[مراحل تطور مواقف قريش من القرآن الكريم – نظرة متكاملة]
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[26 Dec 2005, 02:15 م]ـ
وهذا مثال عملي على أهمية ما تم بيانه من أهمية الترتيب في الرد المنطقي على المخالف ..
انظر:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3576
مما يثير عاطفة العامي، ويفحِمُ عقلَ العالِم، يجمع بين الحقيقة العلمية والأسلوب السهل الذي يفهمه كل الناس.
وما سأذكرُهُ أدناه يقد يكون في ترتيبه أخذٌ وردٌّ، ولكن ما لايُدرك كله لا يُترَك ..
وليكن في أذهانكم إخوتي من البداية، أن حوار الداعية مع المدعوين بشتى أصنافهم، يختلف عن الأبحاث المُحكَّمة!!!
هذه مشاركة قدمتها في أحد أندية الحوار الديني بتاريخ: 4/ 10/2004م تحت عنوان:
[مراحل تطور مواقف قريش من القرآن الكريم – نظرة متكاملة]
==============
عندما تناقش أحداً من غير المسلمين في أن قريشاً قد كُبتوا وبكِّتوا فلم يستطيعوا نقد القرآن الكريم .. تجده يسارع بالقول .. (بل إنهم وصفوا القرآن بأنه كذب وأساطير الأولين .. الخ)
وهذا جزء من الحقيقة،، وليس الحقيقة كلها.
وإليكم بيان بعض من الإشارات على ذلك والأمثلة غيرها كثير:
1 - لما جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة، لم يطالبه قومه بآية تدل على صدقه.
بل كانوا يستهزئون به ويسخرون منه ... تصغيراً لشأن ما كان يدعوهم إليه .. واستهانة بدعوته .. فكانوا يعدونها سحابة صيف لا تستحق الاهتمام (هذا غلام عبد المطلب يكلم من السماء!!).
2 - عندما بدأ صلى الله عليه وسلم يذكر عيوب آلهتهم وينتقد الشرك والمشركين ثارت حمية الجاهلية والغيرة على الآلهة.
فبدؤوا يطالبونه بالكف عن التعريض بآلهتهم.
ولما لم يجدوا منه مهادنة في هذه القضية العقدية الحساسة التي ألفوها عن أجدادهم، وعليها غالب أهل جزيرة العرب.
أخذوا يشكونه لعمه أبي طالب .. الذي حاول رد ابن أخيه فلم يستطع .. فتركه وشأنه.
3 - حاول المشركون مراراً وتكراراً، ضاغطين عليه بواسطة عمه الذي كفله (أبو طالب) فعرضوا عليه في بيت أبي طالب .. مساومة يسيل لها لعاب صاحب أي دعوة دنيوية ..
عرضوا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يزوجوه ما شاء من جميلات العرب .. وأن يجمعوا له ما يرضيه من الأموال ... وأن يسوِّدوه عليهم ... كل ذلك مقابل أن يترك الدعوة إلى التوحيد، فلم يرض.
كن ملك العرب بلا منازع .. واترك الدعوة إلى التوحيد ... يا له من إغراء.
4 - تكرر نزول آيات القرآن الكريم المنددة بالشرك، الداعية إلى التوحيد .. وازداد عدد المؤمنين بدعوة الإسلام .. فما كان من قريش إلا أن توجهوا إلى أبي طالب مرة أخرى يطالبونه بتسليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لهم، أو يكف عن دعوته .. فرفض ..
فقرروا زيادة الضغط النفسي عليه .. بأن يكون ثباته على الدعوة سبباً في شقاء عشيرته وأهله المقربين .. فكان حصار المسلمين وبني هاشم في الشعب لمدة ثلاث سنوات .. مقاطعة اقتصادية واجتماعية قاسية لا سابقة لها في تاريخ العرب .. توفي على إثرها أبو طالب وخديجة.
5 - ظنوا أن أمر محمد صلى الله عليه وسلم قد سهُل بعد وفاة زوجه وعمه .. فعادوا إلى أساليب الترغيب والترهيب وكرروها مراراً.
6 - ومن ذلك: أنهم بعثوا أحد كبار السادة: عتبة بن ربيعة، إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عارضا عليه ثروة ضخمة، وجاهاً لا يساويه فيه أحد من العرب (مستغلاً وضع سيدنا محمد النفسي بعد وفاة أبي طالب وخديجة)، مقابل أن يترك الدعوة إلى الإسلام. فعندما قرأ عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آيات من القرآن الكريم، أمسك عتبة بفم رسول الله مناشداً إياه أن يكف.
7 - ظهرت صنوف العذاب (الجسدي والنفسي) لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تحمل ألواناً مختلفة من التفنن في الأذى والتعذيب نوعاً وكماً.
فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثال الصبر الجميل، والقدوة في التحمل والثبات على المبدأ.
8 - عندها ... بدأ المشركون بتعذيب المسلمين أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واستشهد عدد منهم بهدف الضغط النفسي على سيدنا محمد ليقبل عروضهم المغرية ..
والتأثير على المسلمين للقيام بالثأر، مما يجعل لقريش مبرراً أن يسفكوا دماء أبناء عشيرتهم في البلد الحرام.
ولكن حكمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصبر المسلمين وانضباطهم، حرمهم من ذلك.
¥