[خطاب مفتوح إلى البابا بنديكتوس السادس عشر]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Oct 2006, 04:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا خطاب مفتوح بعثته الأستاذة الدكتورة زينب عبدالعزيز، المتخصصة في دراسة اللغة الفرنسية، ولها ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية تعد من أوفى الترجمات وقد سبقت الإشارة إليها في هذا الملتقى، ولعلنا نوفق لإجراء حوار حول هذه الترجمة مع الدكتورة زينب بإذن الله، ولعل أخي الكريم الدكتور أحمد البريدي يسعى لهذا. والدكتورة زينب عبدالعزيز من الباحثات المتميزات بالعلم الواسع في مجال تخصصها، ولها عناية متميزة بما يكتب عن الإسلام والقرآن في الغرب، ولها عدد من المؤلفات التي تدل على عمقها العلمي، وتدينها الصادق.
وهذا خطاب مفتوح بعثته للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي تكلم بكلام قبيح حول الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم. وهو كلام متهافت لا يستحق الوقوف، لولا ما يدل عليه من نية سوء، ولما قد يترتب عليه من مواقف سياسية وغيرها. وقد آثرت نقل هذا الخطاب لما فيه من الفوائد ...
[ line]
حضرة المحترم / أسقف روما، ومندوب يسوع المسيح، وخليفة أمير الرسل، و الحبر الأعظم للكنيسة العالمية، وكبير أساقفة إيطاليا، والمطران الأسقفى للمقاطعة الرومية، ورئيس دولة مدينة الفاتيكان، وخادم خدّام الله، ـ ولم أذكر" باتريارك الغرب" لأنكم تنازلتم عنه .. كما لايجوز لى إغفال لقب: رئيس مكتب عقيدة الإيمان (محاكم التفتيش سابقا)، و الأستاذ المتفرغ بالجامعات الألمانية، البابا بندكتوس السادس عشر.
أبدأ بهمسة عتاب كزميلة فى اللقب الجامعى ـ وهو المستوى الذى يدور فى نطاقه هذا الخطاب ـ وكإنسانة مسلمة، نالها من الإهانة والمرارة والألم ما نال المسلمين فى العالم أجمع مما ورد فى المحاضرة التى القيتموها، فى جامعة راتيسبون بألمانيا، تحت عنوان:
" العنف يتعارض مع طبيعة الله ومع طبيعة الروح"
فمن يحمل على كاهله أمانة و مسؤلية كل هذه الألقاب، عار عليه أن يتدنى إلى مستوى السب العلنى لدين يتمسك به و يتّبعه أكثر من خمس سكان العالم .. وعار عليه أن يختار موقف التحدى الإستفزازى للنيل من الإسلام و المسلمين .. وهو موقف يندرج بلا شك ضمن مسلسل الإساءة و المحاصرة الذى بدأ منذ بداية انتشار الإسلام و يتواصل حتى يومنا هذا. أنه موقف وضعكم على أرض احتقار الآخر، و الكذب، و الجهل، باختياركم، وكلها تشبيهات لا تليق بمن فى مثل منصبكم. فهو موقف يكشف عن مدى جهلكم بدينكم وبدين الآخرين من جهة، و من جهة أخرى، هو موقف أشبه ما يكون بإطلاق العنان لحملات صليبية جديدة ما أغنانا جميعا عنها ..
وتؤكد جريدة "لاكروا " المسيحية الصادرة فى 17/ 9 / 2006، أن المحاضرة قد تم الإعداد لها طويلا، وقرأها العديد من المحيطين بكم، مثلما يحدث مع كافة النصوص العامة على الأقل. كما تؤكد الجريدة أنه منذ يوم الأثنين 11/ 9 و " بينما لم يكن البابا قد نطق محاضرته بعد، صدرت الصحف الإيطالية بعناوين حول بنديكت السادس عشر و الإسلام "! الأمر الذى يؤكد ربط هذه المحاضرة فى هذا التوقيت بمسرحية الحادى عشر من سبتمبر! .. فما أصبح معروف يقينا رغم التمويه الشديد، أن الأيادى المدبرة أمريكية رفيعة المستوى. وكان هدف المحاضرة واضحا فى ربطه بين الإسلام والإرهاب والشر .. أى أنه موقف متعمّد.
ولقد جاء ردكم وتعبيركم عن " الحزن " الذى انتابكم من ردود الأفعال التى أثارتها محاضرتكم كعذر أقبح من ذنب، فالباحث الأكاديمى حينما يستشهد فى بحثه، يكون ذلك لأحد أمرين: إما لتأييد موقفه، وإما لنقد ذلك الإستشهاد ـ ولا يوجد هناك ما يسمى باستشهاد لا يعبر عن رأى كاتبه بالمعنى الذى حاولتم التبرير به: فالكاتب هو الذى يستشهد. وقولكم أن هذه العبارات لا تعبر عن رأيكم الشخصى، فى الوقت الذى يؤكد صلب المحاضرة وسابق كتاباتكم وخاصة خطابكم الرسولى كلها كتابات تؤكد أنكم تعنونه، وذلك يضعكم فى مصاف أولئك الباحثين الذين يضعون أفكارهم على لسان غيرهم حتى لا تحسب عليهم خشية عواقبها .. وهو موقف علمى يوصف بالجبن ولا يليق بمن فى مكانتكم.
¥