تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال [متعلق بحوار دار بيني وبين نصراني حول إشكال في فهم بعض الآيات]]

ـ[حسام مجدي]ــــــــ[26 May 2005, 05:57 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبة و من اتبعة بهدى إلى يوم الدين ...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...

كنت أتحاور في الفترة الأخيرة مع أحد النصارى ... و سألني ثلاثة أسئلة عن ترتيب خلق السموات و الأرض في القرآن الكريم ..

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا

ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ

وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

سورة البقرة 29

أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا

رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا

وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا

وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا

أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا

وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا

النازعات 27: 32

السؤال الأول: استفسر عن مسأله وجود اشتباه تعارض بين ترتيب الخلق في الآيتين ..

فكان جوابي بتوضيح معنى " الدحي " في اللغة و أنة يختلف عن " الخلق في الآية الأولى ... مع توضيح ترتيب الخلق الصحيح كما أوردة " ابن عباس " رضي الله عنهما ..

فكان سؤاله الثاني:

قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ

وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ

ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ

ألا يعني هذا أنها ثمانية أيام؟

فأجبتة بتوضيح ذلك له و لله الحمد و زال اللبس (لا أريد كتابة الرد حتى لا أطيل)

فكان سؤاله الثالث ..

هذه الايات من سورة فصلت توافق ما جاء في سورة البقرة

ولكنها تخالف ما جاء في سورة النازعات

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا

ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ

وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

سورة البقرة 29

أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا

رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا

وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا

وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا

أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا

وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا

النازعات 27: 32

اذ ان سورة النازعات كما ترى، فانها تقول ان الله خلق السماء وبناها وفعل كذا وكذا، ثم الارض (بعد ذلك) دحاها واخرج منها مائها ومرعاها والجبال ارساها، هذا هو (تقدير اقواتها) الذي من المفترض انه تم قبل الاستواء الى السماء ليدعوها وهي دخان؟؟؟

فأوضحت له أن تقدير الأقوات في الأرض قد تم في اليومين الثانيين بعد يومين خلق الأرض و ذلك يختلف عن ما ذُكر في سورة النازعات من اخراج الماء و المرعى فلابد من تهيئة السماء أولا لنزول المطر لخروج المرعى و الماء و ذلك من اعجاز القرآن .....

فاحتج علي بأن الله تبارك و تعالى يقول في الآية الكريمة بسورة فصلت " و جعلنا فيها رواسي " ..

و في سورة النازعات قال تبارك و تعالى .. " و الجبال أرساها " ...

مما يدل في نظرة بأن التقدير في اليومين المكملين للأربعة في سورة فصلت هو ذاتة ما في سورة النازعات ..

فرددت علية بأن كلمة " رواسي " لا يقصد بها هنا " الجبال " و انما الطبقة التكتونية التي تُثبت بها الجبال tektonic plates .. أما الجبال فقد أُرسيت " و الجبال أرساها " على تلك الرواسي .. و هذة النقطة اجتهاد شخصي ...

فأريد أن أعرف من شيوخنا هل أصبت فيما قلتة أم لا .. و هل يتعارض هذا مع الشرع .. ؟

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 May 2005, 02:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الرد ليس جواباً لسؤال الأخ الكريم، وإنما هو تتمة له؛ فقد وجدت في كتاب " تفسير سور فصلت " للدكتور محمد صالح علي مصطفى ما نصه:

(إن عامة المفسرين - وأعني من اطلعت على تفاسيرهم - يقولون: إن الرواسي هي الجبال. وهم بقولهم هذا يدخلون الجبال في الخلق الأول، وهو قبل تقدير الأقوات وخلق السماوات.

والذي أراه أنها غير الجبال؛ إذ أن الرواسي هنا ما أرسى الأرض كلها، ما فيها وما عليها بما يثقلها في نفسها، ويفصلها عن غيرها.

وهي بهذا المعنى موجودة مذ تكونت الأرض، مستقرة فيها من داخلها، مسلطة عليها من فوقها. وليس كذلك الجبال؛ فإنها بذاتها تحتاج إلى ما يرسيها كما قال تعالى: {والجبال أرساها}، ولم يقل أرسى بها؛ فهي مرساة، وليست مرسية.

وآية النازعات تشير إلى تأخر الجبال في الظهور، أي أنها لم تكن في الخلق الأول، وإنما ظهرت مع الماء والمرعى في عملية الدحو متاعاً للإنسان والأنعام، قال تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ [وهي الأرض المخلوقة قبل السماء كما قدمنا] بَعْدَ ذَلِكَ [بعد خلق السماء] دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} ...... ) إلى آخر كلامه في الكتاب المذكور ص128 - 131.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير