة- ميشيل سكوت ليقوم بالبحث في علوم المسلمين وحضارتهم، فجمع سكوت طائفة من الرهبان بدير قرب طليطلة، وشرعوا في ترجمة بعض الكتب الإسلامية العربية إلى اللغات الأجنبية، ثم قدمها سكوت لملك صقلية الذي أمر باستنساخ نسخ منها وبعث بها هدية إلى جامعة باريس.
وكذلك، قام رئيس أساقفة طليطلة ريمون لول بنشاط كبير في الترجمة. ومع مرور الزمن توسع الأوروبيون في النقل والترجمة في مختلف الدراسات الإسلامية، وأنشئت في أوروبا مطابع عربية ـ بعد اختراع الطباعة ـ لطبع عدد من الكتب التي كانت تدرس في المدارس والجامعات الأوروبية.
وأنشئت كليات لتدريس اللغات الشرقية في عواصم أوروبا في مطلع القرن الثالث عشر الهجري (أواخر القرن الثامن عشر الميلادي)، وكان الغرض الأول منها تزويد السلطات الاستعمارية بخبراء في الشؤون الإسلامية ثم أخذ الطلاب المسلمون يؤمُّون هذه الكليات الأوروبية للدراسة فيها. ثم عمل المستشرقون في الدوائر العلمية والجامعات في كثير من الدول الإسلامية.
وأنشأت الدول الاستعمارية عدة مؤسسات في البلاد الإسلامية التي خضعت لنفوذها لخدمة الاستشراق ظاهريًا، وخدمة الاستعمار والتنصير حقيقة، منها في مصر: المعهد الشرقي بدير الدومينيكان، والمعهد الفرنسي، وندوة الكتاب، وكلية السلام، والجامعة الأمريكية وكلية فكتوريا ومدارس الراهبات والفرنسيسكان والفرير، وفي لبنان: جامعة القديس يوسف (الجامعة اليسوعية حاليًا) والجامعة الأمريكية، وفي سوريا: مدارس اللاييك، والفرير، وكلية السلام، وغيرها ... وهكذا في كثير من الأقطار الإسلامية.
واشتهر في العهد الاستعماري عدد من المستشرقين الذين قاموا بإصدار مجلات في جميع الدول الإسلامية، وجمعوا بشتى الطرق المخطوطات العربية الإسلامية ونقلوها إلى بلادهم بأعداد هائلة بلغت في أوائل القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) مائتين وخمسين ألف مجلد من نوادر المخطوطات، ومازال العدد في تزايد حتى يومنا هذا.
عقد المستشرقون أول مؤتمر لهم في باريس عام 1290هـ، 1873م ثم توالت بعد ذلك المؤتمرات الاستشراقية التي تُلقى فيها البحوث والدراسات عن الشرق وأديانه وحضاراته، وما تزال مثل هذه المؤتمرات تُعقد حتى اليوم.
دوافع الاستشراق
الدافع الديني:
بدأ الاستشراق بالرهبان كما مضى، واستمر كذلك حتى العصر الحاضر. فكثير من المستشرقين تخصصوا في الدراسات اللاهوتية المتعلقة بالتوراة والإنجيل وأُعِدُّوا إعدادًا خاصًا للقيام بمهمة دراسة الإسلام والمسلمين لأهداف تنصيرية. يقول المستشرق البريطاني برنارد لويس: "إن آثار التعصب الديني الغربي لا تزال ظاهرة في مؤلفات عدد من العلماء المعاصرين وبعضها لا يزال مستترًا وراء الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية". ويقول الباحثون إن الصورة المشوهة والتعصب الديني مازال قائمًا وخاصة في تصور المستشرقين للقرآن والرسول والإسلام عمومًا، ذلك أن الصورة التي شكَّلها
¥