[هاتوا معاولكم هذا صنم نهاية العصر: "القراءة"]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[07 Dec 2005, 10:38 م]ـ
[هاتوا معاولكم هذا صنم نهاية العصر: "القراءة"]
مدخل:
هدفنا من هذا المكتوب الكشف عن زيف فكري ومنهجي خطير ... مداره على تهافت الطائفة التي تسمي نفسها " الطائفةالحداثية " ورفعها لصنم جديد يعبدونه ويلهجون بذكره ألا وهو مفهوم "القراءة".وقد نشأ هذا المفهوم في غيابات الحضارة الغربية واستورده القوم منهم ... ولعبوا به في النقد الأدبي وتخطفوه فيما بينهم ..... وهاهم تسول لهم أنفسهم التسور على حرم القرآن ..... فوجب التنبيه ووجب عمل المعول.
مقدمة ترفيهية قبل استجماع الهمة.
إي والله , لقد آن الأوان لنقول " لملوك" الحداثة إنكم عراة كما ولدتكم أمهاتكم!
ولملك الحداثة-الذي أمسى الآن في جحر الضب بجسمه كاملا–أن يقول:
- في كلامك "تناص " كما شرحه سيدنا ومولانا "ميشال ريفاتير".
فأقول:
-هو ذاك.والنص الغائب تلك الأسطورة التي تعرفها .... ليس من دأبنا أن نتهافت على الأساطير كدأبكم , لكن ميزة أسطورتنا هذه أنها فاضحة لأساطيركم: ما تبدون منها وما تخفون.
-وكيف كان ذلك؟
حسنا .....
" كان في قديم الزمان خياط أصابت حرفته الكساد , ولأن في السفر سبع فوائد فقد عزم على الضرب في أرض الله .. وحط عصا ترحاله في مدينة من مدن الناس. ولأنه كان ألمعيا أوعز إلى ابنه -الذي كان يرافقه-أن يشيع في المدينة أنه يخيط ما لا قبل للناس به ... فتناهت الأصداء إلى حاكم المدينة.ولأن الحاكم لا يحب أن يسبقه غيره إلى شيء نادر أو تحفة طريفة فقد أرسل بسرعة في طلب الخياط ... فكان هذا الحوار:
-من أنت؟
-خياط.
-ما هذا الذي يقوله الناس عنك؟
-هو صحيح يا مولاي ... فأنا أخيط ما لا يحسنه غيري.
- ......
-أستطيع يا مولاي أن أخيط كسوة لا يراها إلا الأذكياء! والبلداء هم عنها عمون.
- إن لم تصنعها لي ,أو صنعتها لأحد قبلي ,قطعت رأسك.
وانصرف الخياط إلى أجل مسمى بينهم. وقد انقلب بحسنيين: جناح في القصر وأمر لخازن المال ألا يعصي له أمرا.
مضى الأجل ولم يحضر الخياط .... وطافت الشكوك. فأرسل الحاكم حاجبه ليستطلع الخبر. فلما مثل الحاجب بين يدي الخياط وجده منكبا على ثوب" لايراه هو".ويتعجب من الزر " غير المرئي" الذي يناوله الخياط إلى ابنه.ويشتد عجبه أكثر من هذا الصبي الصغير الذي يقلب الزر في يده ويثبته في صدر الثوب " غير المرئي" دائما. أيكون الصبي يبصر الزر والثوب لأنه ذكي ويكون الحاجب ( ...... )؟
وفي الطريق استقر رأي الحاجب على ما لا بد له منه ...
-هل رأيت الثوب بعينك؟
-نعم يا سيدي ... وما رأيت في الدنيا أحسن منه.لله دره من خياط!
(وماذا تريدون: هل تريدون أن يشهد الحاجب على نفسه بالبلادة؟ لله دره من خياط فقد أحكم الكيد إحكاما!)
ثم يأتي دور الوزير بعد أموال وأموال اقتطعت للخياط.
وعند عودته من عند الخياط لم يكن في ذهن الوزير إلا سؤال واحد:
أفيكون الحاجب أذكى منه؟
ليكن ما يكون:
- ................
-نعم يا سيدي ... وما رأيت في الدنيا أحسن منه.لله دره من خياط!
ثم جاء دور الملكة .... ولا يحسن بالملكة أن تكون أقل ذكاء من الحاجب والوزير وصبي الخياط ...
ثم جاء دور الملك ....
فلم يملك إلا أن "يبتهج" أكثر من غيره .... لأنه يدعي أنه" رأى" من دقائق الكسوة ما لم يره أحد. كيف لا وهو أذكى واحد في مدينته.
وجاء الاحتفال ....
وخرج الحاكم "في كامل زينته" التى لا يراها إلا الأذكياء. وتعالت صيحات الجمهور" الذكي "إستحسانا وإعجابا .....
إلا طفل صغير بدأ يضغط على كف أمه ويقول:"أنظري أماه إن الملك يسير عاريا".
ولو قدر للملك وسمع كلام الطفل لازداد افتخارا بكسوته وخياطه المقرب فله أن يقول:" ... ولما كان الطفل قليل العقل فقد حرم من رؤية الكسوة!!! ""
يتبع .....
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2005, 04:02 م]ـ
وفقك الله، وأعانك، وسدد خطاك، ونحن بانتظار ما شرعت به بعد هذه الطرفة الأدبية التي أشارت عما تريد بيانه.
وإني لأتمنى ممن كانت له في هذا المجال قدرة ان يشارك في هذا النقد لهذه القراءة المتهافتة التي تأتي بما لا زمام له ولا خطام.
¥