تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ِمحمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن.

ـ[مرهف]ــــــــ[12 Jul 2003, 09:30 م]ـ

ِمحمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن.

إن مركب (القراءة المعاصرة) يعتبر حلقة من سلسلة صراع طويلة،وله جذوره التي بدأت من أكثر من سبعين عاماً فليس محمد شحرور هو أول من قام بها أو ابتدع هذا المركب البراق بل هو حلقة من سلِسلة تعود بدايتها إلى كتابات علي عبد الرزاق وطه حسين.

لقد ألف الأول ـ على عبد الزاق ـ كتابه " الإسلام وأصول الحكم " نفى الأسس التي يقوم عليها نظام الحكم في الإسلام، بينما ألف الثاني ـ طه حسين ـ " في الشعر الجاهلي " الذي روج فيه لآراء المستشرق الإنجليزي مارجليوث إذ طعن في كتابه أصول ومصداقية الشعر الجاهلي مستخدماً المنهج الديكارتي بحجة مواكبة الحضارة الغربية والسير في ركاب حركة التنوير التي تمسحت بالعقل والعقلانية.

ثم جاء محمد أحمد خلف الله وألف كتاب " الفن القصصي في القرآن " وطعن في واقعية الأحداث الواردة في القصص القرآنية.

ثم آزره أمين لطفي الخولي الذي انتهج سبيلاًً أدبياً في الحديث عن الدراسات القرآنية ليُخرج النص القرآني عن كونه كتاباًً منزلاً من عند الله

ثم تطورت اللعبة فنُحت لها هذا المصطلح الخُلَّبي " قراءة معاصرة " ولعب أدوار حلقاتها كلاً من الدكاترة: حسن حنفي، ونصر حامد أبو زيد وسيد محمود القمني ومحمد شحرور وطيب تيزيني.

فمنهم من اتخذ في كتاباته طابعاً فلسفياً ومنهم من اتخذ طابعاً أدبياً في قالب فلسفي، كل ذلك مع أسلوب ماكر في اصطناع المصطلحات الغامضة كالغنوصية،والأيستمولوجية، والأمبريقية،والأنسنة،والإسلاموية،والسلفوية،والماضوية،والمستقبلوية،والأنطولوجية، والبلشفية،والمنشفية،والديالكتيكية،والسيوكولاستيكية، والزمكانية، والميكانزماتية، والسيميولوجية، والهرمونوطيقية، والديماغوجية .... الخ وألفاظ كثيرة غيرها انبهر منها كثير من السذج من المثقفين وظنوها علماً فلاكتها ألسنتهم في المجالس ورسمتها أقلامهم في الكتب لكي يقال عنهم:متنورون .. متحضرون ... عصريون.

وقد تبنى جميعهم فيها المنهج المادي الديالكتيكي التاريخي الماركسي

ولم تكن كتاباتهم هذه وليدة الدراسات الاستشراقية فقط بل كانت متممة وداعمة لها فسميت بعد ذلك بـ " الدراسات الشرق أوسطية "؛ وكانت الغاية منها هدم مفاهيم القرآن ومبادئ الإسلام وإحلال المبادئ الماركسية محلها، ولكنهم سلكوا لذلك سبيلاً ظنوا أنهم يبدعون فيه، فادعوا بأنهم يواكبون الحداثة وروح العصر ويسيرون في طريق التقدم والتطور ومعانقة المستقبل، فرفعوا شعار العلمية والموضوعية وجعلوه حكراً عليهم مقابل نعتهم لغيرهم بالجهالة والجمود والسذاجة والعمالة والتخلف والظلامية والتحجر ووو .. كما فعل ـ على سبيل المثال ـ نصر حامد أبو زيد في قراءاته المعاصرة لمقاصد الشريعة وأصول الفقه والقواعد الشرعية وكانت مجلة العربي الكويتية تنشر مقالاته.

ولعل من المفيد ذكره بيان أن هذا الموكب المريب نشط في وقت يسعى فيه أعداء الإسلام لتغيير صورة الإسلام على النمط الغربي أو على النمط الأمريكي تحت شعار العولمة في محاولة لرسم صورة جديدة للإسلام تتوافق مع المخططات السياسية للقرن الواحد والعشرين.

أما الدكتور محمد شحرور فهو أستاذ جامعي في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق وقد قضى في تأليف كتابه الأول ـ كما زعم هو ـ أكثر من عشرين عاماً فكان في أكثر من ثماني مئة صفحة وقد أشار المؤلف في مقدمة كتابه إلى المراحل التي مر بها في تأليف الكتاب، فكان أولها عام 1970 في إيرلندا، وكان آخرها عام 1990 عند عودته من روسيا.

ورغم ضخامة الكتاب إلا أنه طبع أربع مرات في خمسة عشر شهراً، فكانت الأولى في كانون الأول عام 1990، والرابعة في الشهر الأول عام 1992.

وحتى لا يضيع الوقت في هذا الكتاب فإني سأعرض تلخيصاً للمنهج المطبق في " الكتاب والقرآن " استنتاجاً كما عرضها السيد ماهر المنجد في كتابه " الإشكالية المنهجية في الكتاب والقرآن " صـ 178 وما بعد بعدما قام بدراسته وبدراسة أهم الدود عليه، فيقول:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير