[القرآن والتحديات المعاصرة للدكتور حامد عثمان]
ـ[ alheewar] ــــــــ[31 May 2006, 04:41 م]ـ
القرآن والتحديات المعاصرة 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والشكر لمن هدى البشرية بالنبيين والمرسلين –سبحانه وتعالى-والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فإني أشكر الله عزوجل أولاً ثم أشكر أخي وزميلي الشيخ الدكتور/خادم حسين الهي بخش المشرف العام على موقع (صوت الحق) الذي منحني الفرصة العظيمة لألتقي بإخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عبر شبكة الانترنت، في موقع (صوت الحق) والشكر موصول لأبنائي وإخواني الطلبة بجامعة الطائف وأخص منهم الأستاذ/علي عبدالله الغامدي، و الاستاذ تركي دخيل القرشي اللذين قاما بنسخ هذه المقالات ونشرها بين ايديكم.
وأودُّ التنويه أخي القارئ الكريم إلى أننا سنتحدث في سلسة حلقات متصلة بعنوان: (القرآن والتحديات المعاصرة) نحاول من خلالها أولاً: إبراز وجوه الإعجاز القرآني بشكل واضح وبسيط يفهمه القارئ العادي فضلاً عن المتخصص.
ثانياً: الذود عن القرآن والدفاع عنه من خلال رد الشبه والتهم التي أثارها العلمانيون والشيوعيون واليهود والنصارى حول كلام الله –عز وجل-.
ثالثاً: الرد على الأعداء الذين ينادونا باسم (العصرية والتقدمية) إلى تفسير عصري للقرآن الكريم يستجيب للتقدم العلمي ويتابع ما يستحدثه الإنسان من علوم العصر نظرية ٍكانت، أو حقيقة، تجريبية، أو فكرة.
وأول ما يشغلني من هذه القضايا هو أن الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري يخضع للنظريات والتجارب العلمية التي تُسوّق على الإقناع بالأفكار الهدامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزةِ نبيٍ أُمّي، بُعثَ في قومٍ أُميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المرسيدس والفورد، ويستضيءُ بالحطب لا بالكهرباء والنيون،
ويشرب مياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح والمرطبات الغازية، وتتسلل إلى أبناء هذا الزمان وضمائرهم فترسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة،فليس صالحاً لزماننا، ولا جديرا بأن تُسيغه عقليتُنا العلمية ويقبله منطقنا العصري!!.
والحق الذي لا مرية فيه أن القرآن معجزة علمية ضخمة تكفي لأن ينتشر الإسلام بها في أوساط العلم والعلماء على اختلاف ألوانهم ومشاربهم وفي كل مكان لا يعرف أهله لغة القرآن،بل وفي كل عصرٍ ودهر، ولا ريب أن المؤمن حين يقرأ اكتشافا علمياً جديداً أثبته العلماء بالبرهان القاطع ثم يجد ذلك مذكوراً في القرآن أو ما يوافقه، فإنه يشعر بزيادة طمأنينة في قلبه كالتي طلبها إبراهيم -عليه السلام –حين سأل ربه أن يريه كيف يحي الموتى فخاطبه ربه قائلاً)):أولم تؤمن))؟ قال:)) بلى ولكن ليطمئن قلبي)).
ويصور ذلك الحدث قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي .... )) الآية.
لكن التوفيق بين النص القرآني والاكتشاف العلمي الجديد ينبغي أن تكون له ضوابطه، وأن تكون له موازينه، ولهذا وقع الاختلاف بين العلماء حول التفسير العلمي للقرآن الكريم بين مؤيد ومعارض.
ومن المعارضين للتفسير العلمي الإمام الشاطبي صاحب الموافقات، والشيخ عبدالعظيم الزرقاني،والدكتورة عائشة عبدالرحمن،ومحمود شلتوت،وسيد قطب وغيرهم.
ووجهة نظر هؤلاء المعارضين هي:
الخوف من أن تفهم آيات القرآن على غير وجهها الصحيح فيفسر القرآن بالرأي المذموم والمنهي عنه في مناهج المفسرين.
أن القرآن الكريم كتاب هداية وإرشاد وليس كتاب تفصيل لمسائل العلوم ونظرياته ودقائق اكتشافاته ومعارفه.
أن نظريات العلم متغيرة وفي كل يوم يظهر الجديد، ومن ثم لايصح أن نعلق الحقائق القرآنية النهائية على تلك النظريات حتى لا نقف محرجين عند ثبوت بطلان تلك النظرية.
أن القرآن يجب أن يفهم على نحو ما أنزله الله للعرب المخاطبين به أول الأمر وبما أن الإعجاز العلمي غير داخل في اعجازاعجاز العرب، فلا مبرر له وهذا هو رأي الشاطبي-رحمه الله-.
¥