[التماس من الدكتور موراني ......]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[13 Dec 2005, 07:36 م]ـ
دكتور موراني ....
سررت بوجودك المستمر في المنتدى ...... ولي عندك سؤال علمي وأنت مؤهل أكثر من غيرك للإجابة ...
كتب Rémi BRAGUE تقريرا عن لوكسنبرغ بعنوان " القرآن: الخروج من الحلقة" وهذا التقرير يخص:
LUXENBERG, Christoph. Die syro-aramâische Lesart des Koran. Ein Beitrag zur Entschlûsselung der Koransprache. Berlin : Das Arabische Buch, 2000, IX-311 p. ;
ماذا تعرف عن لوكسمبرغ هذا ..... هل هو جاد في منهجه أم لا؟
أطرح هذا الأمر لأنني قرأت في مقال الفرنسي أن لوكسنبرغ متأكد من أن لغة القرآن ليست هي العربية الفصحى (يسميها الفرنسي" براغ" العربية الرسمية) الفصحى التي سيؤسسها (؟) علماء النحو فيما بعد. لغة القرآن عند لكسنبرغ مزيج من السريانية والعربية وهي اللغة السائدة في المنطقة زمن نزول القرآن حتى أن اسم مكة عنده مشتق من الارمينية وتعنى المدينة الواطئة ...
بصراحة مثل هذا الكلام يحمل المرء على الشك في جدية بعض المستشرقين ... فما رأيك؟
ـ[موراني]ــــــــ[14 Dec 2005, 12:09 ص]ـ
أبو عبد المعز المحترم
لا علم لي بالمقال لهذا الفرنسي غير أنني أعرف الكتاب الذي ذكرتموه , وهو في حقيقة الأمر كتاب سيّيء لا قيمة له لأسباب , منها:
المؤلف نفسه مجهول اذ نشر كتابه هذا باسم مستعار , وكذلك له حديث في الاذاعة بهذا الاسم المستعار.
ولا أحد في الدوائر الاستشراقية يعلم اسمه الحقيقي وليس له ذكر في قائمة أعضاء المعاهد الاستشراقية. انّ التعامل مع هذا الرجل صعب جدا لأنه مجهول كشحص وكما يبدو ينشر كتابه على نفقاته.
أما نظريته التي قد أشرتم اليها فهي كانت موضوعا في عدد من الندوات الاستشراقية (اذكر منها ندوة في برلين قبل عام أو عامين) , اذ يزعم صاحب الكتاب , وهذا خلاصة قوله , انّ العلماء مسلمين كانوا أو غير مسلمين لم يفهموا الى الآن النص القرآني فهما صحيحا بسبب اعتمادمهم على اللغة العربية فحسب.
أما زعمه أنّ اللغة السريانية هي اللغة السائدة في القرنين السادس السابع الميلاديين في المنطقة فهو مرفوض تماما لدى المستشرقين المتخصصين في اللغات السامية.
مهما يكون من الأمر: كتابات هذا الرجل غير مقبولة في الاستشراق المعاصر كما أنها لا تدرّس في المعاهد باعتبارها منهجا غير علمي وبلا جدية علمية.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 Dec 2005, 12:27 ص]ـ
شكرا للفاضل د. موراني ...
وقد تعجبت جدا من كون المذكور ألمانيا .... مع ما هو معروف من دقة في منهج المدرسة الالمانية مقارنة مع المدارس الاخرى .....
أما الفرنسي الذي أشرت إليه فهذا الرابط:
http://www.revue-texto.net/Parutions/CR/Brague_CR.html
ـ[موراني]ــــــــ[14 Dec 2005, 06:45 م]ـ
قام لوكسنبرغ في كتابه المذكور على الصفحات 65 الى 68 بعرض (الفهم الصحيح) للفظ (الرقيم) في سورة الكهف كما يلي:
أشار الى الدراسة للمستشرق Bellamy الصادرة في المجلة:
Journal of the American Oriental Society 111 / 1991
حيث قال هذا الأخير انّ قراءة اللفظ (الرقود) بدلا من (الرقيم) واردة في هذا الموضع.
ويذكر لوكسنبرغ بعد ذلك الترجمتين لكل من Paret و Blachère
وما جاء لديهما من التوضيحات لمعنى اللفظ (الرقيم).
ويلخص لوكسنبرغ قوله اعتمادا على ما ذكره بلامي (الرقود) فيقول أنّ المفتاح لفهم هذا اللفظ تكمن في العبارة (الرقيد) بدلا من (الرقود) وأيضا بدلا مما جاء في القرآن خطأ (الرقيم) , اذ الخطأ الذي وقع فيه الناسخ أنه بدل الدال الى الميم وكتب بدلا من (الرقيد) اللفظ (الرقيم) اذ جاء في الخط الحجازي المائل كتابة الميم على السطر وعلى صيغة قريبة من الدال. ومن هنا جاء في الرسم (الرقيم) خطأ.
في نهاية هذا المطاف يقترح لوكسنبرغ قراءة (والرقيد): والرقاد , وبهذه القراءة انحلت المشكلة كما يقول! اذ جاء في اللسان العرب (الرقاد هو النوم). ومن هنا يقرا لوكسنبرغ هذه الآية كما يلي:
ام حسبت اصحب (كذا) الكهف والرقاد كانوا من ايتنا عجبا.
وبهذا انتهت الدرسة حول الرقيم , الرقيد , الرقود حتى وصل بنا المؤلف الى الرقاد.
وفي هذا الكتاب غرائب أخرى مثل هذا فلا يستحق النظر فيه.
الا أن وراء هذه النتيجة المدهشة درس آخر وهو ضرورة المزيد من الاهتمام بالنسخ القرآنية الاولى برسومها القديمة وبخطوطها المختلفة ودراستها دراسة علمية بمقارنة الرسوم بعضها بالبعض وذلك من أجل سدّ الابواب امام هذا العبث والتلاعب بالمفردات والحروف اللذان لا يعتمدان على الاصول بل على الافتراضيات فحسب.