تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الدكتور سعيد بن ناصر وتأملات مهداة إلى أقسام التفسير]

ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[24 Sep 2005, 12:29 ص]ـ

كتب الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي مقالاً جميلاً بعنوان:

إلى أقسام التفسير

يبحث فيه توسيع أو تجديد دائرة الأبحاث والرسائل العلمية لتناقش ما تثيره العلمانية المعاصرة من كتابات تلقى شهرة ورواجاً وهي تهدف إلى تقويض النصوص , أو هدم دلالتها.

والآن إلى المقال الذي أتمنى أن تجدوا فيه الفائدة العزيزة , والفكرة الجميلة.

" أقول للزملاء في قسم التفسير أين أنتم عن الواقع؟

مليح ومهم أن تعرفوا أقوال المفسرين وأوجه الإعراب والبلاغة ونحو ذلك.

ولكن من المهم أيضاً: أن تعيشوا عصركم, وأن تلتفتوا إلى ما يفعله العلمانيون بعلوم القرآن ونصوص الوحي المعصوم.

قد يقول البعض: بأن أقوالهم هي من جنس أقوال المستشرقين, وقد درسناها وعرفناها. وهذه حجة من لم يعرف ما قاله ـ على سبيل المثال ـ محمد بن أركون, ونصر أبو زيد, وحسن حنفي.

إن الدراسات العلمانية المعاصرة تستهدف: التقويض والهدم, وهدم النص أو هدم دلالته, أو التشكيك في ثبوته ونزوله, أو إدخال النص في عجلة المذهب (التاريخاني) على طريقة اسبنوزا اليهودي وأحفاد فكرته. لقد تحدث العلمانيون عن كل شيء في القرآن وعلومه, عن أسباب النزول, وعن حالات تلقي الوحي كما يزعمون, وعن التطابق التاريخي للنصوص, وعن السياق اللغوي والنصي, وعن القراءات التأويلية (الهرمنوطيقية) لنصوص القرآن, والقراءات البنيوية والتشريحية, وتحدثوا عن نسبية النص, وجعل النص القرآني نصاً مفتوحاً, وتكلموا عن سقوط مناهج تفسير القرآن بالقرآن, وتفسير القرآن بالسنة, والقرآن باللغة. وكتبوا مشككين في ثبوت النص القرآني, في تدوين المصحف, وعن حفظ الصحابة, ومدى صحة ذلك, وعن القراءات, وغير ذلك من أبواب علوم القرآن.

والملحوظة المؤسفة: أن الزملاء الأفاضل في أقسام القرآن بعيدون عن هذه القضايا, ومشغولون بتحقيق مخطوطة فلان في التفسير, ومنهج فلان في تفسير القرآن, أو في القراءات ومخطوطاتها.

إن من السهولة بمكان تحقيق مخطوطة ومقارنة النسخ, ودراسة منهج فلان وفلان, ولكن الأمر الذي قد لا يستوعبه الكثيرون, أو لا يحبون الاستماع إليه, هي تلك الأطروحات الفكرية ذات المناهج والفلسفات التي تستهدف تقويض النص القرآني, أو على الأقل تقويض التفسير بالمأثور وطرائقه, وهدم المنهج العلمي لأصول هذا العلم وقواعده. فهل يفقه الزملاء الفضلاء في أقسام التفسير وعلوم القرآن ذلك؟ مسترشدين بقول الله تعالى: (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين المجرمين). "

جريدة المدينة: ملحق الرسالة يوم الجمعة 19/ 8 / 1426

العتيق

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Sep 2005, 08:39 م]ـ

جزى الله الكاتب والناقل خيراً على هذا التوجيه الكريم. والالتفات لما أشار إليه الدكتور سعيد بن ناصر في غاية الأهمية لمن وفق للرد على مطاعن هؤلاء الكتاب الذي أكثروا على الناس من التأليف، في أسفار طوال منزوعة البركة، كما صنع حسن حنفي في مشروعاته الطويلة. غير أن الاشتغال بما يكتبه هؤلاء - برأيي - يذهب على طالب العلم رونق فهم القرآن ونشره بين محبيه من سواد المسلمين.

والدكتور سعيد بن ناصر حفظه الله أستاذي وله علي فضل كبير، وقد حادثته يوماً فيما يكتبه هؤلاء وأمثالهم من كتب، وما عاناه هو في رسالته للدكتوراه من اشتغال بقراءة ما يكتبونه، فتنهد وقال: (لقد قسى القلب من القراءة في كتب هؤلاء القوم، وأعوذ بالله أن أكون ممن أضاع وقته فيما لا ينفع). غير أن عنايته وأمثاله بما يكتبه هؤلاء للرد عليهم، وبيان ما يرمون إليه من الإفساد حق على طلبة العلم، لا بد من أن يتفرغ له أناس لكشفه وبيانه. غير أنه لا يصلح لذلك كل أحد، فإنهم يكتبون كتابات يتطلب فهمها فهمَ المناهج التي ينطلقون منها في تحليل النصوص ودراستها، وهي مناهج غربية نشأت في بيئة مختلفة عن بيئة النصوص العربية التي يحاكمونها إليها، وقد عني بهذا الجانب المتخصصون في الدراسات القرآنية، والدراسات العقدية، والدراسات النقدية الأدبية، وأدلى كل منهم فيها بدلوه، ونظر إليها من زاويته.

ويبقى ما أشار إليه الدكتور سعيد بن ناصر جديراً بالعناية والاهتمام من قبل الدارسين في الدراسات القرآنية، أرجو أن يتقبل الله دعوته هذه، وأن يكتب لها القبول بين الدارسين، فتظهر لنا دراسات ناقدة كاشفة لهذا الزيف، الذي يراد له أن يكتسح عقول الجيل، وينخر المناهج الصحيحة التي توارثها المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم، والله غالب على أمره. ولا سيما أن هناك أعداداً متزايدة - من فضل الله - من الطلاب والطالبات المقبلين على الدراسات العليا في الدراسات القرآنية في جميع بقاع العالم، فليتهم يولون هذه الدعوة نصيباً من العناية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير