تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عندما يصبح "اعجاز القرآن "لا معنى له ..]

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 Mar 2005, 10:01 م]ـ

مصطلح "الإعجاز"يحتاج الى تنقيح ....

لا ابالغ ان قلت ان مصطلح الاعجاز من ابعد مصطلحات علوم القرآن عن التنقيح والضبط ....... بل يصل الامر الى ان يفقد معناه اللغوى نفسه فى بعض استعمالات الكاتبين ...

"العجز"مصدر يدل على عدم استطاعة أمر ما .. و"الإعجاز"مصدر مزيد فيه .. وفعله "أعجز"والهمزة لها دلا لة على الجعل والتصيير .. يقال: أعجزه الأمر، إذا حاول القيام به فلم تسعه قدرته وأعجزت فلاناً: إذا وجدته عاجزاً أو جعلته عاجزاً ... أو نسبته الى العجز ...

وبديهي ان وصف القرآن بالاعجاز ... معناه عدم استطاعة الثقلين معارضته والاتيان بمثله ... لكن اين هذا المعنى فى استعمال المعاصرين؟

خذ مثلا من حديث القوم عن الإعجاز العددي:

هم يستظهرون تناسبات عددية ... وأرقاما يزعمون انها .. تفسر نظاما خفيا كامنا فى القرآن (الرياضي الوثني اليوناني فيثاغوراس ... بنى قديما فلسفة صوفية ... مبنية على ان الكون يخضع لنظام الاعداد ... ) فعلى افتراض ان تلك التناسبات صحيحة ... وافتراض ان الرقم 19 او 29 أو ما شئت من ذوات التسع .. تمثل قاسمات ... او مضاعفات .. لكلمات او حروف .... فإن الاعجاز غير وارد ...... لماذا؟ لأنه بامكان اي انسان ... أن يؤلف كتابا ... خاضعا لنظام حسابي ... فلا يستحيل عادة ولا شرعا ... كتابة نص خاضع ... لسلطة رقم ما ... فبامكان البهائي او القرمطي .. ان يكتب كتابا من 19 بابا .. فى كل باب 19 فصلا ... فى كل فصل 19 سطرا .. وفى كل سطر 19 كلمة ... فتكون الدقة الحسابية اوضح فى ما افتراه من القرآن نفسه .... (دع عنك الحاسوبات العملاقة فى زمننا وما قد تأتي به)

وليس الحروفيون بأسعد حظا من اخوانهم الرقميين .. فى سوء فهم واستعمال مصطلح الاعجاز ... وقد بلغني ... ان كاتبا فرنسبا .. كتب رواية كاملة بدون استعمال حرف e

مع ان هذا الحرف متردد بكثرة فى اللسان الفرنجي .. ويصعب تصور جملة واحدة بدونه .. فضلا عن رواية من عشرات الصفحات ..

ويقترب من هذا المثال ما نسبه الشيعة الى علي رضى الله عنه ... من خطبة بدون حرف الالف ... والالف فى لساننا العربي بمنزلةeالمهجور عند ذلك الكاتب الفرنسي ... فهل يعد كل هذا اعجازا ... اللهم لا .... اللهم ان معنى الاعجاز عند اهل الحروف والاعداد ... عبث ولا معنى له ... ولا يعجز احدا .. نعم ... ولا يعجز احدا ...

بيد ان هذا التعويم لمصطلح "الاعجاز"موجود ايضا في تراثنا القديم .. فهذا الامام عبد الرحمن السيوطي-رحمه الله- .. فى كتابه "معترك الاقران" ... يجعل كل شىء اعجازا ... حتى يصبح المصطلح بدون معنى ....

ولنتتبع بعض مظاهر اعجاز القرآن فى زعم السيوطي (نقتصر على بعض تراجم الوجوه):

الوجه السابع .. من وجوه اعجازه .. ورود مشكله حتى يوهم التعارض بين الآيات.

الوجه الثامن من وجوه اعجازه وقوع ناسخه ومنسوخه ...

الوجه الحادي عشر من وجوه اعجازه تقديم بعض الفاظه وتأخيرها فى مواضع ..

الوجه الثاني عشر من وجوه اعجازه افادة حصره واختصاصه ..

الوجه الرابع عشر من وجوه اعجازه عموم بعض أياته وخصوص بعضها ..

الوجه الثالث والعشرون من وجوه اعجازه وقوع الحقائق والمجاز فيه ...

غفر الله لامامنا السيوطي .... كاد يقول ومن وجوه اعجاز القرآن .. ورود الافعال والاسماء والحروف فى كل آياته .. !!!!!

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 Mar 2005, 01:12 ص]ـ

قال مطرف بن الشخير رحمه الله تعالى:

لو كانت الاهواء واحدا لقال القائل: لعل الحق فيه .... فلما تشعبت وتفرقت عرف كل ذي عقل ان الحق لا يتفرق ...

هذه القولة المنهجية الحكيمة ... تذكرتها وانا اتصفح ما كتبه بعض كهان الرقمين ...

والحمد لله بعضهم ينقض بعضا ...... فأما احدهما فيبني قصور اوهامه على الرقم 7 ويزعم ان القرآن مبني عليه ... ويحشد ادلته لنصرة رأيه .. وأما الثاني فيذهب الى تقديس الرقم 8 ولا تنقصه الادلة ......

اما الحكيم مطرف بن الشخير فيكفيه اختلافهما ليظهر باطلهما ... فالعقل يقول يستحيل ان يكون مركز الدائرة سبعة وثمانية فى وقت ومكان واحد ..

وهذه مقتطفات .. مما سطر ... صاحب السبعة ... وبعده ... صاحب الثمانية ... :

777777777777777777777777777777

البناء الكوني والبناء القرآني

والرقم (7)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير