[الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية. هل الجمع ممكن؟]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 May 2006, 04:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..... وصلى الله وسلم على النبي الكريم ..... وعلى آله وصحبه أولي المنهج القويم ...
وبعد،فهذا سؤال:
[الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية. هل الجمع ممكن؟]
سأركز البحث عن "الحقيقة" العلمية لإظهار خصائصها ومن ثم ينظر بعد ذلك لمدى التوافق بينها وخصائص الآية ...
العلم هنا يراد به العلم الطبيعي فقط أو قل العلم الحق كما يسمى عند فقهاء العلم أعني ذلك العلم" المكمم" القابل للاختبار مثل الكيمياء والفزياء وعلوم الحياة وعلوم الفضاء ...
ولا يراد به العلوم الانسانية المشكوك في علميتها أعني العلم" المكيف" غير القابل للتحقق التجريبي الاصطناعي .... مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإنسان ...
هذه وأمثالها –عند المحققين-أشباه علوم، أو علوم تبريرية، أو اديولوجيات ..... ولا يجوزللمفسرأن يقحمها داخل حمى القرآن منخدعا بتسميتها علوما ....
الحقيقة -إن وجدت-ففي دائرة العلوم الموضوعية الحقة ...... والجمع مع الآية- إن جاز -فمعها لا مع العلوم الاخرى ..... ولك أن تتعجب من بعض المتحمسين كيف تجرأوا وزعموا أن التقسيم الفرويدي المثلث للنفس صادق عليه القرآن الكريم باصطلاحه الخاص عن النفس اللوامة والنفس الأمارة والنفس ....
لكن هل تحمس هؤلاء لنقد هذه النظرية واختبارها قبل توظيفها في التفسير؟ وهل ادركوا أن فرويد لم يستطع أن يقنع بها حتى أخص تلاميذه؟ وكيف يرهن الاصطلاح القرآني بمثل تخيلات لرجل يهودي لا يعتبرها الغربيون أنفسهم علما؟
ثم –وهذه باقعة-هل نأخذ التقسيم الثلاثي فقط أم نأخذ معها نظرية الليبيدو وعقدة أوديب وأسطورة الأب الأول الذي قتله أبناؤه بسبب احتكاره لكل نساء القبيلة؟!!!
أكاد أقول –وأنا مطمئن-أن هؤلاء لا يعرفون القرآن ولا علم النفس ...... بسبب الذهنية التجزيئية التي يتميزون بها: بضع آيات من القرآن .... وشذرات من نظرية غربية وهاهو الإعجاز العلمي!!!
قلنا إن مدار البحث هو العلم الحق ... وأضيف وصفا آخر: القادم من الغرب.
ذلك لأن المتحمسين للتفسير العلمي للقرآن يستندون كلية إلى الانجازات العلمية والتقنية الغربية .... وجل الاسماء المذكورة عندهم أروبية أو أمريكية أو يابانية ..... ولا يقصدون بالعلم مثلا العلم التقليدي الصيني ولا يخطر ببالهم ربط آية أو حديث بعلم وخز الإبر أو علم الكي ..... !!!
تلكم هي المركزية الغربية التي سعى الغربيون لترسيخها في نفوس الأمم .... فكانت أمة الإسلام أطوعها وأسهلها عليهم.
الآن .... نعيد السؤال:
الآية القرآنية والحقيقة العلمية الموضوعية الغربية هل تلتقيان؟
من عجيب المفارقات أن يكون المسلمون هنا "ملكيين أكثر من الملك نفسه" فتراهم يتهافتون على بريق زائف ..... فما أن يصدر عن عالم غربي خاطر أو فرضية حتى يتلقفها المفسر ويبحث لها عن آية ويتخيل لهما تطابقا .... ثم يستدعى صاحب الخاطرة لمؤتمر على نفقة أموال المسلمين ..... سبحان الله!! ألا يملك المصحف أن يصل إلى الناس إلا بتوصية: دمغة أينشتاين أو شهادة ايزنبرغ أو إسلام ياباني!!!!
وما يقوله ذلك العالم في مؤتمر الإعجاز تحت تصفيق المشدوهين قد لا يجرؤ على طرحه في المؤتمرات العلمية الغريية نفسها .... وإن زعم –عندهم- أنه توصل إلى الحقيقة المطلقة فسيطرد من المجلس لا محالة وينسب إلى الهرطقة والتجديف ...... لأنه قد تقرر عندهم أن العلم –الحقيقي الموضوعي- لا يمكن أن يكون إلا ديناميا نسبيا .... والنزعة الوثوقية-الدوغمائية- عندهم من شيم رجال الدين والاديولوجيين ولا شأن لها برجال العلم ....
فنقول:
أنتم تجعلون للتفسير العلمي شرطين-ولا بد من الشرطين-
-أن تكون لغة الآية تقبل المعنى العلمي.
-أن يكون المعنى حقيقة علمية ثابتة.
يهمنا هنا الشرط الثاني ......
ما رأيكم أن من أخذتم عنهم المعنى العلمي يعترفون سرا وعلانية أن الحقائق العلمية كلها نسبية .....
قال فقهاؤهم في العلم:
-تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء العلم ...
قال فقهاؤهم:
تاريخ العلم مشكل من قطيعات ابستملوجية .... ناتجة عن أزمات في العلم.
¥